مؤشرات عالمية مقلقة بقلم الدكتور غسان غوشة
بعد يومين تنتهي الانتخابات الامريكية ولكن لا ندري كم من الايام ستكون لازمة لنعرف النتيجة،
وهل ستمر على خير ام ان امريكا ستدخل في مرحلة اضطرابات وتشنجات خطرة وردود فعل عنيفة..
لو وضعنا هذا الموضوع جانبا،
فان الحرب في ناغورني قرة باخ تكاد تبلغ مدى شديد الخطورة مع احتمال سقوط العاصمة ستيبانكرت اذا سقطت مدينة شوشا
المحاصرة والتي لا تبعد اكثر من خمس كيلومترات عنها.
سقوط العاصمة قد ينقل المعركة الى مستوى اعلى من الخطورة بين البلدين مع احتمال تدخل روسي مباشر او غير مباشر ولكن بمستوى اعلى مما سيؤزم علاقة روسيا بتركيا بشكل كبير ولا ندري اين تذهب الامور بعدها بين الاثنين وكيف سينعكس ذلك على الساحة السورية والليبية
الموضوع الثالث الخطير جدا هو استفحال جاءحة الكورونا في العالم بشكل عام وفِي اوروبا وامريكا بشكل خاص ولجوء بعض الدول كفرنسا الى الاغلاق الشامل تفاديا لتكاثر الاصابات والوفيات في هذه البلدان وخروج المستشفيات من القدرة على استيعاب العدد الهاءل من الحالات.
كيف سيؤثر كورونا على فرنسا واوروبا اقتصاديا وسياسيا
هذه المرة ولان الاقفال سيكون طويلا وقاسيا لن تستطع الدول ان تتحمل عن الشركات والافراد تبعات الاقفال اقتصاديا
ولان اكثر الخبراء الاقتصاديين العالميين كانوا ،حتى ما قبل الكورونا يتوقعون ان تكون سنة ٢٠٢١ سنة ازمة اقتصادية كبرى،
ولَم يكن يعاكس هذا الرأي سوى ترامب،فان جاءحة الكورونا والتي ستمتد لسنة اخرى على الاقل ستتسبب بنشوء اكبر ازمة بطالة في الدول الغربية وخاصة في اوروبا وامريكا.
لذا نحن بلا ادنى شك، امام ازمة اقتصادية خانقة ستضرب فرنساواوروبا
وسينتج عنها فقدان الملايين لاعمالهم وسنكون بوضع شبيه بوضع
اوروبا في ثلاثينيات القرن المنصرم
وهنا ستكون المجتمعات الاوروبية لقمة صاءغة امام اليمين الفاشي والافكار العنصرية والتي سيطرت على ثلاث دول اوروبية في القرن الماضي
وهي المانيا وايطاليا واسبانيا.
والسوؤال الخطر الان :
هل ستكون الجاليات العربية والمسلمة في الغرب هي الضحية للحركة الفاشية والعنصرية الاوروبية الجديدة والتي ستتصور ان حل الازمااة الاقتصادية في اوروبا سيكون بطرد الجاليات المسلمة منها
وهكذا يمكن ان ينشأ جوا موبوءا
وخطرا على المسلمين في اوروبا ،
وكذلك كرد فعل عليه يمكن ان يتأثر العيش المشترك الاسلامي المسيحي بهذا الجو الخبيث في بلادنا .
ان العالم سيواجه اضطرابات خطيرة في القادم من الايام والاسابيع ولا توجد حلول لهذه الازمات الاقتصادية
ولا تسويات سهلة للصراعات الاقليمية
ان اي قرار تتخذه اوروبا بتصعيد المواجهة مع المسلمين سيكون شديد الخطورة على السلم العالمي خاصة ان هناك دول وتيارات اسلامية متطرفة ستعمل على صب الزيت على النار واذا استمر ماكرون في سياسة التصعيد وتحويل الازمة الى ازمة اوروبية مع تركيا والعالم الاسلامي فان هذا لشر مستطير.
يضاف الى ذلك ان امريكا سواء فاز ترامب ام بايدن ، فانها ستستمر بدعم اسراءيل وستضغط اكثر على الانظمة العربية لتستسلم للكيان الصهيوني
ولا تستغربوا ان تعمل هذه الانظمة على طرد فلسطين من الجامعة العربية.
وللاسف الشديد قد تلجأ دولة الكيان باقناع دول الخليج العربي بشق قناة مالية تصل البحر الاحمر من العقبة باتجاه البحر الابيض مما سيؤدي الى الاستغناء عن قناة السويس وموت مدن القناة اقتصاديا .
وهكذا تكون مصر اول الخاسرين الكبار من مؤامرة التطبيع التي كان لها الفضل بافتتاحها.
خلاصة:
اذا لم تسود لغة التعقل في اوروبا
ولغة العقل والحكمة في الدول العربية واذا لم يفهم حكامنا العرب ان التنازل في الموضوع القومي وفِي قضية فلسطين هو عار وخيانة وحتى ضد مصلحتهم الخاصة ،
فاننا سنكون امام عالم شديد الخطورة ولا نملك استراتيجية واضحة لمواجهته،
يبقى انه علينا داءما ان نسعى.