قهوجي في امر اليوم: الحرب ضد التنظيمات الارهابية مستمرة حتى اقتلاع جذور الارهاب
وجه قائد الجيش العماد جان قهوجي أمر اليوم إلى العسكريين الآتي نصه :
“ايها العسكريون، للمرة الثانية على التوالي، يفرض علينا الشغور في موقع رئاسة الجمهورية، إلغاء احتفال وطني عزيز على قلوب أبناء الوطن جميعا، ففي الأول من آب اعتذرنا للبنانيين عن عدم إجراء احتفال تقليد السيوف للضباط المتخرجين، واليوم ألغينا إقامة العرض المركزي لمناسبة عيد الاستقلال، آملين أن تشهد البلاد انتخابا لرئيس الجمهورية في أسرع وقت ممكن، ما يسهم بكل تأكيد، في انتظام عمل المؤسسات الدستورية وعودة الحياة الوطنية إلى مسارها الطبيعي.
ايها العسكريون تطل ذكرى الإستقلال، ولبنان مهدد بكيانه في أخطر مخطط إرهابي تشهده المنطقة جمعاء. فبالأمس القريب أنتم من أفشل هذا المخطط بدماء رفاقكم الشهداء والجرحى الأبطال، وأنتم من أحبط حلم إقامة إمارة ظلامية من الحدود الشرقية للوطن إلى البحر، والتي لو حصلت، لأدت إلى أحداث مذهبية مدمرة تشمل لبنان بأسره، ولدخلنا في دوامة حرب أهلية أخطر مما يتصوره البعض. فكان تصديكم للتنظيمات الإرهابية وعزلكم لها في منطقة عرسال، ثم إنهاء وجودها الشاذ في مدينة طرابلس ومحيطها بسرعة قياسية، محط تقدير اللبنانيين وإعجاب دول العالم. واعلموا أن قرارنا واضح: إن الحرب ضد هذه التنظيمات مستمرة، فلا هوادة ولا استكانة في قتال الإرهابيين، حتى اقتلاع جذورهم من لبنان. وإن القيادة ستواصل بذل أقصى الجهود ولن تدخر وسيلة، في سبيل تحرير رفاقكم المخطوفين لدى هذا الارهاب، وعودتهم الى مؤسستهم وعائلاتهم.
أيها العسكريون، في موازاة مواجهتكم البطولية للارهاب، كونوا على أتم الاستعداد لمواجهة العدو الاسرائيلي الذي يعمل على استغلال الظروف الإقليمية للامعان في خروقاته واعتداءاته، واحرصوا على التزام القرار 1701 ومندرجاته بالتنسيق والتعاون مع القوات الدولية، وحماية المياه الإقليمية من محاولة هذا العدو استحداث منطقة بحرية عازلة، وواظبوا على حماية مسيرة السلم الأهلي في البلاد.
إن الأخطار التي تحدق بالوطن ترتب عليكم أعباء جساما، يواكبها سهر القيادة على تطوير قدراتكم وتوفير احتياجاتكم من السلاح والعتاد، لا سيما من خلال الهبات العسكرية التي قدمتها دول شقيقة وصديقة. وهذه الأخطار والتحديات تتطلب منكم المزيد من اليقظة والجهوزية والتمسك بالثوابت الوطنية.
أيها العسكريون، بوحدتكم وإيمانكم برسالتكم والتفاف اللبنانيين حولكم، أثبتم ألا مستحيل أمام الجيش. وفي الذكرى الحادية والسبعين للاستقلال، يتطلع الشعب إليكم، سياجا للوطن ورمزا لسيادته واستقلاله، وحماة لعيشه المشترك، الذي يمثل جوهر وثيقة الوفاق الوطني. فلبوا نداء شعبكم في كل حين، وكونوا له كما عهدكم دائما، نبض أمله، وجسر عبوره إلى رحاب الأمان والاستقرار”.