نتنياهو وبينيت يعرضان حلف المصالح: بن كسبيت
يعتقد خبراء في شؤون نتنياهو بأن محطم التعادل الذي أنضج الطبخة الائتلافية وغير مزاج رئيس الوزراء بين ليلة وضحاها لا يوجد في المكان الذي يبحث عنه فيه الجميع. لا، ليس هذا قانون ضريبة المضافة صفر في المئة، ولا قانون القومية الذي عرقلته أمس تسيبي لفني ويعقوب بيري، ولا السياحة الطبية، مع كل الاحترام، ولا حتى زئيف الكين الذي يقلب الامور رأس على عقب في وجه يوجد مستقبل خلافا ليريف لفين المتصالح.
محطم التعادل، حسب الناس الذين يعرفون نتنياهو عن كثب، كان قانون اسرائيل اليوم. فالضربة التي تلقاها نتنياهو يوم الاربعاء الماضي دفعته لان يفقد التوازن، العقلانية، ما تبقى من رغبة لديه في مواصلة الجلوس في الائتلاف. فالطريقة التي اجيز فيها القانون مهينة على نحو خاص من ناحية نتنياهو. الفارق. حقيقة أنه بقي شبه وحيدا في الصراع، رغم حملة غسل الدماغ الهائلة التي خضاتها الصحيفة بوق ضدنا جميعا.
نتنياهو، حسب هؤلاء الخبراء، فقد توازنه. اهين امام سيده، دخل في حالة صدمة. صحيح أنه يوجد الف وواحد من الطرق الاخرى لوقف هذا القانون ولكن القرف الذي شعر به نتنياهو كبير لدرجة أنه لم يعد بوسعه الانتظار. من جهته، فلنذهب الان إلى الانتخابات (وهكذا تفقد اجازة القانون بالقراءة العاجلة كل معنى لها)، ونريهم ما هذا.
في هذه الاثناء، يصعد نتنياهو استعداداته لانتخابات محتملة. في هذه اللحظة تجده متمترسا في أعلى الشجرة، مقابله، في وسط الغابة، يتمترس يئير لبيد، على ارتفاع مشابه. نتنياهو يعرف وضعه في الساحة السياسية ويعرف بانه صحيح حتى هذه اللحظة لا يمكنه أن يعتمد الا على شخص واحد. وهذا يسمى نفتالي بينيت. ولهذا فان الحلف السياسي بين نتنياهو وبينيت آخذ في التوثق، آخذ في الاشتداد. حلف مصالح. ليس مؤكدا ان السيدة نتنياهو واعية لكل هذه التطورات. وهي ستعرف لاحقا. نأمل ان تصادق، والا فان كل شيء سيضيع.
يوم الاربعاء الاسبوع الماضي عقد في مكتب رئيس الوزراء لقاء مشوق. فقد عقد في مكتب رئيس الطاقم، آري هارو. وشارك فيه رئيس بلدية القدس نير بركات، مديرة قيادته ميخال شليم ومستشاره الاستراتيجي آفي ليرنر. وهذا اللقاء محمل بتضاربات صغيرة في المصالح. فليرنر هو ايضا زوج بيرح ليرنر، مستشارة رئيس الوزراء، وصهر هارو ايضا. ولكن هذا ليس الموضوع. في اثناء اللقاء طلب هارو، باسم رئيس الوزراء من نير بركات، العمل على تعيين ايال غباي رئيسا لسلطة تنمية القدس والذي يعتبر منصبا اعتبارا وعظيم القوة في الاقتصاد.
ومن أجل أن نفهم، يجب أن نتعرف على الخلفية: غباي كان مدير عام ديوان رئيس الوزراء في ولاية بيبي السابقة. ومثل كل أسلافه هو ايضا ترك مستاء (التالي في الدور هرئيل لوكر، الذي سيعلن قريبا عن تركه). بعد ذلك ارتبط غباي بنفتالي بينيت، وكان مندوبه في المفاوضات الائتلافية الاخيرة. وبفعله هذا، شطب غباي في شارع بلفور شطبا نهائيا. ولكن بينيت وعده بسلطة تنمية القدس. ما العمل؟ لا شيء، ننتظر.
