مقالات مختارة

إيران تربح برغم كل الزوابع أحمد مصطفى

 1-      مشكلة امريكا مع ايران

 

تريد أمريكا التهرب من سداد إلتزاماتها المالية أمام إيران المقدرة بحوالي ١٥٦ مليار دولار، فلهذا تنصلت من الإتفاق النووي مع ايران، لأن أمريكا نفسها لديها أزمة اقتصادية طاحنة ومستوى مديونية لأكثر من ١٠٠% من الدين العام – وحرب تجارية مع الصين خسرتها – وحتى مع تخفيض الإحتياطي الفيدرالي أمس للمرة الثانية سعر الفائدة، فإن هذا لن يجذب المستثمرين لزيادة الإستثمار في أمريكا لإرتفاع أسعار اليد العاملة والوقود تكاليف الإنتاج عن شرق آسيا ودول أمريكا اللاتينية.

 فلا تصدقوا الأمريكان أن لديهم احتياطيات نفطية تغنيهم عن النفط العربي – هذا “تخريف” إعلامي رسمي يقال فقط للمناورات الأمريكية، للضغط على حكومات الخليج خصوصا ال سعود وزايد، حتى لا ينفذوا تخفيض انتاج النفط الخام من خلال اتفاق أوبك وروسيا – وأن غالبية الإقتصاد الأمريكي اقتصاد غير حقيقي يقوم على المعلوماتية والإتصالات والتيسير، وهذا في منتهى الخطورة، وخصوصا عندما تأثر بعد أزمة شركة هواوي الصينية – والتي تم حلها في قمة العشرين بعد اعلان الرئيس الصيني بعدم تداول آي فون داخل الصين وخسارة مليار مستهلك صيني.  

وبرغم كل ما حدث – تم الإتفاق ما بين الصين وايران على صفقات تجارية بقيمة ٤٠٠ مليار دولار اعلن عنها منذ يومين، بعد حصول الصين على  خصومات هائلة في مجال النفط والغاز – وضربة في الصميم للعقوبات الأمريكية، التي لم ولن تفلح مع ايران منذ ٤٠ عاما ولا الحرب التجارية التي خسرتها امريكا امام الصين.

ربحت إيران ٤٠٠ مليار، وهي تقول لأمريكا سنجعلكم تعودون للاتفاق النووي، حتى وإن ماطلتم وتحالفتم مع الشيطان اجلا ام عاجلا، وسنرى ماذا سيحدث بين البلدين في الإجتماعات السنوية للجمعية العامة للأمم المتحدة.

 2-      ردود الأفعال الدولية تجاه ايران

فرنسا – ليس لدينا دليل يدين إيران – ألمانيا مددت عدم توريد اسلحة لآل سعود لمدة ٦  أشهر أخرى – اليابان ليس لدينا دليل – أمريكا ومؤسساتها متخبطة – الهند ستستبدل النفط السعودي بغيره روسي أو إيراني – الصين حسمت موقفها مع ايران، والصفقات النفطية والغازية مع إيران تتضاعف، كما ذكرنا أعلاه.

في إسرائيل يخسر نتنياهو الإنتخابات من خلال حزبه الليكود أمام حزب ازرق ابيض والذي رفض اي إئتلاف برلماني بين الحزبين، واستحالة ان يصبح نتنياهو رئيس وزراء مرة اخرى – وهناك حكومة جديدة ستتشكل، وتخلى ترامب من خلال تغريدة عن حليفه نتنياهو وانه في تحالف مع إسرائيل كدولة وليس نتنياهو او غير!!! – والوضع في اسرائيل مرتبك سياسيا – طبعا روسيا وتركيا موقف متطابق: “على الأطراف ان تجلس سويا، وتحل بشكل سياسي سلمي للأزمة اليمنية.”

3-       فشل الإعلام الأمريكي والسعودي

للاسف، شبه الإعلاميون السعوديون إستهداف آرامكو، باستهداف أبراج التجارة في منهاتين في حادث ١١ سبتمبر في ٢٠٠١ – ذلك الحادث الذي أقرت به المحاكم الأمريكية بتورط ١٥ سعودي في هذا الحادث، كما تدفع الإدارة السعودية تعويضات عنه حوالي ١٥ مليار دولار لعائلات الضحايا – أتمنى على “الإعلام” السعودي والعربي الموالي له أن يكف عن هذا الهراء – لأن هذا يذكر بمن هو الإرهابي الحقيقي في العالم.

لماذا لم يوجه الإعلام السعودي والإماراتي، ومن والاهم من أبواقهم الإعلامية في مصر، اللوم على الإدارة الأمريكية التي تحصلت منهم على 450 مليار دولار منذ 2017 الى الآن، واعطتهم منظومات باتريوت فاشلة لم تتمكن من حماية مؤسسات استراتيجية كـ مواقع شركة آرامكو؟

وهل المفترض من الطرف الآخر في الصراع “الجيش اليمني، ولجانه الشعبية ” أن يضربهم بشكل معلوم مسبقا ويعلمهم بإحداثيات ضرباته (شمال، جنوب، شرق، غرب) – ونحن نعلم ان هذه المسيرات قد تناور وتلف حول الهدف بما يخالف كل التخريف الذي تداول في الإعلام الأمريكي (حتى يزيح اللوم عنه، وإلقاء اللوم بشكل مسبق ونمطي على ايران) – والإعلام السعودي والإمارتي (لتضليل الشعبين السعودي والإماراتي، وعدم الضغط على القوات السعودية والإماراتية ومرتزقتهم للخروج الآمن من اليمن).

4-       نقاط استراتيجية

أليس كل ما يحدث في اليمن لخدمة مصالح أمريكا وبريطانيا واسرائيل، ومحاولة سيطرتهم على مضيق عدن وعلى البحر الأحمر بشكل تام، يخدم مشروع قطار بري يربط اسرائيل بالسعودية عن طريق الأردن؟ هذا المشروع المواز لـ “قناة السويس” وتضر بمصالح مصر الإقتصادية والإستراتيجية، ولماذا ال سعود وال زايد لا يمدون خط سكة حديد يربطهم بلبنان أو سوريا إذا كانت نواياهم بمصر سليمة؟!!

وعليه وكما يعتمد ال سعود وزايد على اسرائيل، وينفتحون على التطبيع معها بكل بجاحة – يعتمد الجيش اليمني ولجانه الشعبية من الحوثي على تيار المقاومة وعلى ايران وهذا من حقهم – لانه ما هو حلال لغيري ليس حراما علي – ايضا مع وجود مشروع طريق الحرير – فالصين ايضا قد لا يروق لها سيطرة امريكا على هذه المنطقة أيضا، وخصوصا وان لها قاعدة حربية حاليا في جيبوتي تحمي هذا المشروع في القرن الإفريقي وشرق افريقيا وان هذه المنطقة تكمل مشروع الممر التجاري الصيني الباكستاني، وعليه فقد نصحت باكستان بعدم ارسال اي قوات لما يسمى التحالف السعودي الإماراتي في 2015.   

واخيرا – إيران تحضر إجتماعات الجمعية العامة للامم المتحدة بكل ثقة – القوي يفرض نفسه هذه حقيقة.

الكاتب هو باحث مصري في الشؤون الاستراتيجية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى