الجماعات التكفيرية الارهابية لا تعرف دولة إسمها فلسطين . حسين الديراني
هجمات يومية تشنها الجماعات التكفيرية على مساحة العالم العربي والاسلامي, يسقط جراءها مئات الشهداء والجرحى من الابرياء المسلمين من كل الاعمار, أطفالا وشيوخا, نساء ورجالا, وفي كل مرة يحصل به إنفجار هنا او هناك تخرج التغريدات بالتهاني والتبريكات لتلك العمليات الاجرامية الارهابية, وكلما كان عدد الضحايا المصابين والشهداء أكثر كلما كان الترحيب أكبروالنشوة أسعد وارفع, يضاف الى ذلك, نكهة التكبير والتهليل على أن مَن الله على (المجاهدين ) بنصر جديد وقضي على مئات القتلى والجرحى من المسلمين ( الكفرة ) !!! على حد تعبيرهم..
إحصائيات للتغريدات العالمية تظهر إن العدد الاكبر من التغريدات تخرج من ” المملكة العربية السعودية ” وتتبعها بقية الدول التي يتواجد بها من يسلك وينتهج الفكر التكفيري الذي يتخذ من فقه الوهابية منهجاً وفكراً وقدوة.
لم نسمع يوماً بأن تلك الجماعات شنت هجوماً على العدو الصهيوني الذي يحتل فلسطين العربية والاسلامية منذ عشرات السنين ولا زال يعمل على إبادة ما تبقى من الشعب الفلسطيني وتدمير تراثه وحضارته, والذي يسيطر على المسجد الاقصى الشريف اولى القبلتين ومهد الانبياء ومعراج النبي محمد ” صلى الله عليه واله“.
لم يصدر عن تلك الجماعات اي بيان يتوعد به إسرائيل بالانتقام للجرائم التي إرتكبتها ولم تزل ترتكبها بحق الشعب الفلسطيني المسلم والمسيحي.
بل كل ما شهدناه وسمعناه يعكس إيديولوجية وإستراتجية تلك الجماعات التكفيرية المسلحة, حتى ما يسمى ” أنصار بيت المقدس ” كل عملياتهم ضد الجيش والامن والشعب المصري, وفي لبنان تستهدف الجماعات التكفيرية المقاومة وشعبها الذين سجلوا أكبر إنتصارين على العدو الصهيوني عام 2000 و 2006 , وفي سوريا, تستهدف مقدرات الدولة السورية التي تعد العامود الفقري لجبهة المقاومة التي وصلت مع المقاومة في لبنان الى حد توازن الرعب مع الكيان الصهيوني وباتوا يشكلون تهديدا وجوديا لدولة اسرائيل, ثلاث سنوات من الحرب على سوريا والمقاومة, تقودها تلك الجماعات بدعم دولي وخليجي واسرائيلي لم يحقق إهدافهم وطموحاتهم, بعد فشلهم بسبب صمود جبهة المقاومة وحلفاءها إنتقلوا الى الخطة الثانية وهي إحتلال نصف العراق وإعلان ” الخلافة الاسلامية “, كل ذلك والعدو الصهيوني ينعم بتلك الانجازات التي تحققها الجماعات التكفيرية الارهابية.
لقد تم تجنيد عشرات الالاف من المقاتلين من الدول الغربية والعربية والاسلامية للانضمام الى صفوف ” داعش ” وبقية التيارات التكفيرية عبر شبكات التواصل الاجتماعي من خلال نشر الافكار التكفيرية, وتحديد العدو الذي يجب القضاء عليه لنشر ” الدعوة الاسلامية التوحيدية الكونية ” , فما كان هذا العدو إلا طائفة من المسلمين ” الشيعة ” و ” السنة ” الذين لا يؤمنون بمنهج ” الوهابية السعودية “, والمسيحيين الذين يرفضون أن يكونوا ” أبناء ذمة “, في حين ان كل تلك الشرائح والمذاهب والطوائف كانت تعيش بأمن وأمان وإستقرار, تجمعهم الوطنية و المودة والاحترام والكلمة الطيبة لمئات السنين في كافة البلدان المستهدفة من قبل الجماعات التكفيرية.
بلغ الامر بتلك الجماعات نجاحها و إستطاعتها تجنيد عدد من المسلمين الفلسطينين الذين يحملون الجنسية ” الاسرائيلية ” للإنضمام الى صفوفهم وتفجير أنفسهم في أماكن شعبية في سوريا والعراق وقتل العشرات وجرح المئات من المسلمين الابرياء بحجة أنهم (كفرة) !!!!, وهذا ما يؤكد بأن حامل هذا الفكر لا يعتبر نفسه فلسطيني بل يعتبر نفسه إسرائيلي, حاله حال البريطاني والامريكي والاسترالي المهاجر الى ساحة الجهاد في ” دولة الاسلام “!!!.
تحييد إسرائيل عن الصراع ليس مرحلة آنية وتكتيكا عسكريا, لان هذه الجماعات تحارب دولا ولا تحارب مجموعات مسلحة وتحقق إنجازات في كثير من المواقع, ولا ينقصها مال ولا رجال ولا عتاد, ثم إنها تعلن عن هدفها وتسمي إعداءها, وإسرائيل ليست من إهدافها ولا من إعداءها, بل بالعكس هناك تنسيق وتعاون من خلال معالجة جرحى الجماعات التكفيرية الذين يصابون خلال مواجهتهم للجيش العربي السوري, ومن خلال التعاون الاستخباراتي والعسكري بين الطرفين ولم يعد الامر سراً وتحليلاً سياسياً.
المجموعات التكفيرية التي جُندت للقتال مع ” داعش ” من المؤكد لا يعرفون دولة إ سمها ” فلسطين ” يحتلها عدو إسرائيلي شيطاني شرس, ولا يعرفون جغرافيتها على الخارطة الكونية ,ولا مكانتها وقدسيتها عند المسلمين والمسيحيين.
كل ذلك ليس مفاجئةً لأن الجماعات التكفيرية صناعة إسرائيلية ماسونية هدفها تدمير الدول الاسلامية, وتشويه صورة الاسلام المحمدي النقي الاصيل في عيون المسلمين قبل غير المسلمين لصالح الكيان الصهيوني الذي يهيئ نفسه لإعلان الدولة اليهودية على كامل تراب فلسطين, وهدم المسجد الاقصى الشريف بعد أن إسقط ” الدواعش ” التكفيريون كل المحرمات والمقدسات, فمن يهدم المراقد الاسلامية الشريفة وغير الاسلامية لا يتورع عن إعانة العدو على هدم المسجد الاقصى بإعتباره ” مكان للشرك بالله “, ولا يتورع عن هدم الكعبة الشريفة وقبر النبي المصطفى (ص ) لنفس الاعتبار.