في البداية، عندما كان بينيت ونتنياهو على السكاكين، لم يكن هناك ما يمكن الحديث فيه. في الاشهر الاخيرة، عندما فهم بيبي بان افقه الوحيد هو نفتالي بينيت، بدأت العلاقات بالتحسن، وواصلت التحسن. وبدأ بينيت ونتنياهو يلتقيان اكثر، يتحدثان أكثر وحتى بالانجليزية (!!)، مما يدل على تقارب حقيقي. وقد تشكل الحلف رويدا رويدا. قبل بضعة اشهر تحدثت هنا في «معاريف الاسبوع» بان نتنياهو سحب الفيتو خاصته لدى بركات على تعيين غباي. وها هو، الاسبوع الماضي، رئيس مكتب نتنياهو يطلب من بركات بشكل صريح تنفيذ التعيين. لا يوجد هنا شيء مرفوض بالمناسبة. هكذا تجري الامور. ما يمكن أن يعلمنا هذا هو عن بداية صداقة شجاعة، في الطريق إلى حلم سياسي.
نوازع انتخابية
بعد يوم من هذا اللقاء لدى آري هاروم قام شالوم شلومو، رئيس القيادة كلي القدرة لدى بينيت، متابعة في مكتب رئيس بلدية القدس وطلب أن يتم على عجل «تواصلا للحديث مع آري هارو»، تعيين غباي. واذا كان شالوم شلومو ينفذ خطوات سياسية «تواصلا» للقاءات في مكتب رئيس الوزراء، فهذا يدل على أنه توجد هنا اخوة جديدة. كل ما تبقى للاستيضاح هو اذا كان تمكن احد ما من اطلاع الرئيسة الحقيقية للامور، التي تجلس في شارع بلفور ولا تستطيب بينيت منذ الازل. هذا ما سنعرفه لاحقا.
سياسيا، ماذا يعني هذا؟ هذا يعني ان نتنياهو يريد جدا ان يرتبط ببينيت قبيل الانتخابات. نعم، على نمط الارتباط اياه في ليبرمان، والذي أبقاه ولاية اخرى في المنصب. بدون هذا، هو ضائع. في الليكود يقدرون بان في الوضع الحالي لن يجلب بيبي اكثر من 18 مقعدا. هذا يعني انه سيكون صعبا جدا عليه ان يكون رئيس الوزراء التالي، حتى لو أنهى الامر كحزب أول. ولكن اذا ما اتحد مع بينيت، فسيجلب اكثر من 30 نقطة وهذا يغير قواعد اللعبة. فهل سيصادق مركز الليكود على مثل هذا الارتباط؟ صعب ان نصدق. داني دانون ليس إمعة. اضافة إلى ذلك، فان القوى المركزية التي يمكنها أن تقود المعارضة، سحبت. جدعون ساعر في الخارج، كحلون في الخارج، سلفان شالوم فقد الاهتمام، اسرائيل كاتس يعمل من اجل بيبي، هكذا بحيث أن كل شيء ممكن.
ما الذي سيتلقاه بينيت؟ حق انتخاب أولي لمنصب الوزير الكبير في الحكومة. والان، تصوروا انه سيرغب في أن يكون وزير الدفاع. ماذا هناك؟ لماذا لا؟ فقد أثبت نفسه مع الانفاق، أليس كذلك؟ أنا، لو كنت بوغي يعلون، لقلقت قليلا. ولكن حتى لو لم تكن قائمة مشتركة بطريقة السلسلة، فهناك غير قليل من الطرق لتعزيز التعاون. الاعلان والتوقيع مسبقا على شراكة في الائتلاف، الاتفاق على تفاصيل الحقائب وتوزيع الغنائم التالية، مسبقا. ثقوا بنتنياهو، فهو يعرف كيف يقوم بهذا العمل.
في الاسبوع القادم سنعرف إلى أين وجهتنا. هل التصعيد مستمر أم أن الرفاق يفجرون الأدوات بسبب السياحة الطبية، ضريبة القيمة المضافة على الشقق الجديدة والشفافية في الصندوق القومي. من حيث النوازع، نحن بتنا في المعركة الانتخابية منذ الان. الجميع ضد الجميع. من ناحية منطقية، لا يوجد سبب حقيقي للوصول إلى هناك. اليوم سيصل الجميع إلى الكنيست، سيعقدون جلسات الكتل خاصتهم، سيطلقون التصريحات ويتعين عليهم أن يقرروا، بينهم وبين أنفسهم، اذا كانت دولة اسرائيل تحتاج إلى انتخابات الان حقا.
معاريف الاسبوع