خطّة أوباما لمحاربة «داعش»: تخبزوا بالأفراح! صباح أيوب
هذه المرّة لم يأت نقد استراتيجية الرئيس الأميركي باراك أوباما لـ«محاربة داعش في سوريا» على شكل مقال رأي أو تحليل (وكان أشار كثيرون الى ضعفها منذ اليوم الاول لإعلانها)، بل جاء في تقريرين مطعّمين بحقائق وباعترافات مسؤولين في الإدارة على صلة مباشرة بالملف الأمني السوري.
مقالان في «ذي واشنطن بوست» و«لوس أنجلس تايمز» نعيا بشكل صريح تلك الخطة التي أعلنها أوباما في أيلول الماضي، وبيّنا كيف أن العنصرين الأساسيان منها محكومان بالفشل، من دون وجود أي آمال ملموسة لإنقاذها. أما تصريحات المسؤولين المعنيين وردّ رسميي الإدارة على تلك الوقائع فتأتي لتؤكد أنّ واشنطن ليست مستعجلة لا لـ«تدمير داعش» ولا لـ«إنقاذ» السوريين.
مقال «ذي لوس أنجلس تايمز» تناول عنصر تأليف «جيش من قوات المعارضة المعتدلة» الذي أولاه أوباما أهمية كبيرة وخصص له «مستشارين» و«مدرّبين» من الجيش والاستخبارات ومخيمات تدريب، وصرف لدعمه حصصاً مالية وسلاحاً. فشَل تأليف ذلك الجيش يعود الى «عوائق سياسية وعسكرية» دفعت على ما يبدو وزير الدفاع تشاك هاغل إلى إرسال مذكّرة الى البيت الأبيض الأسبوع الماضي، ينذر فيها من أن «الخطّة ستنهار بالكامل» لأن «نيات الولايات المتحدة تجاه الرئيس بشار الأسد ليست واضحة».
وزير الخارجية جون كيري ردّ على المذكّرة (بطريقة غير مباشرة) عندما أكّد أخير أن «تأليف جيش (معارض) بالوكالة سيؤثر في قرارات الأسد، ما سيعيدنا الى طاولة الحوار حيث يمكننا التفاوض بشأن حلّ سياسي، لأنه ليس هناك من حلّ عسكري في سوريا». مقال «تايمز» ردّ على كلام كيري، إذ نقل عن مسؤولين رفيعي المستوى في الجيش الأميركي قولهم إن عملية «تأليف قوة جديدة وتدريبها لتكون قادرة على مواجهة داعش المموّل والمدعوم بشكل جيد، تلزمها سنوات عديدة… ولن نستطيع تحقيق ذلك خلال فترة زمنية كافية لإحداث تغيير ما» في المعادلة الميدانية. هؤلاء أشاروا أيضاً الى تضاؤل عدد المعارضين «المعتدلين» بشكل كبير، «حتى لم يتبقَّ منهم الا القليل».
العنصر الأساسي الثاني من خطة أوباما كان الحدّ من توافد المقاتلين الأجانب الى سوريا وإقفال الطريق عليهم، وذلك من خلال تنفيذ ضربات جوية والتعاون مع الدول المصدّرة لهم ومع تركيا المسهّلة لمرورهم عبر حدودها. وهنا، يأتي مقال «ذي واشنطن بوست» بأرقامه ليؤكّد صراحة أن «معدّل دخول المقاتلين الأجانب الى سوريا ـ أي ألف مقاتل في الشهر ـ لم يتغيّر حتى الآن». إذاً، فالضربات الجوية لم تردع المقاتلين لا نفسياً ولا عملياً من التوافد إلى سوريا، فالنسبة ما زالت على حالها وطريقهم لا تزال سالكة.
(الأخبار)