التقرير الدوري لمراكز الابحاث الاميركية 9/2/2018
نشرة دورية تصدر عن مركز الدراسات الأميركية والعربية
9 شباط – فبراير/ 2018
المقدمة
تشتد المنافسة بين الحزبين الجمهوري والديموقراطي، في واشنطن، على خلفية الجدل المواكب لمذكرات لجنة الاستخبارات في مجلس النواب، وسعي الديموقراطيين للرد على ملخص مذكرة أعلن عنها قادة الحزب الجمهوري تثير الشبهة حول أداء مكتب التحقيقات الفيدرالي ووزارة العدل، على السواء، باستغلال القوانين السارية للحصول على إذن قضائي بمراقبة مواطن ما، وعدم الامتثال التام لشروطها.
في البعد الاستراتيجي العام، يستعرض قسم التحليل احتمال نشوب حرب في الفضاء الخارجي، بين الولايات المتحدة من جهة، وروسيا والصين على الطرف المقابل؛ واللتين تحثان الخطى للحاق والتقدم على منجزات التقنية الأميركية في الفضاء الخارجي، وتداعيات أي مواجهة محتملة في الفضاء على أميركا.
ملخص دراسات واصدارات مراكز الابحاث
أميركا تنشط لعسكرة الفضاء
استعرضت مؤسسة هاريتاج الخطط الأميركية طويلة الأمد لاستثمار التفوق العسكري في مجالات شتى والتي كان لها “بعداً للأمن القومي منذ ما ينوف عن ثلاثة عقود.” وشددت على أن تقنية الأقمار الإصطناعية رمت لتحقيق جملة أهداف منها “تبوء موقع مرتفع متقدم لمراقبة القوات العسكرية ومراكمة معلومات استخباراتية فضلاً عن تعزيز الهيبة الأميركية في الصراع الايديولوجي أبان الحرب الباردة.” واضافت أن جداراً سميكاً من السرية فرض على طبيعة عمل “أقمار الإستطلاع الأميركية” خلال الحرب الباردة وتلاشت بعض التصنيفات السرية منذ عام 1991 عقب انتشار صور فوتوغرافية التقطتها أقمار اصطناعية لمجريات حرب الخليج وانتشارها بشكل واسع.
https://www.heritage.org/military-strength/space-201-thinking-about-the-space-domain
مؤشر القوة العسكرية الأميركية
أكدت مؤسسة هاريتاج، في مساهمة أخرى، على المهام المنوطة بالقوات العسكرية الأميركية التي تتجاوز المألوف في “الدفاع عن البلاد .. بل مهمتها الأساسية هي إتاحة الفرصة (للقادة السياسيين) فرض قراراتهم بشكل مباشر” على خصوم الولايات المتحدة. واستطردت أن تحقيق ذلك يستدعي “استخدام القوة العسكرية للاتساق مع المصالح القومية الحيوية بالتصدي للتهديدات الماثلة وفي سياق أرسال الرسائل المطلوبة للآخرين.” وأوضحت أن المتغيرات في “ساحات العمليات وحجم التهديدات ونشر القوات العسكرية الأميركية” تخضع لمراجعة مستمرة لتلائم السياسات الدفاعية وحجم الاستثمارات.”
https://www.heritage.org/military-strength/executive-summary
تناولت مؤسسة هاريتاج، ايضا وثيقة الإدارة الأميركية “استعراض الموقف النووي، وما رافقها من نسج أساطير حول “نشوب حرب نووية احتكرت التغطية الإعلامية،” وفق وصف المؤسسة. وأوضحت أن الوثيقة جاءت ثمرة مراجعات مستفيضة “للتطورات الدولية الخطرة مثل عودة روسيا للمسرح الدولي والتهديد الذي تمثله الصين على وضعية القوات النووية الأميركية.” وشددت على أن المقترحات والتوصيات المتضمنة في الوثيقة “أن تمت ترجمتها فستؤدي إلى مستقبل عالمي أكثر أمناً.”
