التقرير الأسبوعي لمراكز الأبحاث الاميركية
حيثيات ونتائج جولة الانتخابات الاخيرة كانت بند التداول الرئيس لمعظم مراكز الابحاث الاميركية .
سيستعرض قسم التحليل آفاق النتائج الانتخابية وتداعياتها المحتملة على مجمل مسار السياسة الاميركية، وتناول طبيعة العلاقة المقبلة بين الرئيس اوباما والطاقم الجمهوري الجديد في مجلسي الكونغرس، الى جانب معطيات جولة الانتخابات الرئاسية عام 2016، والدور البارز في هذه الجولة لرؤوس الاموال في التأثير على نتائج الانتخابات.
ارتداد الانتخابات التشريعية
طالب مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية التركيبة الجديدة المقبلة للكونغرس بضرور “اجراء مراجعة لميزانيات الانفاق” العسكري، مذكرا بجملة التحديات الماثلة التي تنتظر حلولا لها: الغارات الجوية داخل الاراضي السورية؛ اتفاقية الأمن المشترك مع افغانستان؛ وانتشار فيروس ايبولا. واوضح ان الاشهر القليلة المقبلة ينطوي عليها “تخصيصات مالية .. التي يتعين على كلا الفريقين، الخارج والداخل، الاهتمام بها.”
“الحرب على الارهاب“
لفتت مؤسسة هاريتاج الانظار الى ما اسمته “تراجع نسبة الصرف (في عهد الرئيس اوباما) على العمليات الطارئة في الحرب على الارهاب وتحويل الاموال المخصصة للانفاق على برامج” عسكرية اخرى، محذرا من ان الآلية المذكورة لا تعد سياسة مسؤولة. وطالبت الكونغرس بطبعته الجديدة “زيادة سقف الحد الاقصى لشؤون الدفاع بما يضمن الصرف على كافة متطلبات الأمن القومي ..”
سورية
تتوالى توصيفات الفشل لسياسة الرئيس اوباما في سورية والعراق، ومضى مركز السياسة الأمنية ابعد من ذلك قائلا “ليس فشلا ذريعا فحسب بل تقوّض المصداقية الاميركية .. وينبغي على الرئيس اوباما اعتماد توجها اشد صرامة لالحاق الهزيمة بالدولة الاسلامية.” واضاف موضحا ان بروز “أهمية اعتماد سياسة افضل يشكل مبررا مقنعا لحمل الرئيس اوباما على اعادة تركيبة طاقم مجلس الأمن القومي بعد الانتخابات .. وادخال مستشارين اكفاء بوسعهم طرح خيارات سياسية صلبة ارضيتها الاقلاع عن اعتبارات السياسات الداخلية.”
نبه معهد واشنطن الى ديمومة طول المدة التي ستستغرقها محاربة داعش مشككا بتحقيق هدف هزيمتها سيما وان “تفريخات داعش والمجموعات الجهادية الاخرى ستبقى جزءاً من مشهد الشرق الاوسط وتهديد مصالح الولايات المتحدة وحلفائها لسنوات مقبلة.” وحث واشنطن وحلفائها على التصدي “لاغراءات ايديولوجية الجهاديين ..” التي تشكل فيصل “استراتيجية الخروج من هذا الصراع.”
واستدرك بالقول انه يتعين على الولايات المتحدة “ادامة انخراطها عسكريا في المنطقة .. لسنوات قادمة.”
ايران
ابدى معهد كارنيغي اهتماماً خاصاً بالاتفاق النووي “المرتقب” مع ايران وما سينطوي عليه من “ازالة العقوبات .. ومن شأنه احداث تعقيدات مثيرة للاهتمام في اسواق الطاقة الدولية.” ونبه دول الخليج المنتجة للنفط والغاز الى “عدم القلق من بروز بلاد فارس – على الاقل في المدى المنظور .. ومن السابق لاوانه التنبؤ باغراق اسواق النفط والغاز على الفور” من المنتجات الايرانية. واوضح ان مسألة “رفع العقوبات، والاميركية بشكل خاص، عملية طويلة ومعقدة ..”
قبرص
استدار صندوق مارشال الالماني شرقاً للبحث في “تنامي التوترات الاقليمية بالقرب من سواحل قبرص” طمعا في استحواذ الدول المجاورة على احتياطات الطاقة الهائلة هناك. واوضح ان تحريك تركيا قطعا بحرية بالقرب من السواحل القبرصية “ينم عن خطة مدروسة لنسف محادثات التسوية القبرصية الصعبة .. كما ان الرد القبرصي القاسي سيضاعف متاعب عودة الجانبين الى طاولة المفاوضات.” وحث دول الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة وروسيا ايضا “ممارسة نفوذهم على الاطراف بغية تقليص حدة التوترات.”