من الصحافة اللبنانية
السفير : الموفد القطري يختفي.. والخاطفون “ينظمون” رحلات للأهالي “حروب العمولات” تحرم الجيش من “الدبابات الذهبية”!
كتبت “السفير”: لبنان بلا رئيس للجمهورية لليوم الخامس والسبعين بعد المئة على التوالي.
كل الحراك الرئاسي الداخلي، لا مكان يُصرف فيه إلا نفق الفراغ الرئاسي، وكل المآدب أو الزيارات البعيدة عن الأضواء، التي يقوم بها هذا المرشح أو ذاك، لا تفيد إلا بزيادة منسوب الثقة بأن الرئاسة آتية على طبق من ذهب إلى من قرر أن يلبس البدلة ويتمرن على خطاب القسم منذ الآن.
إنه لبنان. إنه موسم الرئاسة. وها هو وزير الصحة وائل أبو فاعور يمضي قدماً في حملة سلامة الغذاء، وهو قال لـ”السفير” رداً على الحملات المنظمة التي يتعرض لها إن محكمة الرأي العام “تحكم بيني وبينهم”، مؤكداً أنه لن يتراجع، وأن الملفات التي فتحت لن تقفل وأن الموعد في الأسبوع المقبل سيكون مع ملف المياه، مشيراً في الوقت نفسه الى تجريد حملة على مراكز التجميل غير المرخصة، قائلا إنه تم إقفال أكثر من 15 مركزاً منها حتى الآن.
أما الأمن، فإنه يبقى على موعد يومي مع جبهته المفتوحة في عرسال، وجديدها، أمس، نجاة المؤسسة العسكرية من كمين ثلاثي محكم، كان يستهدف إسقاط أكبر عدد من الضحايا بدوريات الجيش في تخوم عرسال، فيما كانت تداعيات الكمين المزدوج الذي نصب لـ”النصرة” في منطقة القلمون، وأدى الى مقتل وجرح عدد كبير من قادتها، يعيد المخاوف من ردود فعل انتقامية، خصوصاً في ظل فرضية “الخلايا النائمة” ووجود مطلوبين متوارين عن الأنظار، أبرزهم شادي المولوي وأسامة منصور، اللذان تمكنا من مغادرة منطقة التبانة في طرابلس، “بفضل الغطاء الذي يتمتعان به من رجال دين ودنيا” على حد تعبير مرجع أمني لبناني.
ووسط زحمة التحديات الأمنية، كشفت مصادر سياسية واسعة الاطلاع لـ”السفير” أن الولايات المتحدة احتجت رسمياً لدى الحكومة اللبنانية، وخصوصاً لدى قيادة الجيش اللبناني، على محاولة إبرام صفقة دبابات “تي 72” مع الحكومة الروسية (حوالي 60 دبابة يعاد تأهيلها وتوفير قطع غيارها).
وقالت المصادر إن الجانب الأميركي استغرب إصرار رئيس “تيار المستقبل” سعد الحريري على تنويع مصادر الأسلحة، حيث تبين أن الوفر بين الدبابة الروسية المذكورة (تي 72 المستعملة) وبين الدبابة الأميركية الخارجة من المصنع “يصل الى نحو مليون دولار لمصلحة الأميركيين”، وسأل الأميركيون “هل صحيح أن الجيش اللبناني يريد شراء دبابات “تي 72 مذهبة” حتى تصل أرقامها الى ما وصلت إليه”؟
وأوضحت المصادر اللبنانية أن الأميركيين قدموا للجانب اللبناني معلومات موثقة حول “الوسطاء اللبنانيين والروس” الذين سينالون “عمولات توازي سعر الصفقة برمتها”، رافضة تحديد المبلغ الاجمالي، واكتفت بالقول “نحن نتحدث عن مبلغ يتجاوز الـ100 مليون دولار أميركي”(من أصل هبة المليار دولار السعودية للجيش وباقي المؤسسات الأمنية في لبنان).
