همس «بالفرنسية» عن «كيانات» جديدة «تطوّق» لبنان نبيل هيثم همس «بالفرنسية» عن «كيانات» جديدة «تطوّق» لبنان نبيل هيثم
تسنى لشخصية لبنانية ان تشترك في لقاء عقد في احدى الدول الاوروبية مؤخرا مع من سمتهم «مطلعين» على ما يعده الطباخون الدوليون من وجبات امنية وسياسية لدول المنطقة، ومن ضمنها لبنان. وما سمعته في تلك الغرفة المغلقة جعلها تنظر بحذر شديد الى الآتي من الايام.
الوضع في لبنان، احتل جانبا من النقاش، وحوله سجلت تلك الشخصية الملاحظات الآتية:
ـ تقييم ايجابي لدور لبنان «الأساسي» في الحرب على الارهاب. ويتوقع «المطلعون» ان يشهد هذا الدور شيئا من التفعيل في المرحلة المقبلة.
ـ لا خطر امنيا على لبنان، والحفاظ على استقراره اولوية تعني اللبنانيين بقدر ما تعني اصدقاءه وعلى وجه الخصوص الأميركيين والأوروبيين.
ـ الرؤية رمادية حتى الآن على خط الاستحقاق الرئاسي، ولا مؤشرات حول امكان انتخاب رئيس للجمهورية، اقله قبل الربيع المقبل، فظروف الانتخاب لم تنضج بعد وإن كانت حظوظ اجراء انتخابات رئاسية بعد التمديد لمجلس النواب اكبر مما كانت عليه قبل التمديد.
ـ موضوع النازحين السوريين، يشكل القنبلة الموقوتة التي تشكّل تهديدا آنياً ومستقبلياً للبنان. وهناك تعاطف دولي مع هذا البلد، لكن من دون حماسة جدية لتقديم ما يمكن ان يساهم في التخفيف من هذا العبء. (أكد تقرير لـ«اتحاد الجمعيات الاغاثية والتنموية في لبنان» ان عدد اللاجئين بلغ مليونين و301 الف و967 لاجئا).
اما على صعيد المنطقة، فما استنتجته تلك الشخصية السياسية، يشي بأن المنطقة مقبلة على تبدلات جغرافية وحدودية (اشبه بتقسيم) ولكن ضمن حدود «سايكس ـ بيكو» وليس نسفاً له. وفي هذا السياق تورد ما يلي:
– لبنان قد لا يكون بمنأى عن تلك التبدلات التي إن لفحته قد تضع مصيره في خانة المجهول. وثمة معلومات ان هناك في الغرب من يهمس بـ«الفرنسية» في آذان بعض اللبنانيين عن تغييرات قد تشهدها المنطقة ولبنان في الآتي من الايام، قد تفضي الى «كيانات» وما يشبه «الادارة الذاتية» أو الفيدرالية».
تتقاطع تلك المعلومات مع كلام للنائب سليمان فرنجية تحدث فيه عن «تغيير جغرافي وديموغرافي ومشروع جديد في المنطقة لا يقل أهمية عن «سايكس ـ بيكو»، وما نزال في الثلث الأول من المشروع. والمحاور ترتسم الآن، لكن الأمور لن تنتهي في شهر أو شهرين أو سنة أو سنتين.. الأزمة ستستمر طويلا».
ـ كل المنطقة تغلي، وهناك ازمة ثقة كبرى بين اميركا وروسيا ودخلت الدولتان في «حرب باردة» جدية، وقد اعلن ذلك صراحة الرئيس السوفياتي السابق ميخائيل غورباشوف خلال إحياء ذكرى سقوط جدار برلين في المانيا وفي حضور الرئيس نجيب ميقاتي.
استخلصت تلك الشخصية ما يفيد بأنه بعد الحرب العالمية الاولى ظهر «الانتداب»، وما بعد الحرب العالمية الثانية ظهرت دول واستقلت، والمنطقة امام شيء يشبه الحرب العالمية الثالثة اسمه «سقوط جدار برلين»، ففي السنوات العشر التي تلت سقوطه قبل 25 سنة تركزت تداعياته في اوروبا الشرقية، والآن بدأت تردداته تصل الى الشرق الاوسط ونحن نعيشها في العراق وليبيا ومصر وسوريا. ويلفت حول سوريا منطقان:
الاول يتحدث عن حتمية تقسيم سوريا (كيانات كردية، علوية، سنية).
الثاني يرى انها اصبحت على مشارف حل، وإن كان ليس قريبا، فأعداء بشار سلموا بعجزهم عن اسقاطه وبان لا حل من دونه، وبشار اعترف بالمعارضة، وها هو المثال في حلب. وبالتالي كل القوى صارت منهكة والحل المنتظر في ظل هذا الانهاك يقوم على شراكة جدية اساسها لا غالب ولا مغلوب.
وفي سياق الحديث عن تداعيات وكيانات، فإن العين على مستقبل الاكراد وحدود الكيانات التي ستحويهم، والتحالف الدولي ضد «داعش» سينتقل قريبا من المرحلة الجوية الى المرحلة البرية، و«العراق اولا» في سياق المرحلة الثانية. هناك استياء جدي من السياسة التركية، واما قطر فمسموح لها ان تشاغب «غب الطلب» وفي شتى الاتجاهات، فيما السعودية منزعجة من «الدولة الغازيّة» في اكثر لحظات القلق، سواء ما خص وضعها الداخلي او المفاوضات النووية الاميركية الايرانية، وكذلك ما خص أداءها مع المنطقة والحرب التي تشنها على سوريا (تقول الشخصية السياسية ان بيان ابو بكر البغدادي قد يكون الاكثر خطرا على السعودية)، والبحرين دخل مرحلة الارتجاج وهو معلق على خط التوتر السعودي.
وفي هذا السياق، هناك حديث عن اجتماع لقادة جيوش التحالف ضد الإرهاب في السعودية في كانون الثاني المقبل، قد يشارك فيه لبنان.
ـ المفاوضات النووية الاميركية ـ الايرانية، ستتوصل حتما في 24 تشرين الثاني الى «اتفاق اطار»، اذ لا يستطيعون القول إنهم عجزوا عن التوصل إلى اتفاق. فالطرفان في حاجة الى بعضهما البعض في هذه المرحلة، وبالتالي سيعلنان عن «ايجابية ما» ومن ثم الانتقال الى مرحلة تالية من التفاوض.. ربما في الربع الاول من العام المقبل.
(السفير)