https://www.heritage.org/missile-defense/commentary/5-myths-about-the-nuclear-posture-review
أعرب مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية عن اعتقادة بأن الوثيقة النووية المذكورة “هي الأطول تمهيدياً في تاريخ استعراض وضعية القوات النووية .. بل جاءت مطابقة للنسخة المسربة لوسائل الإعلام الشهر الماضي.” وأضاف أن الوثيقة مليئة بالمفارقات استناداً إلى ردود الأفعال الأولية إذ “تفتح الباب مشرعاً أمام نشوب حرب نووية أو إغلاقه؛ ترفع سقف الأسلحة النووية وفي نفس الوقت تخفضه .. تجنح بعيداً في الايحاء بنهج تصعيدي مع روسيا والصين، وفي نفس الآونة لا تذهب بعيداً كما يجب” في التفاصيل.
https://www.csis.org/analysis/nuclear-posture-review-more-things-change-more-they-stay-same/?block3
استهل معهد كارنيغي استعراض وثيقة “استراتيجية الأمن القومي” المعلن عنها نهاية العام الماضي برصد سيل من الانتقدات التي اعتبرتها انتقاصاً من التشديد على “القضايا الحاسمة .. كدعم الديموقراطية وحقوق الأنسان في الخارج.” واستشهد المعهد بانتقادات وجهتها مستشارة الأمن القومي السابق، سوزان رايس، إذ تضمنت “قصوراً في تضمين مصطلح حقوق الأنسان؛” إضافة لهيئة تحرير يومية واشنطن بوست التي اعتبرت الوثيقة “خالية من أي التزامات لنشر الديموقراطية وحقوق الانسان،” والتي لا ينبغي التغاضي عنها.
سوريا
اعتبر مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية انقضاء عام 2017 بأنه أرسى “تحولاٌ هاماً” في الحرب على سوريا تمثل “بطرد داعش من عاصمة خلافته في الرقة .. واستعادة الرئيس بشار الأسد مناطق سكنية أساسية ومواقع استراتيجية في وسط البلاد وعلى ساحلها، والتمدد الى الحدود الشرقية لتيسير سبل الاتصالات واللوجستيات للمليشيات المؤيدة لايران.” واستطرد بالقول ان المحصلة العامة لتلك الانجازات “لا تزال غير حاسمة .. إذ أن بسط الأمن في المناطق المحررة من داعش يستند إلى آلية الحكم واستعادة عمل الخدمات العامة.” وحذر المركز من تداعيات التدخل التركي في مناطق يقطنها سوريون أكراد والذين “قد يلجأون الى الابتعاد عن الانخراط بمهام مكافحة الإرهاب وبسط الاستقرار لمواجهة تركيا، حليفة الولايات المتحدة.”
https://www.csis.org/analysis/squaring-circle
إيران
استضاف معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى ندوة حوارية شاركت فيها الصحافية اللبنانية حنين غدار لاستعراض تقريرها الصادر حول “الفيلق الأجنبي لإيران: تداعيات الميليشيات الشيعية على السياسة الخارجية الأميركية.” من أبرز القضايا التي تضمنها التقرير: توقف التوازن السياسي في لبنان؛ تلاشي تحالف قوى 14 آذار وليس باستطاعته منافسة حزب الله؛ حزب الله في لبنان أضحى أقوى من أي وقت مضى؛ ما نلمسه في سوريا ليس ثمة ميليشيات شيعية منفصلة تقاتل نيابة عن نظام الأسد، بل مكونات لجيش منظم يقوده الحرس الثوري عبر قوات القدس؛ تمتع حزب الله ببعض الاستقلالية قبل عام 2011، لكن بعد اغتيال عدد من قادته الكبار عماد مغنية ومصطفى بدر الدين تولى قائد قوات القدس قاسم سليماني السيطرة على المجموعة. كما أن لواء الفاطميون الافغاني ولواء الزينبيون الباكستاني هم جزء من هذا المكون.
http://www.washingtoninstitute.org/policy-analysis/view/rolling-back-irans-foreign-legion