وكشفت المصادر أن كوريا الجنوبية “عبَّرت أيضاً عن رغبتها بالانضمام الى لائحة الدول المشاركة في التسليح، وعرضت على قيادة الجيش (اللبناني) شمولها بشراء معدات عسكرية كورية، على أن تبادر الى تقديم هبة عبارة عن فرقاطة حربية حديثة”، كما عرضت الحكومة الصينية بيع أسلحة بأسعار مخفضة، وأُرسل وفد عسكري لبناني الى بكين لهذه الغاية، وفي السياق ذاته اتصل رئيس الاركان الاردني بقيادة الجيش اللبناني وعرض تقديم هبة عسكرية، على أن ترسل وفداً عسكرياً الى عمان لتحديدها.
وفي موازاة ذلك، كان لافتاً للانتباه عدم إتيان الجواب الذي ينتظره المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم من الوسيط القطري في قضية العسكريين المخطوفين أحمد الخطيب الموجود في الدوحة منذ نحو اسبوعين، علماً أنه كان قد طلب مهلة أيام قليلة، وهو الأمر الذي وُضع في خانة عدم جهوزيّة الخاطفين للتفاوض الجدّي، وفي الوقت نفسه، عدم استعداد القطريين لممارسة الضغوط على الخاطفين، وتحديداً “جبهة النصرة” التي كانت اشترطت في أول اتصال جرى بينها وبين اللواء ابراهيم مباشرة (عبر “السكايب”) منذ حوالي الشهر، أن يبقى التواصل محصوراً بالقناة القطرية!.
وكشفت مصادر سياسية معنية بقضية العسكريين لـ”السفير” أن تنظيمي “داعش” و”النصرة” وافقا مؤخراً على استقبال ذوي جميع العسكريين المخطوفين، لكن بصورة دورية، وحصراً عن طريق أحد الوسطاء المحليين في بلدة عرسال.
ولو صحت فرضية وزير الداخلية نهاد المشنوق بأن الأسبوع المقبل، الذي سيتم خلاله سماع شهادات في المحكمة الدولية (في لاهاي) سيكون “من أصعب ما يمكن سماعه ونتمنى أن نتمكن من احتوائها في الداخل من دون أن تسبب أزمات جديدة”، فإن مناخات التوتير السياسي ستطل هذه المرة من نافذة المحكمة، التي أعادت توجيه الاتهام، من خلال الادّعاء، الى سوريا، عبر القول (أدلة الادّعاء) أن الرئيس بشار الأسد “كان خطه المباشر على اتصال مع أرقام المتهمين باغتيال الرئيس رفيق الحريري”!
ومن غير المعروف حتى الآن، ما اذا كان هذا الاتهام السياسي المتجدد سيرتد أيضاً بصورة سلبية على ملف العسكريين، حيث سيكون صعباً على أي وسيط لبناني التوجه الى دمشق لطلب مساعدة رسمية سورية، أقله في ما يخص المقايضة (السجينات في السجون السورية)، بينما يصر “فريق المحكمة” على رفع راية الاتهام السياسي لسوريا مجدداً.
الديار : مصادر عسكرية : المسلحون يُحضّرون لتوسيع الاعتداءات و”القيام بعمل ما” في الجرود هل تُوافق “النصرة” على اقتراح “إطلاق عسكريين مُقابل إدخال جرحاهم” لقاء قريب بين الخليلين وباسيل والدستوري قد “يُقصّر” مدة التمديد”
كتبت “الديار”: استهداف الجيش اللبناني في جرود عرسال وسقوط 3 جرحى للجيش تقدم على ملفات الامن الغذائي وسوكلين والخليوي والنفط. وكشف عن محاولات المسلحين لاستهداف الجيش اللبناني مجدداً بأن توتير الساحة اللبنانية لن يتوقف، رغم الضربات التي وجهت للمسلحين في طرابلس والبقاع، وجاءت العبوة امس بمثابة رسالة للجيش اللبناني الذي كان يملك معلومات عن تحضيرات من قبل المسلحين لتنفيذ “عمل ما” في ظل الاوضاع التي يعيشونها في الجرود.
واوضحت مصادر عسكرية ان المسلحين لجأوا الى اطلاق النار على قوة من الجيش التي عملت ظهر امس على تفكيك العبوتين في محيط عرسال، بعد انفجار العبوة الاولى قرب آلية للجيش. وقالت ان الجيش رد على مصادر النيران مما اضطر المسلحين للانسحاب.
