بعد دخول البيشمركة هل تتحرّر عين العرب؟: حميدي العبدالله
دخلت قوات البشمركة التي قدّر عددها بحوالي 150 مقاتلاً مع معدّاتها الثقيلة إلى مدينة عين العرب، وبات السؤال المطروح هل تؤدّي هذه الخطوة إلى إلحاق الهزيمة بتنظيم «داعش» الإرهابي وتحرير المدينة، ولاحقاً القرى المحيطة بها التي استولى عليها التنظيم في وقت سابق؟
لا شك أنّ المدينة صمدت في وجه كلّ هجمات تنظيم «داعش» الإرهابي حتى قبل دخول البيشمركة ووصول الأسلحة المناسبة التي تحتاجها وحدات الحماية للدفاع عن المدينة، وقد تغيّرت المواجهة الميدانية منذ أن بدأت قوات التحالف الدولي تركز غاراتها الجوية على تحشدات «داعش» وخطوط إمداده، وتمكنت هذه الوحدات من وقف الهجوم، وحتى استعادة زمام المبادرة وشنّ هجمات مضادة وتحقيق مكاسب تكتيكية مهمة، لا سيما في الناحية الغربية من المدينة باتجاه تل شعير.
ومن الطبيعي أن يؤدّي وصول 150 مقاتلاً من البيشمركة بمعدات تحتاجها وحدات الحماية إلى تعزيز هذا الصمود، لا سيما أنّ خط إمداد مجموعات البيشمركة، على الأقلّ، بات مؤمّناً عبر تركيا، على عكس ما كانت عليه حال وحدات الحماية قبل دخول مجموعة البيشمركة، حيث كانت السلطات التركية ترفض تقديم أي مساندة حتى لو كانت مساندة غير مباشرة للمقاتلين الذين استبسلوا في الدفاع عن المدينة.
لكن صمود المدينة وتراجع احتمالات سقوطها بأيدي «داعش» لا يعني بالضرورة تحقيق انتصار حاسم وسريع داخل المدينة ضدّ تنظيم «داعش»، ولا حتى تحرير القرى التي سقطت في أيدي هذا التنظيم الإرهابي عشية شنّ هجومه الواسع على هذه المنطقة.
الاحتمال المرجح، أن تطول الحرب في منطقة عين العرب، أولاً لأنّ «داعش» يسيطر على المنطقة المحيطة بها من ثلاث جهات، وعلى الرغم من القصف الجوي، إلا أنه لا يزال قادراً على حشد المزيد من المسلحين، وشن المزيد من الهجمات، وكان آخرها الهجوم الذي استقبل به دخول قوات البيشمركة. صحيح أنّ حامية المدينة صدّت هذا الهجوم، كما صدّت سابقاً هجمات مماثلة قبل وصول وحدات الحماية، لكن ذلك لا يعني أنّ «داعش» على وشك الفرار من المنطقة، بل التوقع المنطقي على هذا الصعيد أن يعزز تمركزه في هذه المنطقة التي وفرت له مجالاً واسعاً للسيطرة على ريف حلب الشمالي الموازي للحدود التركية، وبالتالي فإنّ الاحتمال المرجح، أن تطول الحرب على هذه الجبهة، وأن تتحوّل إلى حرب استنزاف لكلا الطرفين المتقاتلين في هذه المنطقة، فلا طيران التحالف الأميركي، ولا 150 مقاتلاً من قوات البيشمركة قادرون على إحداث تحوّل سريع في خارطة الميدان، والأمر على هذا الصعيد يشبه ما جرى في بعض أنحاء العراق بعد بدء القصف الجوي وبعد التعبئة الشعبية، إذ نجح تنظيم «داعش» في الاستيلاء على مناطق جديدة بدلاً من الفرار من المواجهة.
(البناء)