الجيرة ممكنة… العربي الصالح هو العربي الحي: ايتان هابر
ينبغي للمرء هذه الايام ان يكون هاويا في جمع المشاكل كي يتجرأ على أن يقترح على سكان دولة اسرائيل اليهود محاولة اقامة شبكة علاقات اخرى مع اكثر من 20 في المئة من جيرانهم – العرب الاسرائيليين.
حقيقة هي، ولا خلاف فيها، ان يهودا اسرائيليين قليلين نسبيا زاروا في أي وقت من الاوقات قلنسوة، التي لا تبعد سوى 20 دقيقة سفر عن تل أبيب. واسرائيليون كثيرون مستعدون لان يقفوا ساعتين في الطابور لمطعم من باريس، على الدخول في سيارة والسفر أقل من نصف ساعة الى الطيبة لاحتساء قهوة «مضبوطة» في مقهى محلي. الطيبة؟ أجننتم؟ يطلقون هناك. يكرهوننا. خطر على الارواح. العلاقات بيننا وبين عرب اسرائيل تتخذ صورة العلاقات التي بين مشاغبي ابناء سخنين ومشاغبي بيتار يروشلايم. يكرهون، بلا قصة حب. حرب.
في يوم كهذا، قبل اللعب بالنار في سخنين، الكتابة عن علاقات طيبة كانت، ولعلها ستعود ذات مرة، بين اليهود وبين العرب الاسرائيليين؟ عفوا، لمن خرجوا عن عقلهم، مثل الموقع أدناه، تقلع رحلة خاصة قبل المباراة لتناول البوظة الممتازة في خارج البلاد.
يوجد بيننا كثيرون عرب اسرائيل يتخذون في وعيهم صورة الخانعين، الفقراء، الجهلة، المتخلفين. والاقوال الدارجة على لسان الكثيرين هي «العربي الصالح هو العربي الميت» او «لا ثقة بالعربي حتى وهو في القبر». وهنا جهات في دولة اسرائيل معنية جدا في أن تتثبت هذه الصورة. فهي تخدمهم سياسيا.
في نظر غير قليل من الناس يعتبر من غير الوطني على نحو واضح ان نبلغ بان العديد من السكان العرب لا يزالون يسكنون بالفعل في ظروف صعبة ولكن توجد هناك ايضا منازل لا تخجل الفيلل في هرتسيليا بيتوح وكفار شمرياهو؛ وأن شباب الاقلية العرب يخدمون في جموعهم شبكة الصيدلة في البلاد، يعملون كأطباء وممرضات في المستشفيات، كمبرمجي حواسيب، كمعلمين وغيره. وأن اليهود يودعون حياتهم في أيدي جراح عربي في المستشفيات وبعد يومين من ذلك يسمونه «عربوش».
وحسب مقاييس المعهد الاسرائيلي للديمقراطية، فان أكثر من ثلث عرب اسرائيل يرون أنفسهم اسرائيليين وجزء لا يتجزأ من مجتمعها ومشاهدها. يقال ان ذات مرة في التسعينيات مثلا كان هذا أكثر بكثير. في أحد ايام الاستقلال في حينه، رفع عرب في الناصرة لاول مرة علم اسرائيل على منازلهم.
ومنذ تلك السنين وقع ما لا يقل عن مرتين «يوم أرض» عنيف مع قتلى (وبالتأكيد بذنب العرب ايضا) واستمرت المعاملة المهينة والرافضة تجاههم وذلك الى جانب اقوال حادة خرجت على لسان رؤساء الحركة الاسلامية ضد اسرائيل، سلوك متزلف وغبي من بعض النواب العرب، وبالاساس استمرار الصلة، التي لن تقطع ابدا على ما يبدو، بين عرب اسرائيل والسكان الفلسطينيين في المناطق. نحن، الذين نرى في كل بصقة على يهودي في أزقة تولوز أو بركسل بصقة في وجوهنا ايضا، غير مستعدين لان نقبل الصلة بين عرب الطيرة وعرب خانيونس أو رفح.
ملزمون بان نفهم حتى لو كنا لا نريد: اننا محكومون بان نعيش معا. واذا لم تكن جيرة طيبة بين موشاف حجور وبين قلنسوة، لن تكون ابدا علاقات طيبة بين قلقيليا وكفار سابا. نحن غير ملزمين بان نتعانق كل يوم. بين اسرائيل وبين مصر والاردن توجد اتفاقات سلام باردة، ولكن لا توجد حروب ولا قتلى. هذا ما نحتاجه. كيف نصل الى هذا؟ نغير في الرأس اتجاهات التفكير وأنماط السلوك. نبدأ بالتفكير بان العربي الصالح هو العربي الحي. لا نقنع أنفسنا بان «العرب الاسرائيليين يجب ان يقولوا لنا شكرا» على كل الخير الذي نغدقه عليهم. لا نقول صبح مساء ان السعودية أو مصر أو سوريا ما كانوا ليتجرأون على الحديث والتصرف مثل الحال عندنا. عفوا، هل نحن نريد ان نشبه السعودية، مصر أو سوريا؟
يديعوت