وكشفت المصادر ان المعطيات التي توافرت للجيش والقوى الامنية في المنطقة تشير الى ان المجموعات الارهابية تحضر لمحاولة توسيع اعتداءاتها و”القيام بعمل ما” ضد مواقع الجيش في المنطقة، وقالت ان المعطيات تشير الى ان المسلحين قد يحاولون احداث خرق باتجاه الجيش اللبناني لفك الحصار المحكم عليهم، بعد فشلهم في احداث خرق باتجاه الجانب السوري مشيرة الى ان اليومين الماضيين شهدا اشتباكات عنيفة في الجانب السوري بعد فشل محاولات المسلحين التسلل باتجاه مواقع القوات السورية وحزب الله، بل تعرضهم لخسائر كبيرة.
واكدت المصادر ان الجيش اللبناني اتخذ منذ فترة كل الاجراءات اللازمة لصد اي اعتداءات او محاولات تسلل للمسلحين.
اما عن تفاصيل العملية، فقد تعرضت دورية للجيش اللبناني “الفوج الخامس” الى كمين محكم عبر عبوة زرعت في منطقة عين عطا طريق وادي الرعيان في جرود عرسال، وادت الى سقوط 3 جرحى من الجيش اصاباتهم طفيفة وهم: المقدم سعيد مشيمش، والرقيب شهيب مسعود، والجندي مازن نصر الدين، واكدت المعلومات ان آلية الجيش اللبناني كانت تمر على طريق وادي الرعيان في منطقة عين عطا انفجرت بقربها عبوة ناسفة كانت مزروعة الى جانب الطريق، لكن سائق الآلية لم يتوقف وتابع قيادة الآلية والوصول الى اقرب موقع عسكري.
وعلى الفور، انتقلت قوة من الجيش اللبناني الى مكان الحادث وتعرضت لاطلاق نار من قبل مسلحين، فردت عناصر الجيش بالمثل ففر المسلحون باتجاه الجرود، وقامت وحدات الجيش بعملية تمشيط للمنطقة فعثرت على عبوة زنتها 15 كلغ من المواد المتفجرة ومربوطة ببطارية كما عثر على عبوة اخرى وزنها 15 كلم ومزروعة كما العبوة الاولى ببطارية، وحاول الخبير العسكري تفكيكهما ونتيجة صعوبة الامر بسبب التعقيدات في عملية الزرع تم تفجير العبوتين.
وتشير معلومات ان شجاعة العسكريين الثلاثة وعدم التوقف جنّب الجيش الوقوع “بكمين كبير”، لانه مجرد توقف الآلية، فان الجيش كان سيدفع بقوات الى المنطقة، وعندها تقوم العناصر الارهابية بتفجير العبوة الثانية عن بعد، واذا دفع الجيش تعزيزات اضافية يتم تفجير العبوة الثالثة، خصوصاً ان العبوات الثلاث كانت محضرة لتفجيرها عن بعد من اجل ايقاع اصابات في صفوف الجيش.
وافيد ان المنطقة التي زرعت فيها العبوات تربط مواقع الجيش بعضها ببعض وتشكل نقطة محورية تمنع المسلحين من الوصول الى عرسال.
وصدر عن قيادة الجيش- مديرية التوجيه البيان الآتي:
تعرّضت آلية عسكرية تابعة للجيش أثناء انتقالها في محيط بلدة عرسال، لانفجار عبوة ناسفة كانت مزروعة إلى جانب الطريق، ما أدى الى إصابة ثلاثة عسكريين بينهم ضابط بجروح. وعند توجه دورية أخرى برفقة الخبير العسكري للكشف على موقع الإنفجار، تعرّضت لاطلاق نار من قبل مسلحين في جرود البلدة، فردت عناصرها على مصادر النيران بالمثل، وقامت بملاحقتهم حيث فروا باتجاه التلال والمرتفعات المحيطة بالبلدة.
اتخذت وحدات الجيش المنتشرة في المنطقة التدابير الميدانية المناسبة، فيما تولّت الشرطة العسكرية التحقيق في الحادثة.
وصدر بيان آخر يشير الى ضبط عبوتين في المكان نفسه زنة الواحدة منها حوالى 15 كلغ من المتفجر وتم تفجيرهما.
