جبهة إنقاذ لإسرائيل: عوزي برعام
ينقسم الناخبون في اسرائيل حسب انماط محددة: مقدسو ثقافة القوة وكارهو العرب سيصوتون لليمين، المتطرف ايضا، أما محبو الدولة الديمقراطية والمساواة والسلام فسيصوتون للوسط – يسار، ومن يقبل بسلطة الحاخامات سيصوت للاحزاب الحريدية، رجال اليمين الذين يريدون ارض اسرائيل الكاملة واقامة الهيكل سيصوتون لليمين القومي، المواطنون العرب يمكن أن يصوتوا لجسم عربي موحد.
بناءً على هذه المتغيرات – فانه من الواضح أن الجسم اليميني الايديولوجي الحريدي لديه فرصة كبيرة بالامساك بمقود السلطة في انتخابات 2015. ولكن هل هذه هي الصورة كلها؟ هل تؤيد اغلبية الجمهور خط سياسي معين أم أنها منقسمة ومتغيرة؟.
إن الناخب الذي يستطيع تغيير المعادلة هو ذاك الذي نلتقي به في كل زاوية شارع. إنه قلق جدا من وضع اسرائيل ويخشى من أن سياسة اليمين ستضر بمكانة اسرائيل في الساحة الدولية وبالاقتصاد. لكنه يخشى في نفس الوقت من زعيم يكون رده ضعيفا على التهديدات ضد اسرائيل، وقد ينجح في اختيار مرشح قادر على استبدال نتنياهو.
إن ناخبا كهذا يستطيع أن يحسم لصالح المعسكر الثاني فقط اذا شاهد تهيئة جديدة، وفقط اذا اقتنع أن قادة الاحزاب يرون في اقامة البديل هدفا اساسيا، ويقدمون مرشحين وقيادة تفهم أن هذه حالة طواريء سياسية.
أنا أعرف خبايا الساحة السياسية، وأعرف أنه في هذه الاوقات فان اعضاء الكنيست من جميع الاحزاب يقومون بمراجعة أنفسهم. ولأن الصورة القديمة من المتوقع أن تعود – فان يوجد مستقبل سيبرز يئير لبيد، وفي حزب العمل سيتوجهونً إلى ناخبي الانتخابات التمهيدية وليسً إلى الناخب الخارجي.
من هنا فان المطلوب هو جاهزية جماهيرية لاشخاص من جميع المجالات. رجال أمن سابقون، رجال اكاديميون وصحافيون، سياسيون، اقتصاديون ورموزا اجتماعية لكي يضغطوا بطريقة غير قابلة للمهادنة من اجل اقامة جبهة مشتركة لانقاذ دولة اسرائيل. جبهة كهذه ستقوم أو تسقط على تحديد قائمة الكنيست ومن يقف على رأسها – مشكلتين غير قابلتين للحل. ليس هناك أحدا مستعدا للتنازل عن مكانه في القائمة، ولكل واحد من الممسكين بالمقود القناعة بأنه الاقدر على قيادة الجبهة المشتركة.
إلا أن الجبهة ليست حزبا بل اتحادا بين احزاب قائمة من اجل اقامة حركة كبيرة تستطيع عمل التغيير. أقترح أن يقوم كل حزب بعمل استفتاء داخلي لتحديد المرشحين وليس انتخابات تمهيدية لأنه اتضح في السنوات الاخيرة أن الجمهور لا يحب الانتخابات التمهيدية. أقول ذلك بألم، لأنني كنت شريكا في دمقرطة حزب العمل.
وضع القائمة المرشحة يتم من خلال مجموعة من الاشخاص الخارجيين، وتكون مقبولة على رؤساء الاحزاب ونظيفة من أي اعتبارات حزبية أو مصالح. رئيس القائمة يتحدد بناءً على استطلاعات الجمهور، التي ستقول من هو الشخص القادر على تشكيل البديل للحكم القائم.
أدرك المعارضة التي سيلقاها هذا المقال الذي يقترح تغييرا حقيقيا لقواعد اللعب، لكن اذا لم نكن على مستوى اللحظة – فسنستمر في التدهورً إلى الهاوية.
هآرتس