كيسنجر : الولايات المتحدة أخطأت في موقفها من سورية
رأى وزير الخارجية الأمريكي الأسبق هنري كيسنجر أن العالم بات في حالة من الفوضى أكثر من أي وقت مضى بسبب الحروب والأزمات في كل مكان وانتشار أسلحة الدمار الشامل والإرهاب عبر الحدود داعيا واشنطن إلى “انتهاج سياسة خارجية فاعلة ”.
واعتبر كسينجر في مقابلة مع مجلة دير شبيغل الالمانية نشرتها أمس أن الولايات المتحدة أخطأت في موقفها من الأزمة في سورية وكان لا بد لها من إجراء حوار مع روسيا قبل أن تصوغ استراتيجيتها وتعتمد على شركاء غير موثوقين.
وأوضح كسينجر أن موقف واشنطن من القيادة السورية كان خاطئا منذ البداية لأنه “أفقدها إمكانية التعاون مع الدولة السورية لمحاربة تنظيم داعش وأدى لاشتباك أمريكي روسي كما جعل المفاوضات النووية مع إيران أكثر صعوبة”وأشار كسينجر إلى أن الأزمة في سورية تمثل “نزاعا متعدد الأطراف” لافتا إلى أن إصلاح المشكلات لا يجب أن يكون على حساب التضحية بالكثير من الأمور.
وقال كسينجر “إن حل الأزمة عبر التدخل يعني أن هناك إجراءات عسكرية ورغبة في المواجهة وهو ما سيؤدي إلى الدخول في حالة شبيهة لما جرى في ليبيا حيث خرجت أراض كثيرة عن سيطرة الحكومة ونشأت ميليشيات تتقاتل مع بعضها البعض وظهرت مستودعات الأسلحة المفتوحة” .وقال كسينجر إن ما يمنع تعاون واشنطن مع دمشق والرئيس بشار الأسد بالذات هو أن هذا التعاون يعني “إنكار الولايات المتحدة لما فعلته طوال الفترة الماضية”.وأضاف كيسنجر “إن أكثر ما يهدد العالم الآن هو وجود دول بلا حكومات أو أراض لا تسيطر عليها الحكومات كما في ليبيا على سبيل المثال بالتوازي مع محاولة العديد من الدول فرض وجهة نظرها على النظام العالمي وهو ما يتسبب بالمزيد من الفوضى”.
وشدد كيسنجر على أن روسيا “جزء مهم من النظام الدولي وتساعد في إيجاد الحلول لجميع أنواع الأزمات” مشيرا إلى أنه يجب على الولايات المتحدة “ألا تفرض إملاءاتها على العالم أو تعتقد أنه يمكن أن تفعل ذلك” وقال كيسنجر “إن الولايات المتحدة يمكن أن تصبح قوة عظمى ليس فقط عبر امتلاك القوة بل من خلال تمتعها بالحكمة وبعد النظر أيضا فلا توجد دولة قوية وحكيمة بما يكفي لخلق نظام عالمي وحدها”.