البناء : ترشيح قهوجي محور حركة الحريري وبكركي تدعم… وضوء أخضر من واشنطن؟ مصر ـ مسقط على خطوط التفاوض لسورية ولبنان واليمن حرب القلمون الثالثة تقترب… وحوار حزب الله ـ المستقبل
كتبت “البناء”: يضع الرئيس سعد الحريري فريقه المصغر في أجواء النجاح الذي حققه، كما في ترشيح الرئيس السابق ميشال سليمان بترجيح كفة العماد جان قهوجي لرئاسة الجمهورية، ويشرح لفريقه معنى التركيز على تكرار تعبير صفة المرشح القوي، مع إضافة جملة “بصفاته القيادية”، وأن هذا التفاهم جرى مع السعودية وفرنسا ونال الضوء الأخضر لطرحه في التداول من واشنطن، من دون التزام أميركي بالثبات أو بالأحادية، لكن بإعطاء الفرصة لتسويق الاسم وإعلان القبول إذا تم النجاح بإنضاج الطبخة الرئاسية على اسمه.
يتوقع الحريري أن يكون النائب وليد جنبلاط إيجابياً بعدما ثبت أن الفيتو على العسكر عنده كان مجرد سلاح بوجه العماد إميل لحود، وإعادة التذكير به بمواجهة العماد ميشال عون متحدثاً عن رفضه لرئيس من أصول عسكرية.
الحريري ليس واثقاً من تجاوب حزب الله والرئيس نبيه بري، على رغم قوله إن معلوماته بأن لا فيتو لأحد على الجنرال قهوجي، بعدما صححت معركة طرابلس صورته في عين حزب الله، إثر شكوك أثارتها معركة عرسال، وأن موقف قهوجي الإيجابي من الهبة الإيرانية لتسليح الجيش، على رغم عدم حرارته تجاهها كحال الهبة السعودية، ربما يجعل الإيرانيين يتبنون الترشيح أو يدفعون لإعادة النظر بالموقف من ترشيح الجنرال قهوجي.
العقدة عند الحريري هي في موقف العماد ميشال عون وربما قائد القوات ونسبياً رئيس الكتائب، وبسبب موقف عون لن يكون النائب سليمان فرنجية متجاوباً، فالأربعة الموارنة الأقوياء، برأيه سيجعلون الأمر صعباً نسبياً، لكن موقف بكركي الذي يتحدث الحريري بثقة عن وقوفه مع هذا الترشيح سيوفر التغطية المسيحية اللازمة ويفتح الطريق للبحث الجدي به كخيار.
الاستعداد للقنوات الرئاسية، على رغم عدم ربطها حريرياً بما يجري من تفاوض إيراني أميركي، وانفتاح خطوط التسويات، خصوصاً في الملف السوري، يطرحه المصريون كأفق لا يملك مقدمات راهنة، ولا يوجد حتى في مسقط من سمع كلاماً أميركياً إيرانياً عن لبنان، على رغم المناخات التي تسود القاهرة ومسقط عن الحاجة لولادة ثنائية، بين العاصمتين، تضبط من الجهة المصرية، التشاور مع خط واشنطن الرياض، بينما تضبط من مسقط خط واشنطن طهران.
مسقط مصر ثنائية عاصمة صغيرة ودولة كبيرة، تختصرها الميم ميم المرشحة لوراثة معادلة سين سين، كما يقول سفير عربي مخضرم في بيروت، فأزمات اليمن، وسورية ولبنان، تحتاج هذه الثنائية.
اقتراب خط التسويات في قوس الزمن المتبقي من هذا العام، يتزامن مع اقتراب الثلوج من التساقط في منطقة القلمون التي بدأت عمليات التسخين العسكري فيها تتناسب عكساً مع درجات الحرارة المنخفضة التي تفرضها الطبيعة، وبصورة تتناسب عكساً أيضاً مع الارتفاعات التي يتمركز فيها المسلحون التابعون لـ”النصرة” و”داعش”.
نصف العدد هناك من أبناء مدينة القصير وجوارها، ويوجهون الإنذارات لقادتهم، ما لم يكن هناك أفق لبلوغ المناطق الدافئة وتأمين خط إمداد مفتوح نحو عرسال أو سواها، فهم سيكلفون أهاليهم بفتح قنوات التفاوض لتسوية أوضاعهم مع الدولة السورية، وهذا سيعني انهيار هذه القوة وتشظيها.
