“النصرة” إسرائيلية وكفى
يدور جدل إعلامي مستمر حول طبيعة المخطط الذي تنفذه جبهة النصرة فرع القاعدة الرسمي في الجبهة الجنوبية السورية امتدادا إلى سفوح جبل الشيخ ومزارع شبعا في لبنان بالشراكة مع تجمعات من المرتزقة في إطار ما يسمى كتائب الجيش الحر التي تنتمي هي الأخرى إلى ما يدعى بالسلفية الجهادية من حيث الثقافة والتكوين المعتقدي رغم التكرار الأميركي لمزاعم الاعتدال في بعضها ورغم تصميم جميع القيادات اللبنانية المتورطة في العدوان على سورية على نعت من يحاربون الدولة السورية بمن فيهم إرهابيي القاعدة وفرعها الرسمي بالثوار .
أولا الوقائع التي تدلل على ان ما يدور على الجبهتين اللبنانية والسورية هو نتيجة لخطة إسرائيلية تهدف إلى إنشاء حزام عميل تفقأ عيون المتجاهلين بدافع حقد او عمالة كائنا من كانوا ، فالتصريحات الإسرائيلية لا تكشف سوى القليل من الوقائع عن حقيقة ما يدور منذ اكثر من عامين في منطقة فصل القوات على جبهة الجولان ومنذ الإعلان عن بوابات العار الصهيونية التي قدمت العناية الطبية لمقاتلي الجماعات المسلحة وبعد تصريحات نتنياهو المتلاحقة عن دور إسرائيل “الإنساني” في الأحداث السورية تم التأسيس الواقعي لرأس جسر تولت المخابرات الإسرائيلية عبره تنظيم صفوف عملائها في المنطقة المستهدفة وحسب التقارير الإسرائيلية شبه الرسمية فقد بات عددهم يفوق الألف وستمئة جاسوس من المقاتلين الذين تمت إعادة تدريبهم وجرى تجنيدهم كعملاء للاستخبارات الصهيونة وفيهم اعضاء من جبهة النصرة ومن فصائل اخرى تحمل مسميات متعددة وقد تولت قطر مباشرة رعاية التنسيق بين جبهة النصرة القاعدية والعدو الإسرائيلي بينما كانت المخابرات الصهيونية تضع معلوماتها وعملياتها التجسسية في خدمة ” الثوار ” الذين يثيرون إعجاب وليد جنبلاط وسعد الحريري وسمير جعجع حتى اليوم مع مجازرهم البشعة التي لم يرف لهؤلاء جفن أمامها.
ثانيا إن نسبة من مقاتلي جبهة النصرة القاعدية وشركائها قدموا من المعسكرات التي تديرها المخابرات الأميركية في الأردن وجرى تنسيق عبورهم إلى الداخل السوري عبر ممر حدودي طبيعي يمتد نحو مزارع شبعا وتدخلت المدفعية الصهيونية باستمرار لتعيق أي تحرك عسكري للجيش العربي السوري لاعتراض تحرك مقاتلي النصرة وشركاهم داخل منطقة فصل القوات على الجبهة وبالتالي فمنذ أكثر من عامين رسمت هذه اللعبة تحت الحماية العسكرية الإسرائيلية لمن يريد ان يفهم .
دخلت إسرائيل على الخط مباشرة في مزارع شبعا لتقيم موقعا مستحدثا لحماية طرق تسلل مقاتلي النصرة من القرى والبلدات السورية الحدودية واستهدفت المقاومة هذا الموقع في عمليتها الأخيرة وجن جنون تل أبيب فهددت وتوعدت وغلت يدها معادلات الردع وقد طور المخططون الصهاينة مؤخرا من حجم رهانهم على فصائل الإرهاب بكلام صريح عن تقديم دعم إعلامي وعسكري يسمح لهم باختبار فرص تصعيد العمليات ومحاولة التقدم مجددا نحو ريف دمشق وتهديد العاصمة السورية التي وسع الجيش السوري من سيطرته في محيطها .
ثالثا يعرف أصحاب الخطب البلهاء والمشبوهة في لبنان أن المخابرات الصهيونية دفعت أموالا لجبهة النصرة وان وزير الحرب الصهيوني موشي يعلون طلب من الولايات المتحدة تزويد إسرائيل بنصيب من موازنة النصف مليار التي أقرها الكونغرس لينفقها على الجماعات العميلة التي تحركت مؤخرا في محافظتي درعا والقنيطرة كما يعرف هؤلاء أيضا ان يعلون نفسه أرسل أموالا لقيادات في الجولان طالبا التعاون مع جبهة النصرة التي تمولها قطر بصورة رئيسية وهي تحظى كشقيقتها التوأم ومنافستها داعش بتسهيلات كبيرة في تركيا .
إنها خريطة عثمانية صهيونية للعدوان على سورية : داعش في الشمال والشرق السوريين والنصرة في الجنوب والذين يحابون جبهة النصرة يدعمون خطة إسرائيلية مكشوفة لا جدال في هويتها وأهدافها وهم في أحسن الأحوال متورطون مع الموساد بصورة غير مباشرة يقاتلون في ذات المواقع ولخدمة الأهداف نفسها ونقطة على السطر ولا لزوم لإتحافنا بمفردات الفجور المكشوف فعلى المبتلين أن يستتروا أيا كانت مراتبهم وصفاتهم.