نتنياهو يُقامر على حياتنا: بن كسبيت
البيت الابيض نزع أمس القفازات، واعتقد أن امرا كهذا لم يحدث لنا من قبل. جفري غولدبرغ، الصحافي الاكثر قربا من البيت الابيض ومن الرئيس اوباما، قدم أمس في «أتلانتيك» مجموعة من الشتائم من أفواه شخصيات امريكية رفيعة المستوى من محيط الرئيس تجاه رئيس الحكومة نتنياهو. وقال لي مصدر امريكي أمس ما يلي: «لقد عافت نفسنا من المواعظ اليومية لهذا الرجل، إنه ناكر للجميل، ويتصرف كأنه هو كل شيء والباقون لا يساوون شيئا، هو يتسبب بضرر شديد لاسرائيل».
لنفترض جوهريا أن نتنياهو على حق، وأن اسرائيل يجب أن تبني طول الوقت وفي كل مكان، وفي جميع أنحاء يهودا والسامرة، وايضا في الاماكن خارج المستوطنات الكبيرة. والسؤال الاكثر أهمية هو – هل هو ايضا ذكي؟ هل هو مسؤول؟ هل من حقه أن يأخذ الملك الاستراتيجي الاكثر أهمية للشعب اليهودي (بعد سارة بالطبع) وتدميره؟.
لا يوجد لنا سور واقي آخر في العالم باستثناء امريكا. حتى لو كانت لك خلافات مع امريكا فان من مسؤوليتك الحفاظ على العلاقات الدافئة معها. على الثقة. على تأييد الحزبين الجمهوري والديمقراطي. من واجبك أن تحافظ على كرامة الرئيس. أن تنظف الغسيل الوسخ في داخل الغرفة. وأن لا تبصق في البئر التي تشرب منها، أن تقول الحقيقة للرئيس. ولا تقدم وعود كاذبة. وأن لا تتآمر على الرئيس وتساعد من يحاولون اسقاطه. وأن لا تقامر على مستقبل الشعب اليهودي.
لقد أخل نتنياهو بكل هذه الالتزامات. فهو يزيد من هجومه على البيت الابيض بشكل يومي. ويبدو أنه يعلم شيئا لا يعلمه سواه، ولم يكشفه بعد. أو أنه ببساطة قرر أن يراهن على كل شيء وبجنون ضد الشخص الاقوى في العالم. اوباما ايضا، سمكة باردة وليس لديه مشاعر انتقام، إنكسر أمس. وأطلق الحبل وأعطى بعض رجاله الأمر ليتحدثوا. أنا أسمع أن الفيتو الامريكي في مجلس الأمن – في حال وصول أبو مازن الى هناك – ليس مضمونا. على اوباما أن ينجح في انتخابات نصف الولاية في الاسبوع القادم، واتخاذ قرار. لا شيء مضمون بعد اليوم.
نتنياهو شخص غير مرغوب فيه في البيت الابيض. السفير الذي أرسل الى هناك (بخلاف التوصية الامريكية) تحول الى سفير اسرائيل في لاس فيغاس، وزير دفاع نتنياهو عاد الآن من واشنطن وهو مُهان. إرساليات السلاح الحيوية تم تأخيرها خلال «الجرف الصامد» – وكل هذا يشجع نتنياهو على الاستمرار وزيادة الرهان أكثر فأكثر، حتى استسلام امريكا.
المشكلة هي أنه يقامر على حياتنا.
معاريف