الخروج بتشكيلات عسكرية لمحاولة تقدم شاملة تضع هذه القوة أمام مخاطرة الدمار الشامل ما لم تكن الخطة محسوبة، والرهائن العسكريون لن ينفع الاحتفاظ بهم لشراء أمن العملية، ولا التخلص منهم سيحفظ أمن المسلحين ومستقبلهم، لذلك كان الرهان على إشغال ذي قيمة للجيش والمستوى السياسي اللبناني في العمق، بدءاً من الشمال أو الجنوب، وبات واضحاً أن الأفق مسدود لتكرار المحاولة. ويؤكد مرجع أمني رفيع لـ “البناء” أن الوضع تحت السيطرة على جبهات طرابلس والشمال، كما في جبهة شبعا والعرقوب، وأن رسائل الردع التي وجهتها المقاومة والجيش تتكفل بجعل القوى المتمسكة بالقرار 1701، تتحمل مسؤولياتها أيضاً لمنع أي عبث “إسرائيلي” لأنه سيعني سقوط القرار كما تبلغت هذه القوى الدولية مباشرة.
لذلك يصير الخيار المتاح لمسلحي القلمون تسخيناً شاملاً لخطوط التماس مع الجيشين اللبناني والسوري وحزب الله، والبحث بالنار عن نقاط ضعف، تسمح بأي اختراق، وتتوقع مصادر عسكرية أن تتواصل وتتصاعد هذه السخونة لتفرض مطلع الشهر المقبل استحقاقاً لا مفر منه هو حرب القلمون الثالثة.
الأخبار : لقاءات سرّية بين عباس إبراهيم و”جبهة النصرة”
كتبت “الأخبار”: بين حافتي استقرار الأمن والاستحقاقات المتدحرجة كالدومينو، تعبر المتاعب قطعة تلو أخرى. ما يُطمئن مرجعاً أمنياً وهو يقرأ التطورات الأخيرة، في لقاء مع إعلاميين، أن لا قرار بإحداث الفوضى في لبنان. ما عداه قابل للحل الآني أو الموقت
أجرى مسؤول أمني رفيع المستوى مراجعة للوضع الداخلي، واستخلص منه حدين: أدنى استقرار أمني، وأقصى تعذّر انتخاب رئيس للجمهورية في مدى قريب. بينهما قلّل من موجة التفاؤل المفرطة حيال المتوقع من مفاوضات الغرب مع إيران حول برنامجها النووي. في أحسن الأحوال يتطلب نجاح التفاوض وقتاً طويلاً للتوصل إليه ووضعه موضع التنفيذ. إلا أن لبنان قد لا يكون بالضرورة في رأس سلم أولويات التفاهم على استقرار المنطقة، نظراً إلى أهمية دول أخرى مجاورة أكثر سخونة وإلحاحاً للتوافق على مصيرها في سياق المفاوضات تلك، أو ما قد ينبثق منها من تفاهم إيراني ــ سعودي.
وإلى أوان سلسلة تفاهمات إقليمية ودولية في المنطقة، يرى المسؤول الأمني أن الأجندة اللبنانية الفعلية تتركز على ثبات الأمن الداخلي كمدخل إلى تعزيز الاستقرار من خلال ملفات، أبرزها تعقب الخلايا الإرهابية ومفتعلي الاضطرابات واستعادة العسكريين المخطوفين من تنظيم داعش وجبهة النصرة. يحدوه عاملان إلى استبعاد انتخاب وشيك للرئيس، وقد يستغرق الشغور وقتاً أطول مما يشاع: أولهما عجز لبناني واضح عن التوافق على الرئيس. وثانيهما التوافق الإقليمي المؤجل والضروري لإتمام الانتخاب، بيد أنه لا يزال غير ناضج حتى الآن.
يتطرق المسؤول الأمني إلى المعطيات المتوافرة عن استمرار خطف العسكريين، بتأكيده أن لبنان وجد أن التفاوض مع الخاطفين هو أفضل الخيارات، ويتقدم ما عداه. مرّ حتى الآن في مراحل أتاحت استمرار التواصل المباشر وغير المباشر مع الخاطفين، وخصوصاً جبهة النصرة. وكشف أن المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم، المفاوض اللبناني، التقى قبل شهر سراً للمرة الأولى مسؤولين في جبهة النصرة، إلا أنهم لم يزودوه شروطهم، واكتفوا بالقول إنهم ينتظرون الوسيط أحمد الخطيب.
