هاغل أيضا “أسقطه” الأسد ؟
غالب قنديل
تصدر هذا العنوان مقالات وزوايا معلوماتية في الصحافة الأميركية والأوروبية وخلاصة القول حسب الرواية المتداولة على نطاق واسع ان وزير الدفاع الأميركي تبنى الدعوة لاستهداف الجيش العربي السوري ومضاعفة توريد المال والسلاح إلى الجماعات التي توصف بالمعارضة بما فيها جبهة النصرة فرع القاعدة الرسمي التي انتقد السفير السابق روبرت فورد استهداف مواقعها في سورية علانية .
تقول الروايات الصحافية : وقع الخلاف بين هاغل وبين الجنرال مارتن ديمبسي وكبار القادة العسكريين في البنتاغون الذين رفضوا تصوره بشأن تصعيد الحرب ضد الدولة السورية والعودة إلى شعار إسقاط الرئيس بشار الأسد إلى جانب الحملة على الإرهاب وتفيد المعلومات الصحافية بأن هاغل أفشى بالخلاف في تصريحه الذي سبق استقالته تنفيسا عن احتقان غاضب وخلافات صامتة مع القادة العسكريين عندما قال إن الرئيس بشار الأسد هو المستفيد من ضربات التحالف الجوية في حين تلقف السفير الأميركي السابق روبرت فورد هذا الكلام لينفخ فيه بالقول : أصبحنا القوة الجوية للأسد !
يربط العديد من المعلقين الأميركيين بين صمود الدولة الوطنية السورية والرئيس بشار الأسد والتدحرج المستمر للمزيد من المسؤولين والقادة المدنيين والعسكريين في إدارة اوباما وكما حصل مع استقالة هيلاري كلينتون والجنرال ديفيد بيترايوس والسفير روبرت فورد ويرد العديد من كبار المحللين في واشنطن الأسباب إلى الفشل في سورية وإلى صمود الرئيس بشار الأسد بالذات وقد ربط العديد من المحللين الأميركيين والأوروبيين خروج وزير الدفاع الأميركي تشاك هاغل من فريق الرئيس باراك اوباما وتبنيه لصيحات الجمهوريين والمحافظين الجدد لتوسيع الحرب نحو دمشق وضغطه لتلبية المطالبات السعودية والتركية والقطرية بتبني خطة حربية تجمع في الأهداف بين ضرب مواقع داعش ومواقع الجيش العربي السوري والتركيز على تسليح جماعات معارضة تعزز من فرص استنزاف الدولة الوطنية السورية وتعود إلى تبني شعار إسقاط الرئيس الأسد بدلا من التكرار الأميركي الرسمي لشعار الحل السياسي التفاوضي في سورية وهذا المناخ تغذيه كذلك ضغوط إسرائيلية معلنة لتطوير العمل العسكري ضد الجيش العربي السوري عبر الجبهة الجنوبية السورية حيث تتدخل إسرائيل مباشرة بالتعاون مع المخابرات الأردنية وجبهة النصرة.
منذ الولاية الثانية لجورج دبليو بوش بات جنرالات البنتاغون يلعبون دورا حاسما ومهما في رسم السياسات الأميركية العليا مع بروز معالم الفشل في حربي العراق وأفغانستان وتقدم اولوية احتواء النتائج والتداعيات التي خلفها اكتساح المحافظين الجدد ونهجهم المغامر لمواقع القرار في المؤسسات الأمنية والعسكرية الأميركية خلال رئاسة جورج دبليوبوش وجاء انتخاب باراك اوباما للرئاسة في إطار استراتيجية وضعتها المؤسسة الحاكمة للخروج من المأزق تحت عنوان احتواء الفشل.
منذ صدور وثيقة بيكر هاملتون بدأ قادة الجيوش يلعبون دورا حاسما في آلية القرار السياسي الأميركي ومنذ روبرت غيتس في آخر عامين من ولاية بوش الثانية وفي مستهل الولاية الأولى لباراك اوباما تحول وزراء الدفاع إلى ناطقين باسم مجمع الرتب العليا من البيرقراطية العسكرية الأميركية التي تحركت لتحتوي الفشل الناتج برأي الجنرالات عن اخطاء جسيمة ارتكبها فريق التخطيط السياسي الجمهوري الذي كان يصدر الأوامر للقوات والأساطيل بعد غزو أفغانستان والعراق وقرر شن حربين كبيرتين دون وضع تصور مسبق عن اللحظة التالية لنجاح القوات الأميركية في بسط احتلالها لهذين البلدين وهي الثغرة التي نسب إليها الجنرالات ما لحق بالجيوش الأميركية من خسائر وما طاول سمعتها بفضائح متتالية كانت أشهرها في سجن أبو غريب بالعراق وبكل ما حملته التداعيات على صعيد الرأي العام الأميركي وما لحقه من التراجع الاقتصادي الخطير بنتيجة التكاليف الباهظة للحروب التي كدست أرباحا هائلة في خزائن شركات آل بوش وديك تشيني ودونالد رامسفيلد وسواهم.
قبل أسابيع قليلة من الانتخبات النصفية للكونغرس عبر الجنرال مارتن ديمبسي في الكونغرس عن قراءته المهنية لكلفة المغامرة بغزو سورية عسكريا والمخاطرة بالاشتباك مع الجيش السوري بينما تكتم تشاك هاغل على عناوين الجدل والاختلاف حول سورية كما تقول الروايات الصحافية المتداولة وأوحى بطرف الخيط لمن يريد عبر تصريحاته المقتضبة عن كون الدولة الوطنية السورية هي المستفيد الفعلي من غارات التحالف.
باختصار يمكن التأريخ لسقوط الرؤوس القيادية الأميركية على مفاصل الملحمة السورية وانعطافاتها الكبرى وبالفعل تبقى وتستمر العقدة التي تجسد عجز الإمبراطورية الأميركية وفشلها المتواصل وهي صمود الرئيس بشار الأسد الرمز الوطني للشعب العربي السوري والقائد الأعلى للجيش العربي السوري والذي يرئس بتفويض شعبي كبير دولة وطنية قوية وصامدة في مجابهة العدوان الكوني هي الجمهورية العربية السورية .