التقرير الأسبوعي لمراكز الأبحاث الأميركية 24/11/2014
التقرير الأسبوعي لمراكز الأبحاث الأميركية
نشرة دورية تصدر عن مركز الدراسات الأميركية والعربية
المقدمة
احتلت المفاوضات النووية الجارية مع ايران مركز الصدارة في اهتمامات وانتاجات مراكز الابحاث المختلفة.
سيشهد الاسبوع المقبل دخول المشهد السياسي الاميركي، وكندا ايضا، فرصة اعياد نهاية السنة رسميا، يبدأ بالاحتفال بعيد الشكر الذي تعود جذوره الى الطقوس البريطانية وكنيستها البروتوستانتية، للاحتفال بوفرة الحصاد والدعاء للمزيد. وعليه ستدخل النشاطات الفكرية والبحثية مرحلة انحسار مؤقت تنتهي مطلع العام الجديد.
سيستعرض قسم التحليل الوضع السياسي الشاذ للكونغرس في الفترة المتبقية من دورته الحالية ولحين بدء الدورة المقبلة منتصف شهر كانون الثاني المقبل، وما تشهده من تجاذبات حادة بين السلطتين، التشريعية والتنفيذية، كل يسعى لممارسة صلاحياته “الموسعة،” وفق التفسير الرغائبي لكل فريق. من اشد المسائل التي يختلف عليها الطرفين اقرار موضوع الميزانية السنوية الذي كان ينبغي المصادقة عليه نهاية شهر تشرين الاول الماضي. بالاضافة لمعارضة الحزب الجمهوري الشديدة لابرام الادارة اتفاقية مع ايران حول الملف النووي؛ ومسائل فرعية تتعلق بتمويل المعارضة السورية المسلحة، والتصويت على بند انشاء خط انابيب لنقل النفط الكندي للسواحل الاميركية.
ملخص دراسات ونشاطات مراكز الابحاث
المفاوضات النووية مع ايران
وسط تباين اراء الساسة والمراقبين، على السواء، من التوصل لاتفاقية مع ايران، خامر الشك مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية من افلاح الجهود الراهنة والتوصل لاتفاق. وقال ان تمديد فترة التفاوض “يعني (عزم الغرب) المضي قدما دون توفر صورة واضحة حول المكاسب التي حققتها ايران .. والفترة الزمنية المطلوبة التي ستستغرقها لبناء قدرة نووية معتبرة.” واضاف ان احد اوجه القصور ايضا “المضي قدما دون اجراء تقييم جاد في الداخل الاميركي حول جدية برنامج الصواريخ الايراني لامتلاك القدرة على نشر اسلحة نووية او لجانب اهمية تطويرها قوة مسلحة نوويا بغية ردع الغارات الاستباقية والحيلولة دون تنفيذها ..”
اعتبر معهد المشروع الاميركي ان الولايات المتحدة حصدت الفشل في المفاوضات النووية نظرا “لاخفاقها في سبر اغوار ايران واولوياتها،” مستدركا ان مهمة التعرف على ايران “ليست مسألة مُيسّرة.” وناشد صناع القرار على بذل الجهود للتعرف عن كثب على “العلاقات السائدة بين القادة الكبار، الهيكلية الداخلية لاتخاذ القرار، الثوابت الايديولوجية، والتصريحات الرسمية” التي من شأنها رسم صورة اوضح لآلية عمل ايران، “بل الأهم التوصل لمعرفة تصرف النظام الايراني على الشكل الذي نشهده .. بغية استقراء التوقعات لكيفية تفسير النظام للخطوات الاميركية وكذلك آلية تعامله مع الازمات الناشئة والمرتقبة.”
اما مركز مبادرة السياسة الخارجية فقد اعرب عن اعتقاده بفشل نظام العقوبات “اذ بعد مضي 20 عاما ونيف على قرار الكونغرس تنفيذ العقوبات، تستمر ايران في تحديها للأسرة الدولية.” واضاف ان نظام العقوبات “ربما ادى لتدهور اداء الاقتصاد الايراني، بيد انه لم يضعف عزم ايران في اقتناء القنبلة” النووية؛ وجلّ ما حققه “الفوز بتأييد عدة اطراف دون قدرتها على تنفيذ نظام العقوبات بشكل شامل. الاجراءات اغضبت النظام، بيد انها لم تحدث هزة تدفعه للاستسلام” لمشيئة الغرب.
وجه المجلس الاميركي للسياسة الخارجية سهام انتقاداته لادارة الرئيس اوباما “لمنحها روسيا لعب دور كبير في (بلورة) بنود الاتفاق النووي.” وحذر صناع القرار من “منح الثقة الاميركية لروسيا الذي لا معنى له.” واوضح انه على ضوء السياسات الراهنة لسيد الكرملين جاء “رد فعل الغرب بتطبيق عقوبات خفيفة يواكبها تهديدات عقيمة (اذ ان الرئيس فلاديمير) بوتين يتطلع للفوز بالجائزة الاكبر والسيطرة على دول بحر البلطيق .. وارسل القاذفات الاستراتيجية الروسية للسواحل الاميركية والكندية متحدياً..”
اعرب مركز الأمن الاميركي الجديد عن اعتقاده بامكانية “تمديد الوضع الراهن” للمفاوضات وما ينطوي عليه من “استمرار حصول ايران على تخفيف طفيف للعقوبات المستهدفة القطاع التجاري.” واضاف ان ذاك السيناريو يشكل “ابسط النتائج لمسار التفاوض لكنه يفسح المجال للانتقادات السياسية.” وحذر المركز من مخاطر عدم التوصل الى صيغة اتفاق الأمر الذي “سيحفز معارضيه في كل من ايران والولايات المتحدة ومطالبة الوفدين بالانسحاب .. وما سيرافقه من صعوبات لكبح جماح قرارات (جديدة) من الكونغرس او درء خطوات سيقدم عليها المتشددون في طهران واللذين من شأنهما تعكير الاجواء وتخريب اتفاق في المستقبل.”
انذر معهد واشنطن صناع القرار من تداعيات توجهات الرئيس اوباما “الساعي لارساء ارثه” السياسي فيما تبقى له من ولايته الرئاسية، اذ “ستتفاقم حدة التوترات في الشرق الاوسط.” واوضح ان ثمة التوصل لاتفاق مع ايران سيغذي طموحات اوباما السياسية. وزعم المعهد ان سياسات الرئيس اوباما حيال ايران اسفرت عن “تقديمه تنازلات في قضايا تفاوضية مركزية (فضلا عن) جاهزيته للتخلي عن قدر هائل من النفوذ الاقليمي لمصلحة طهران.” واردف ان افضل الاحتمالات للحد من تدهور المفاوضات يكمن في “تفضيل واشنطن التوصل لتمديد العمل بالاتفاقية المؤقتة الراهنة لصون ماء وجهها، بينما خيار انهيار المفاوضات بالكامل من شأنه حفز استمرار دوامة العقوبات والجزاء اللتين يعسر رؤية ما ستؤديان اليه.”