آني ماشون : الاتهامات البريطانية لروسيا ملفقة
آني ماشون كاتبة وإعلامية مؤلفة وناشطة سياسية ومستشارة للعلاقات العامة، هي ضابط مخابرات سابق في MI5 – وكالة الاستخبارات البريطانية.
في مقابلة مع اني ماشون حول محاولة اغتيال عميل MI6 السابق وضابط الاستخبارات الروسي، سيرجي سكريبال، قالت: “حاولت خلال مقابلاتي السابقة ان اظل ثابتًة، بالرغم من هستيريا وسائل الإعلام البريطانية حول هذه القضية، وتابعت: “منذ اللحظات الاولى والحكومة البريطانية مصرة على اتهام روسيا بمحاولة تسميم العميل سكريبال بغاز الاعصاب، ولم تمنح الشرطة البريطانية ووكالات الاستخبارات الوطنية الفرصة للتحقيق في القضية واعطاء الدلائل اللازمة لثبيت الاتهام”.
ولفتت ماشون الى ان اكتشاف المادة الكيميائية التي تم استخدمها في محاولة الاغتيال او تأكيد عملية التسميم من خلال أي مادة كيميائية اخرى يحتاج الى اكثر من اسبوعين وهذا ما يؤكد ان الحكومة البريطانية اتهمت روسيا من دون أي دليل او اثبات.
واضافت: “ان التحقيقات في العادة تأخذ اسابيع واشهر بينما في حالة سكريبل احتاجت بريطانية لساعات فقط من اجل توجيه الاتهام لروسيا”.وتابعت: “لسوء الحظ، شجعت المملكة المتحدة حلفائها في موجة غير مسبوقة على طرد جماعي للدبلوماسيين الروس حول العالم”. واوضحت قائلة: “المعلومات الاستخبارية ليست دليلاً، وكما نتذكر جميعا وبشكل مؤلم للغاية حرب العراق في العام 2003، حيث اعتمدت الدول المشاركة في الغزو على معلومات استخباراتية تم نسجها لتتناسب مع الحقائق السياسة المحددة سلفا ما ادى الى تدمير البلاد وتشريد شعبها وقتل عدد كبير من المدنيين الابرياء”.
وبينما أشار الكثيرون بأصابع الاتهام إلى موسكو طرحت ماشون سؤالاً حول دوافع روسيا من القيام بذلك، وقالت: “للتحقيق في هذه القضية هم بحاجة الى معرفة … ماهية الدافع حول اغتيال سكريبل، فهو تم القبض عليه سابقا من قبل الروس، وتمت محاكمته وإدانته، وأرسل إلى السجن، ثم أطلق سراحه وعفا عنه الروس، وأُعيد إلى المملكة المتحدة وهو يعمل مع الـ MI6 ويعيش في المملكة المتحدة. إذن ما هو دافع روسيا وراء محاولة اغتياله اذا كان هو يخدم مصلحتها هناك؟”.
وحول الدوافع تساءلت: “ما هو هدف الروس وراء اثارة هذه قضية في الوقت الحالي، أي قبل الانتخابات الروسية وقبل كأس العالم المقرر اجرائه في روسيا هذا العام وفي ظل الاتهامات المتكررة غير الواضحة تجاه الروس في معظم القضايا العالمية”. لافتة الى ان محاولة الاغتيال جاءت بتوقيت استثنائي من ناحية تحويل الانظار عن البريكست أي قرار الخروج من الاتحاد الأوروبي وعن التحقيقات الاميركية بشأن المزاعم حول التدخل الروسي في الانتخابات الاميركية”.
واضافت: “على الحكومة البريطانية التحقق من الاشخاص الذين كان يتواصل معهم سكريبل على هاتفه الشخصي ومن المعلومات المتواجدة على كومبيوتره الخاص”.
ولفتت الى ان السلاح الكيميائي الذي تحدثت عنه الاستخبارات قد تم تطويره في روسيا في السبعينات والثمانينات وقد تفاخرت بريطانيا العام الماضي بتفكيكها لكافة الاسلحة الكيميائية التي كانت متواجدة في عهد الاتحاد السوفيتي، وبالتالي لا يعني بالضرورة أن الهجوم كان عمل روسي، فهذه المواد متواجدة ايضا في ألمانيا والولايات المتحدة والمملكة المتحدة وايران واسرائيل وباكستان”.
وابدت ماشون استغرابا واضحا حول عدم السماح لروسيا بأخذ دورها الطبيعي في عملية التحقيق داخل بريطانية، وقالت ان وجود محققين روس مهم جدا لانهم على معرفة بهذا العميل واسلوبه وجذوره”.
وحول ما اذا كانت محاولة اغتيال سكريبل وابنته مجرد “عرض استعراضي” بحيث لا يزال هو وابنته على قيد الحياة وهم يتعافون ايضا قالت ماشون: “هذا مستغرب جدا لان نوع السم الذي استخدم يقتل بدقائق وهنا دور الشرطة البريطانية للتحقيق بشكل جدي وشفاف لمعرفة كيف بقي هؤلاء على قيد الحياة”.
ودعت الى المقاربة بين عملية اغتيال الأخ غير الشقيق لزعيم كوريا الشمالية كيم جونج أون، التي توفي بعد لحظات من تعرضه للتسمم، بمواد كيميائية طورتها بريطانية في الخمسينات وبين قضية سكريبل.
كما تساءلت ماشون عن سبب عدم حماية الاستخبارات البريطانية لسكريبل بشكل جيد فهو عميل في الـ MI6، وكان يجب ان يكون لدى المنظمة التي يعمل لديها ادنى معلومات عن وجود مؤامرة لاغتياله، وقالت ان النقطة الرئيسية هي في طريقة تسميمه، مؤكدة: “انه كان على الشرطة والاستخبارات البريطانية اخذ المزيد من الوقت لإجراء التحقيقات فنحن لا نعرف الكثير بينما في الوقت عينه نلقي الاتهامات من دون دلائل”.
واعتبرت ماشون ان العلاقات البريطانية الروسية ستشهد توترا غير مسبوق بعد حادثة سكريبل وهذا التوتر سيضر بالدولتين على حد سواء. واعتبرت ان لروسيا عملائها في بريطانيا منذ الحرب الباردة وارتفعت نسبة استخباراتها بسبب مخاوفها من ظاهرة الارهاب، ورات ان على الغرب التعاون مع روسيا في ردع الارهاب عن الشرق الاوسط والعالم، وقالت انه من الافضل ان تكون الدولة المضيفة على علم بالعملاء الاجانب لديها ويكونوا تحت ناظريها افضل من العملاء المتوارين”.
وفي النهاية رات ماشون ان الدور الان يعود لرئيسة الوزراء تيريزا ماي التي يجب ان تحفظ ماء وجه بريطانية بعد ان اججت الجميع ضد روسيا، وعليها العمل على كشف الحقائق وفسح المجال امام الشرطة البريطانية لإجراء التحقيقات وايجاد الدلائل.
ترجمة ناديا حمدان