هل هي اوهام …. ام تكتيك مرحلي.. ? بقلم الدكتور غسان غوشة
اليوم تسدل الستارة عن مرحلة امريكية قادها رئيس لم يتوقعه احد,
خارج عن المألوف وخارج عن اللياقات.
يغادر ترامب كرسي الحكم تاركا امريكا والعالم في وضعية لا تحسد عليها, خاصة مع الخراب الناتج عن جائحة كورونا.
يغادر ترامب ولا احد خارج امريكا يتأسف عليه. ما عدا ربما روسيا ورئيسها بوتين.
وحتى قبل ان يستلم خلفه بايدن الحكم ، اندلعت حربا كلامية عنيفة بين الادارة الروسية والادارة الامريكية.
لماذا قد يكون بوتين قد شعربالخسارة؟
الجواب هو ان ترامب لم تكن اولوياته مواجهة روسيا بل هو كان دائما يحاول تبرأتها من تهم كثيرة وجهت لها، لدرجةان بعض القطاعات الامريكية اعتبرته مدعوما من بوتين وان الفضل يعود للاخير بإيصاله الى السلطة عبر تزوير الانتخابات السابقة.
حتى ان هناك بعض الاطراف في امريكا اعتبرته جاسوس روسي اتى ليخرب العالم الامريكي الجميل ولضرب المصالح الامريكية في العالم وخاصة تلك التي تمددت نتيجة العولمة.
ان التصعيد الحاصل منذ يومين ضد روسيا بمناسبة اعتقال المعارض الروسي الشهير : نافالتي يشير الى ان المعركه بين القطبين الدوليين قد بدأت باكرا ، خاصة اذا اضفنا اليها العقوبات التي فرضتها امريكا حديثا على الشركات العاملة على مد انبوب الغاز المسمى السيل الشمالي.
بالنسبة للانتلجاسيا التي تدير الحزب الديمقراطي والتي تلتف حول هيلاري كلينتون والرئيس اوباما،
فان روسيا تشكل عدوا استراتيجيا وعسكريا شرسا وربما يتقدم بدرجة الخطورة الداهمة على الخطر الصيني لان روسيا متوفقة عسكريا على الصين وحتى على امريكا في بعض مجالات الصواريخ الفرط صوتية الجديدة.
بالنسبة للديمقراطيين العداوة للصين ولروسيا ولايران واجبة والاختلاف على الترتيب
الصين اولا ام روسيا.
اما ترامب فقد كان ساهيا عن هذه الامور وكل همه جلب الفلوس بالتشبيح والبلطجة.
وربما تخليه عن مواجهة الخطر الصيني والروسي العسكريين هو ما ادى الى تخلي المؤسسة عنه.
ولكن ما هو الموقف الروسي وكيف تتعامل روسيا مع الخطر الامريكي.؟
في روسيا تيار ضعيف لا يجد في امريكا او الغرب بشكل عام خطرا ويدعو الى الالتحاق بالغرب عبر المشاركة في حركة الاسواق العالمية وعبر تبني الليبرالية.
وهناك جناح اخر وهو الاقوى وهو الموجود في السلطة والذي يدرك الخطر الامريكي و لكن يعتقد ان هناك طرق اخرى ، غير المواجهة
للتعامل مع امريكا وهي التلويح الدائم لامريكا بالاستعداد للشراكة معها وطي صفحة الصراع والمواجهة.
هنا ايضا يبرز اتجاهين
الاتجاه الاول وهو ضعيف ومنظره الكسندر دوغين يجزم بان امريكا لن تقبل ابدا الشراكة مع روسيا وان الطابع الرئيسي للعلاقة بينهما هو العداوة.
الاتجاه الثاني يعتقد ان امريكا قد توافق بالتحالف مع روسيا لتشكيل حلف مشترك ضد الصين والقوى الصاعدة الاخرى.
هذا التيار الذي يحلم بالشراكة مع امريكا وان كان حذرا ويحتاط لمخططاتها العدوانية،
هو الذي يمسك دفة الحكم والمسيطرحاليا.
ما هو المتوقع بعد تسلم الادارة الجديدة؟
الواضح ان ترامب ترك للادارة الجديدة هموما لا تحصى ولا تعد
من سوء ادارة ملف كورونا الى عداوة تقريبا مع الجميع
مع احتقان داخلي وانقسام عرقي وطبقي ومناطقي.
غير ان تركيب الادارة الجديد والذي اكثره يعتبر خبير بالملف الروسي وخاصة مدير السي اي اي الجديد يؤشر الى مبادرة سريعة لافتعال خصومة كبيرة مع روسيا وذلك لاخذ الانظار بهذا الاتجاه ولابتزاز روسيا.
الايام القادمة ستكون حافلة بالملفات التي ستفتح لروسيا
من حقوق الانسان الى اوكرانيا والقرم الى جورجيا الى خط السيل الشمالي.
اختم بالقول انه سواء اكانت روسيا تناور او تقدم عروضا مغرية لامريكا الا ان الاكيد ان امريكا لا تفهم الا لغة القوة ولا تقبل بالشراكة مع احد.