المقداد: روسيا تقف إلى جانب سورية
أكد الدكتور فيصل المقداد نائب وزير الخارجية السورية أن العلاقات السورية الروسية التي تعود بداياتها إلى عصور مغرقة في القِدم شهدت خلال الأشهر والأيام الماضية تقدماً غير مسبوق في المجالات كافة لافتا إلى أن هذا التحسن لن ينعكس على سورية وحدها بل على المنطقة والعالم كله .
وقال المقداد في مقال نشرته صحيفة البناء اللبنانية في عددها الصادر اليوم.. “إن روسيا الاتحادية تقف إلى جانب سورية شعباً وقيادة انطلاقاً من صدقية مبادئها إلى جانب الحق ضد الباطل إلى جانب من يحارب الارهاب ويمنع انتشاره إلى خارج الشرق الأوسط” مشددا على أن لا مواقف وسطية في محاربة الإرهاب والتشدد والتكفير واستخدام الدين للانقضاض على مقدرات الشعوب وقتل الأبرياء وتكفير المؤمنين وقطع رؤوس البشر وحرمان المرأة من حقوقها وتشويه طفولة الأجيال البريئة وحرية التعبير وتدمير الحضارة.
وأضاف المقداد أن “سورية والاتحاد الروسي يتشاركان القناعة في أن أي حل الآن للوضع في سورية لا بد أن يستند إلى أولوية مكافحة الإرهاب وتحقيق انفراج في الوضع الداخلي من خلال المصالحات الوطنية ودعم خطة مبعوث الأمم المتحدة ستافان دي ميستورا التي تستند إلى تجميد الوضع في حلب أولا والانطلاق بعد ذلك إلى مناطق أخرى فور التزام الأطراف الأخرى وقف تمويل وتسليح وإيواء الإرهابيين إضافة إلى وضع إطار لحوار سوري سوري بين السوريين من دون أي تدخل خارجي في الشؤون الداخلية لسورية.
وبين المقداد أن سورية تواجه الآن عدواناً إرهابياً عليها ويعيد التاريخ كتابة نفسه مجددا حيث أنه في نحو منتصف الثمانينيات من القرن الماضي كانت سورية تواجه حينها عدوانا عليها وتدخلا في شؤونها كما هو حالها اليوم حيث وقفت روسيا إلى جانبها في ذلك الوقت ها هي موسكو وقيادتها تقف مجددا إلى جانب سورية في حربها على الإرهاب وتقدم الدعم لها نيابة عن كل المحاربين ضد الإرهاب.
وأشار إلى أنه إذا كان الاتحاد الروسي يقوم بدوره في عالم اليوم بطريقة حازت احترام شعوب العالم، فلأن روسيا آلت على نفسها ألا تكون كبيرة إلا من خلال تبنيها للقيم الكونية لعالم اليوم وهي احترام القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة والالتزام المطلق باستقلال وسيادة الدول والشعوب وعدم التدخل في شؤونها الداخلية إضافة إلى إيمانها الذي لا يتزعزع بأهمية إيجاد علاقات ديمقراطية في العلاقات الدولية.
وأوضح أن مشاعر الدفء التي أحاط بها الأصدقاء الروس الزيارة المهمة التي قام بها الوفد السوري إلى موسكو قبل يومين، لا تبدد أوهام وأحلام المتربصين بسورية فحسب بل تعزز قناعة السوريين باستمرار وقوف أصدقائهم الروس إلى جانبهم في معركتهم ضد الإرهاب، ومن أجل السلام والأمن والاستقرار في سورية والمنطقة والعالم.
وختم المقداد مقاله بالقول: “إن روسيا لن تتخلى عن الدور التاريخي الذي وجدت من أجله.. وبعض الدول تخلق عظيمة هكذا، وموسكو ولدت للقيام بدور كبير وهي تقوم بتحمل أعباء هذا الدور الكبير واجمل ما في هذا البلد هو الاعتزاز بالوطن من قبل مواطنيه وقدرتهم على التحدي والصمود”.