بري: إنها «سياسة المٍجْوٍز»! عماد مرمل
يبدو الرئيس نبيه بري متأكداً من أن النصاب العددي أو القانوني سيكون متوافراً لعقد جلسة التمديد لمجلس النواب، الأربعاء المقبل. لكن ما يشغل باله هو تأمين «النصاب الميثاقي» لإقرار اقتراح التمديد بأوسع تغطية وطنية عموماً، ومسيحية خصوصاً.
ويتوقع بري، وفق ما نقله عنه زواره، ان تتبلور صورة جلسة الأربعاء، مع حسم الكتل النيابية المسيحية الأساسية خياراتها تباعاً في اليومين المقبلين، علماً أن بري لا يخفي انزعاجه من التبدل الذي طرأ على موقف التكتل المسيحي الأبرز، بعدما كان تبلغ نيته حضور الجلسة، على ان يصوّت ضد قانون التمديد، فإذا بهذا التكتل يعيد البحث في هذا الامر مجدداً.
ويؤكد بري انه ليس كافياً بالنسبة إليه أن يتوافر النصاب العددي للجلسة، مشدداً على أهمية أن تكون هناك مظلة ميثاقية مسيحية لقانون التمديد، «ومن يظن أنه يستطيع أن يحشرني ويحمِّلني وزر التمديد فهو مخطئ، إذ إن المخاطر التي قد تترتب على الفراغ الشامل تطال الجميع وبالتالي فإن مسؤولية مواجهتها مشتركة».
ويلفت بري الانتباه إلى أنه في حال افتقر التصويت على التمديد الى الثقل المسيحي فسنكون أمام مشكلة.
ويبدي بري استياءه الشديد من المزايدات التي تُعتمد في التعامل مع موضوع التمديد، لا سيما مسيحياً، معتبراً أن السياسة المتبعة على هذا الصعيد هي «سياسة المجْوز»(أغنية «جيب المجْوز يا عبود»).
ويستغرب بري «ان يوحي البعض بطريقة تثير السخرية أنني شخصياً متحمس للتمديد ثم يهاجمونني على هذا الأساس، في حين أنني والعديد من أعضاء كتلتي وكتلة حزب الله ربحنا الانتخابات بالتزكية، قبل حصولها».
ويشير بري إلى أن «أمل» و«حزب الله» هما أصحاب مصلحة بإجراء الانتخابات، «لكننا لا نقارب المسألة من زاوية حساباتنا الخاصة وإنما من زاوية الحسابات الوطنية التي جعلتني أتعامل بواقعية مع خيار التمديد بعد موقف الرئيس سعد الحريري الذي لوّح بمقاطعة الانتخابات النيابية إذا لم يسبقها انتخاب رئيس الجمهورية، وهو موقف لم يكن بإمكاني تجاهله، حرصاً مني على تجنب أي تداعيات مذهبية في مرحلة تواجه فيها المنطقة خطر الفتنة السنية ـ الشيعية».
ويضيف: على كل حال، الشعب اللبناني أصبح يعرف جيداً من يحافظ فعلاً على مصلحة لبنان ومن يهددها، وأنا لا ألتفت الى مثل هذه»الحرتقات». ويوضح أنه سيطرح أولاً في الجلسة المرتقبة اقتراح تمديد المهل الانتخابية الذي يسبق اقتراح التمديد، فإذا سقط الأول ينتقل النقاش الى الثاني.
ورداً على سؤال، يستهجن بري اتهام البعض لـ«حزب الله» بأنه يعطل الانتخابات الرئاسية، بينما يبلغ عدد كتلته 12 نائباً فقط، مشيراً إلى أن سبب التعطيل الحقيقي غياب التوافق المسيحي على مرشح رئاسي.
(السفير)