استشم إبراهيم من الخاطفين ثقتهم بالوسيط، في معرض رفضهم التعاون المباشر مع المفاوض اللبناني، وأخطروه بأنهم يسلمون شروطهم للخطيب الذي اختارته الدوحة للتنقل بين الخاطفين والسلطات اللبنانية من دون أن يُعطى حق الاجتهاد والتأثير في الوساطة، أو أن يكون معنياً بإطار التفاوض. ليس مفاوضاً شريكاً، بل هو في نظر المفاوض اللبناني أقرب إلى صندوق بريد، يكتفي بنقل الرسائل والمطالب المتبادلة، فيما تحمّله جبهة النصرة دوراً أكبر، وتوجّه من خلاله رسائلها.
أظهر الخاطفون يومذاك عدم استعدادهم للخوض في الملف، وبدوا غير جاهزين تماماً له. لأسبوعين خليا، لم يطرأ أي تطور عليه، منذ آخر زيارة للوسيط القطري لبيروت لم يعد بعدها. منذ المراحل الأولى للاتصالات التي أعدّت للتفاوض، تمسك المفاوض اللبناني بشرط رئيسي، هو أنه لا يتلقى الطلبات والشروط عبر وسائل الإعلام، بل مكتوبة وموثقة ومختومة حتى، بغية إقفال بازار التكهنات والشائعات والأقاويل حيال التفاوض. أصرّ على وضع إطار محدد يشكل قاعدة للانطلاق منه، فيعرف كل فريق ما يريده الآخر. في وقت لاحق تسلم إبراهيم من الخاطفين عبر الوسيط لائحة خيارات ثلاثة، رد عليها لبنان بخيار رابع لا يزال ينتظر الجواب عنه. بيد أن ذلك يعني أساساً أن باب التفاوض بات مذ ذاك مفتوحاً.
بحسب المطلعين على ملف العسكريين، يُعزى تباطؤ تفاوض الأشهر الأخيرة إلى الاعتقاد السائد في أوساط الخاطفين بأن الظروف التي يعيشونها في جرود عرسال ليست بالصعوبة والسوء الذي يجري تصويره في لبنان. يقيمون في مغاور محصنة صارت أشبه ببيوت. لديهم وسائل اتصالات وشبكة تواصل عبر الإنترنت، وفي وسعهم التحرك في نطاقهم في الجرود بسهولة. يحتفظون بكمّ كبير من المؤن والمحروقات ومقومات التدفئة والأسلحة، فضلاً عن أن سبل الوصول إليهم ليست سهلة، ما يجعلهم في واقع مريح يُسهم في إبطاء سعيهم إلى التفاوض المستعجل.
النهار : أول الشهود السياسيّين أمام المحكمة الاثنين حروب الحكومة: “ميثاقية فساد” إلى اتساع
كتبت “النهار”: وسط المراوحة التي تطبع الواقع السياسي الداخلي، والغموض الذي يكتنف بعض التحركات التي عادت تنشط على خط أزمة الفراغ الرئاسي في الايام الاخيرة، بدأت مجريات جلسات الغرفة الاولى لدى المحكمة الخاصة بلبنان في لاهاي تشد الانظار والاهتمامات، نظرا الى اقتراب هذه الجلسات من مرحلة مفصلية سيفتح معها ملف الدوافع السياسية التي أحاطت بجريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري ورفاقه في 14 شباط 2005. واذ شكل فتح فريق الادعاء قبل يومين مسألة الملابسات التي اكتنفت علاقة الرئيس الحريري بالرئيس السوري بشار
الاسد في المرحلة الشديدة التوتر التي سادت تلك العلاقة قبيل جريمة الاغتيال، انطلاقا من الضغوط التي مارسها الاسد على الحريري، حسمت المحكمة امس مسألة الاستماع الى أول الشهود السياسيين الاساسيين في هذا الملف، وهو النائب مروان حماده وقررت الشروع في الاستماع الى شهادته ابتداء من الاثنين المقبل على رغم الاعتراضات التي أبداها فريق الدفاع.
