أسباب تغيير موقف أميركا من التكفيريين حزب الله منع الانتشار الواسع لهم في لبنان خالد عرار
بعد تغيير الموقف الاميركي والاوروبي، من المسلحين التكفيريين في سوريا والعراق، والذين كانوا بنظر هؤلاء «ثوار» لذلك تساءلت مصادر سياسية في 8 اذار من الذي تغيّر هل هم المسلحون التكفيريون ام الولايات المتحدة الاميركية، ومعها الغرب ودول الخليج، المسلحون التكفيريون هم انفسهم الذين سمّوا «ثوارا» منذ ثلاث سنوات والذين مارسوا الذبح وسبي النساء وبيعها في سوق الرقيق، ونبشوا القبور، وتجاوزوا كل الخطوط الحمراء عند استعمالهم اسلحة كيمائية في اماكن تكتظ بالسكان، باتوا اليوم يسمون بتنظيم «داعش» الذي صورتا واشنطن على انا يمتلك جيوشاً جرارة، وضخمته كثيرا، لانزال الرعب في صفوف الجيشين السوري والعراقي.
وسلطت وسائل اعلام غربية وعربية بنقل صور الذبح بدقة متناهية، من اجل اخافة الناس قبل وصول «داعش» التي فرضت بعض الدول على المجاميع المسلحة بمبايعته لتوحيد ادوات التدمير للدولتين السورية والعراقية وحصرها بجهة واحدة.
وتضيف المصادر بالقول ان الذي غيّر موقفه وبدّل نظرته مما يجري في سوريا، هي الادارة الاميركية التي رددت في كل تصريح لمسؤوليها منذ ثلاث سنوات، انه على الرئيس بشار الاسد التنحي وتسليم السلطة، لمن اسمتهم «ثوارا» في زمن «الربيع العربي» ومن شدة ما رددت الادارة الاميركية هذه اللازمة، انتفخت الجامعة العربية وتضخمت لدرجة، دعت فيها الى دخول الجيوش العربية لمؤازرة «الثوار» للاطاحة بالجمهورية العربية السورية، وتابعت المصادر السياسية بقولها، بالرغم ما تتعرض له مدينة القدس اليوم على ايدي الصهاينة، من محاولات حثيثة لتهويدها وطرد الفلسطينيين منها، لم نسمع صوتها، لم نرَها تتضخم وتتهيأ لدخول جيوشها فلسطين المحتلة.
وتساءلت المصادر عن الاسباب التي فرضت على الادارة الاميركية تغيير موقفها من المسلحين التكفيريين في سوريا والعراق، هل فشلهم بالسيطرة على سوريا والعراق، ام بسبب تخطي هؤلاء الخطوط التي رسمتها واشنطن لهم، وتهديدهم المباشر للامن القومي للدول التي وفرت كل وسائل الدعم، ام لعدم قدرتهم على مساعدة الولايات المتحدة الاميركية وكامل حلفها في ليّ ذراع الجمهورية الاسلامية الايرانية، التي تبدي إصراراً وثباتاً في المفاوضات الجارية مع السداسية الدولية، تجاه حقوقها في انتاج الطاقة النووية السلمية ولم يستطع المسلحون التكفيريون من الانتشار الواسع في لبنان، واثارة الفتنة المذهبية فيه على نطاق واسع وذلك لاشغال المقاومة وثنيها عن مواجهة العدو الصهيوني، الذي تلقى درسا قاسيا على ايدي المقاومة الاسلامية في اللبونة والسدانة في الجنوب هذه النتائج بنظر المصادر دفعت اميركا وحلفائها للاسراع الى تشكيل ائتلاف دولي لمواجهة المسلحين التكفيريين، وإن بوتيرة ضعيفة ومعها دول الخليج التي ساهمت بتكاثر المنظمات الارهابية في المنطقة، ولا تخجل هذه الدول من الطلب بادراج حزب الله، وعصائب اهل الحق على لائحة الارهاب الدولية، وهي التي انشأت الارهاب وبنت له المدارس والجامعات، هذه التصريحات لا بد من ان تلقى اذانا صاغية في لبنان من شأنها ان تقطع الطريق على اي حوار مرتقب بين تيار المستقبل وخلفه قوى 14 آذار وحزب الله الذي اعلن عن اليد الممدودة لاي حوار ضمن ثوابت محددة، وهذا ما وافق عليه زعيم قوى 14 آذار الرئيس سعد الحريري وابلغ من يعنيهم الامر بذلك.
اما بشأن اللقاءات التي تجريها موسكو مع شخصيات سورية، لدرس ظروف وفرص اجراءا حوار لم تعطها المصادر اهمية كبرى يعول عليها بسبب فقدان هذه الشخصيات السورية التي زارت موسكو لاي حيثية شعبية، وعدم امتلاكها اي قدرة على المسلحين التكفيريين، وتعطي المصادر السياسية الاهمية الكبرى لما يجري في الميدان حيث يحقق الجيش العربي السوري انجازات لها بعد استراتيجي، فيما يعاني المسلحون التكفيريون من انهيارات ضخمة في صفوفهم لا سيما في صفوف قيادات الصف الاول، التي هرب عدد منهم وتتهيأ اعداد كبيرة منهم للهروب لكنها تبحث عن الممرات التي تخرقها من سوريا سالمة.
(الديار)