آشتون كارتر: لبقاء اللاموقف من الأسد عامر نعيم الياس
نقلت وسائل إعلام أميركية ترشيح الرئيس الأميركي باراك أوباما أحد موظفي وزارة الدفاع لشغل منصب الوزير الشاغر بعد استقالة، أو بالأحرى إقالة تشاك هاغل الأسبوع الماضي، بسبب الخلاف على عدد من الملفات الخاصة بوزارة الدفاع، وعلى رأسها تحكّم البيت الأبيض بالقرار العسكري الأميركي وتحييد البنتاغون عن عملية صنع القرار وتحوّله إلى مجرد أداة تنفيذية للسياسات التي يقرّها أوباما وفريقه للأمن القومي.
وبحسب السيرة الذاتية لمرشح أوباما لمنصب وزير الدفاع، والتي وردت في تقرير لوكالة الصحافة الفرنسية، فإن كارتر البالغ من العمر 60 سنة تدرّج في العمل في وزارة الدفاع الأميركية حتى احتل المنصب الثاني فيها مساعداً لوزير الدفاع ليون بانيتا بين تشرين الأول 2011 وكانون الأول 2013، وإضافةً إلى اختصاصه في الفيزياء وإلى جانبها تاريخ العصور الوسطى، فإن كارتر يملك خبرة ذات شأن في مسائل التسليح والمسائل المالية، وغيرها من القضايا المتعلقة بإدارة وزارة الدفاع في الولايات المتحدة. وبهذا المعنى، فإن الرئيس الأميركي باراك أوباما يحاول عبر ترشيحه كارتر تحقيق التالي:
ـ الخروج من حال التوتر الشديد الذي يطبع علاقة الرئيس بالكونغرس مع سيطرة الجمهوريين عليه وسحب ملف وزارة الدفاع من دائرة التجاذب السياسي والتنافس الحزبي بين الديمقراطيين والجمهوريين، في ضوء رغبة بعد صقور الجمهوريين كالسيناتور جون ماكين في الترشّح للمنصب. وبحسب وكالة الصحافة الفرنسية، فإن «الكونغرس سيوافق على شغل كارتر منصب وزير الدفاع إذا لم تطرأ تطوّرات في اللحظات الأخيرة».
ـ تقاطعت التقارير الإعلامية التي وصّفت آشتون كارتر، حول نقطة خبرته في الأمور التنظيمية وإعادة الهيكلة، فضلاً عن التشديد على تاريخه الوظيفي في وزارة الدفاع، وعليه، فإن أوباما يريد من خلال تعيين كارتر إعادة هيكلة وزارة الدفاع الأميركية مالياً وإدارياً بما يتناسب مع التحدّيات المعقّدة التي تواجه الولايات المتحدة، خصوصاً بعد الحرب على «داعش» في العراق وسورية، وارتفاع منسوب التوتر بين حلف الأطلسي وروسيا على حدود أوروبا الشرقية.
ـ أشرنا في مقال سابق في «البناء» حول استقالة هاغل إلى عدم وجود خلاف بين وزير الدفاع المستقيل والرئيس أوباما حول سورية، وفقاً لما أرادت وسائل إعلام عدّة الترويج له. إنما هناك خلاف على جزئية تتعلّق بالإجابة عن مصير الأسد وهو أمر من الواضح أن أوباما لا يريد الإجابة عنه الآن وهو يفضل استمرار التكتيك الحالي في سورية. وعند هذ النقطة تبرز ميزة أخرى يملكها كارتر من شأنها أن تساعد البيت الأبيض في الاستمرار في سياساته، وهي أنه موظف ولا يملك خبرة في المسائل القتالية، وبالتالي فهو سيندمج تماماً أو بالأحرى سينفّذ من دون اعتراض ما يراه البيت ألأبيض مناسباً في العراق وسورية، من دون أي اعتراض أو مناكفة، الأمر الذي سيساهم بدوره في تجيير الملف أكثر فأكثر إلى رئيس الأركان مارتن ديمبسي ومنسّق عمليات التحالف الجنرال جون آلن، فضلاً عن فريق الرئيس الأميركي للأمن القومي. وفي سياق تعليقه على اقتراح تعيين كارتر وزيراً للدفاع، قال السيناتوزر الجمهوري جون ماكين: «تعيين كارتر لا يؤثر على قيادة المعركة ضد داعش، لا أحد يمكنه ذلك في فريق أوباما، فهم لا يعرفون شيئاً عن الجيش».
ـ إضافةً إلى عدم الإجابة عن مصير العلاقة مع الدولة السورية والرئيس الأسد، فإن تعيين كارتر الخبير في شؤون التسليح يؤشّر إلى إصرار الرئيس الأميركي على خيار تسليح ما أسماه «المعارضة المعتدلة» في سورية، والمضي به قدماً على أمل إحداث تغيير ما في المشهد على الأرض السورية.
(البناء)