واذ يتوقع ان يستمر الاستماع الى حماده ثلاثة او أربعة أيام متعاقبة فان من شأن هذا التطور ان ينقل مسار المحاكمة الى مرحلة مهمة، اذ انه يعكس بوضوح تركيز المحكمة على الدوافع السياسية للجريمة من خلال اصرارها على الاستماع الى شهود ملمين بالوقائع التي أحاطت بظروف الاغتيال، وبالوضع اللبناني كلا في حينه، الامر الذي سيمهد لاستكمال الملف والاعداد للمرافعات والحكم لاحقا. وتستدل الاوساط المواكبة للمحاكمة على أهمية بلوغها هذه المرحلة المتقدمة من خلال ممانعة فريق الدفاع في أن يتقدم النائب حماده بشهادته باعتبار ان هذا التطور سيفتح الباب لسلسلة شهود سياسيين بارزين آخرين. ولم تنجح امس محاولة الدفاع في اقناع المحكمة بالتخلي عن هذه الشهادة بحجة الحصول على وثائق واوراق، اذ تبين ان الدفاع حصل عليها منذ أكثر من سنتين.
أما في الشأن السياسي الداخلي، فعلمت “النهار” امس ان الاجواء الصاخبة التي سادت جلسة مجلس الوزراء الاخيرة استدعت من رئيس الوزراء تمام سلام القيام بجولة اتصالات مع عدد من الوزراء تحضيرا لجولة أخرى من الاتصالات مع المرجعيات السياسية في الايام المقبلة. وأتت هذه الاتصالات تحت عنوان انه لا يمكن الحكومة أن تواصل عملها وسط التشنجات الراهنة. ووصفت مصادر وزارية ما جرى في الجلسة الاخيرة بأنه “القشة التي قصمت ظهر الحكومة”. وكشفت النقاب عن ان التشنج لم ينحصر بمناقصة الخليوي، بل تعداها الى مناقصات في وزارتي الداخلية والدفاع ولكن ارتؤي عدم الحديث عنها حفاظا على معنويات المؤسسات الامنية في هذه المرحلة. ولاحظت أن توقيع الوزراء الـ 24 القرارات لم يعد من باب الحرص على الميثاقية الوطنية بقدر ما صار انزلاقا الى “ميثاقية الفساد” خصوصا في ما يتعلق بالصفقات التي تفتح بازار تقاسم المغانم. وأشارت الى ان الرئيس سلام لا يستطيع تحمل مسؤولية حروب الاطراف السياسييين داخل الحكومة، وهو يتجه لهذه الغاية صوب المرجعيات السياسية ليضعها امام مسؤولياتها ولإخراج القضايا التي تهم الناس من عنق الفساد.
المستقبل : جنبلاط إلى “المسلخ” الأسبوع المقبل الداخلية تفرض “الأمن الغذائي”
كتبت “المستقبل”: انتقلت الحملة الوطنية لتطهير لقمة اللبنانيين من فيروسات الغش المعششة في ضمير غائب من هنا وآخر منفصل من هناك على مستوى قطاع التغذية في البلد، إلى مرحلة فرض “الأمن الغذائي” من قبل وزارة الداخلية بموجب طلبات وزارة الصحة على قاعدة “التحالف بين الوزارتين لإسقاط الفساد” وفق ما شدد وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق لـ”المستقبل”، كاشفاً في هذا السياق أنّه أعطى “أوامر للجهات المعنية في وزارة الداخلية بتنفيذ كل الطلبات الواردة من وزير الصحة وائل أبو فاعور في هذا الصدد، وجرى إبلاغ كل قطعات الأمن الداخلي بالأمر”. وفي الغضون، برزت على صعيد المظلة السياسية التي يؤمّنها رئيس “اللقاء الديمقراطي” النائب وليد جنبلاط لحملة أبو فاعور الغذائية، تغريدة بالإنكليزية لجنبلاط عبر “تويتر” أعلن فيها أنه سيذهب بنفسه إلى المسلخ “الأسبوع المقبل، مع صديقي رياض الأسعد وأكرم شهيب ووائل (أبو فاعور) والإعلام”.
اللواء : إهتمام لبناني ودولي بملاحقة “رموز التطرُّف” في عين الحلوة إبراهيم ينتظر أجوبة على “إطاره التفاوضي”.. وتطمينات لعون إذا انطلق حوار المستقبل حزب الله
كتبت “اللواء”: عملاً بالمثل السائر: “ما حك جلدك مثل ظفر”، تتركز المعالجات الداخلية، حتى لا يسقط الهيكل على مَن فيه، على:
1 – معالجة الأمن الغذائي للمواطن بجهود وزير الصحة وائل أبو فاعور، مع تسجيل خضات داخل المؤسسات المعنية، وبين الوزراء الذين اعتبروا حملة ابو فاعور على الفساد في صناعة الغذاء، مسألة تؤثر سلباً على الاقتصاد والسياحة.
2 – تدوير الزوايا للحؤول دون تصدّع الحكومة على خلفية الخلاف على تلزيم الخليوي، أو بت عقود “سوكلين”، أو توريد الفيول اويل لمؤسسة كهرباء لبنان.
3 – تنشيط الماكينة السياسية بوضع “النيات المصرّح” لها من قبل تيّار “المستقبل” و”حزب الله” على النار، بحيث ينتقل الطرفان إلى طاولة الحوار على مستوى ممثلين، وإن كان من غير الممكن الان عقد لقاء بين الرئيس سعد الحريري والأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، في وقت تروج فيه وسائل إعلام الطرفين أجواء تتخطى التحالف إلى ما يشبه الاندماج، وإن كان على قاعدة “التكامل الوحدوي” أو “وحدة الحال”.
الجمهورية : “حزب الله”: لقاءات بين أطراف لم تلتقِ… وإستهداف الجيش مجدداً
كتبت “الجمهورية“: عاد الاستحقاق الرئاسي، بعد التمديد، إلى واجهة المواقف السياسية، كما الحراك السياسي، حيث لا يبدو أنّ التمديد لمجلس النواب سينسحب تمديداً للفراغ الرئاسي، خصوصاً أنّ أيّ حوار مرتقَب ستتصدّر الانتخابات الرئاسية جدولَ أعماله. واللافت في هذا السياق ما جاء على لسان نائب الأمين العام لـ”حزب الله” الشيخ نعيم قاسم من أنّ “الفترة المقبلة ستشهد جملةً من اللقاءات والحوارات بين أطراف لم تكن تلتقي سابقاً بسبب بعض التشنّجات أو بعض الاختلافات في الرؤى”، ما يؤشّر إلى مفاجأة سياسية، ربّما، لأنّ ما كشفَه لا ينطبق بالضرورة على تيار “المستقبل” و”حزب الله” حصراً، كونهما أجرَيا في محطات سابقة جولاتٍ وصولات حوارية، بقدر ما يفتح كلامُه بابَ التكهّنات حيال هوية هذه اللقاءات الجديدة التي ستساهم في كسر الحواجز وترفع من منسوب الاستقرار، وبمقدار ما يعكس طبيعة المرحلة التي تحكم الوضعَ في لبنان منذ تأليف حكومة الرئيس تمّام سلام إلى اليوم. وفي موازاة ذلك برَز موقف أميركيّ متشدّد إزاء “حزب الله” عبّرَ عنه سفير الولايات المتحدة في لبنان ديفيد هيل الذي شدّد على أنّ “التغلّب على “داعش” لن يُعيد وحده الاستقرار إلى لبنان الذي سيبقى معرّضاً لمخاطر فعلية نتيجة استمرار تنظيم مسلّح هو “حزب الله” في حملِ السلاح، والتصرّف منفرداً بلا أي محاسبة”، ودعا إلى “ضرورة أن يكون الدفاع عن الأراضي اللبنانية محصوراً بالمؤسسات الأمنية الرسمية”. هذا الموقف الذي يعبّر، وفق مصادر ديبلوماسية غربية لـ”الجمهورية”، عن رسالة مزدوجة: الأولى لا تخرج عن سياق الموقف الأميركي التقليدي المتمسك بسيادة لبنان واستقلاله، والثانية تؤكّد الفصل التام بين المفاوضات النووية والدور الإقليمي لطهران.