التقرير الدوري لمراكز الابحاث الاميركية 4/11/2017
نشرة دورية تصدر عن وحدة
“رصد النخب الفكرية”
في
مركز الدراسات الأميركية والعربية
المقدمة
في ظل إنشغال المؤسسات الأميركية المتعددة، الرسمية والخاصة، بتوجيه المحقق الخاص لوائح إتهام بحق ثلاثة من المسؤولين السابقين في حملة الرئيس ترامب الإنتخابية، جاء الهجوم الإرهابي على المارة في مدينة نيويورك ليحول الأنظار مرة أخرى عن الأولويات اليومية.
كما أن الصراعات والتوترات “الشخصية” بين الرئيس ترامب وعدد من قادة حزبه الجمهوري فرضت نفسها على الأجندة اليومية للفريقين، وسعي القيادات النافذة في لجان الكونغرس إحياء الجدل حول الصلاحيات الرئاسية في نشر قوات أميركية خارج الحدود وشن الحروب، في أعقاب مقتل عدد من جنود القوات الخاصة في النيجر.
سيسلط قسم التحليل الضوء على قرار التفويض الرئاسي المسنّ عام 2001 بعد هجمات أيلول في ذلك العام، وشكل ذريعة للسلطة التنفيذية للتدخل في سوريا وعدد من الدول الأفريقية التي لم يعلن عنها بكثافة في وسائل الإعلام.
ملخص دراسات واصدارات مراكز الابحاث
جدل التفويض الحربي والنيجر
مقتل جنود أميركيين في النيجر من نخبة القوات الخاصة أعاد الجدل داخل الكونغرس لمربعه الأول لناحية حدود الصلاحيات التي أوكلها للسلطة التنفيذية في نشر قوات أميركية في مناطق متعددة من العالم، على خلفيات الأجواء المشحونة في أعقاب هجمات 11 أيلول 2001. واوضح مركز الدراساست الاستراتيجية والدولية أن الجدل يتجدد بين الفينة والأخرى حول التعامل العصري مع الغموض المتضمن في النصوص الأصلية واستغلال الادارات الأميركية المتعاقبة تلك الثغرات لتمضي قدماً في تعزيز استراتيجياتها في التدخل العسكري المباشر. كما أسهمت التوترات بين بعض قيادات الكونغرس من الحزب الجمهوري والرئيس ترامب في سعي اللجان المختصة لتحديث التفويض بقانون جديد يحد من سلطات السلطة التنفيذية. الادارة الراهنة، اتساقاً مع أسلافها، ترمي للإبقاء على الصيغة الراهنة وعدم المس بصلاحياتها في قرار التدخل العسكري، اينما ومتى تراه مناسباً.
https://www.csis.org/analysis/what-does-niger-have-do-aumf
وشاطر الرأي معهد هدسون بقوله ان “الوفاة المأساوية” لعدد من القوات الخاصة “أعادت لدائرة الضوء حقيقة عملياتنا في النيجر،” موجهاً انتقاداً حاداً “لأعضاء الكونغرس الذين يدّعون عدم معرفتهم بتواجد قوات أميركية في النيجر هم إما أصابهم نسيان مذهل أو إنهم غير صادقين.” وشدد المعهد أن أولئك الأعضاء الذين تظاهروا بعد المعرفة فإن المسؤولية لا تقع على كاهل البنتاغون لا سيما وأن قائد “القوات الأميركية في افريقيا – إفريكوم، الجنرال توماس وولدهاوزر، أحاطهم علماً” بذلك منذ زمن، فضلاً عن توفر المعلومات بذلك “للذين تقتضي مسؤولياتهم اصدار التفويض وإقرار الأموال الضرورية لتسليح القوات الأميركية التي نرسلها لمناطق الخطر.”
https://www.hudson.org/research/13972-why-are-american-forces-in-niger
سوريا
استهزأ مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية بحجم التحالف الدولي العامل في سوريا مقابل الحكومة السورية وحلفائها المعدودين “لا يوجد ما يثبت أن الرقم ثلاثة هو أكبر من 73،” في إشارة الى سوريا وروسيا وايران مقابل الولايات المتحدة والدول المنضوية تحت لوائها في محاربة سوريا. موضحأً أن “التحالف الثلاثي .. استطاع فرض شروطه على وضع يتسم بالعنف والفوضى.” واستطرد أنه ربما النظرة لقيام تحالفات “أمر مبالغ به .. ويتعين على الولايات المتحدة عند هذا المفصل عدم إيلاء الأهمية لكسب دول العالم الى جانبها.” وفند المركز الاهداف الأميركية المعلنة في سوريا والمستندة الى ثنائية “إلحاق الهزيمة بتنظيم داعش وعدم قتال الرئيس السوري بشار الأسد، بيد أن البعدين تربطهما صلة دائمة .. بيد أن الولايات المتحدة راهنت على سلوك طريق تستطيع الاستغناء فيه عن كليهما معاً.”
https://www.csis.org/analysis/allies-and-influence
لبنان
استضاف معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى ندوة حوارية محورها حزب الله “وكيفية الحيلولة لنشوب حرب ثالثة في لبنان،” يوم 25 أكتوبر المنصرم، شارك فيها ثلة من ألمع القيادات العسكرية الغربية: رئيس الأركان السابق للجيس البريطاني، ريتشارد دانات؛ قائد وحدة (الإرهاب الدولي) في المخابرات البريطانية، ريتشارد كيمب؛ رئيس هيئة الأركان الألمانية ورئيس اللجنة العسكرية في حلف الناتو، كلاوس نومان. إنطلق الثلاثي من فرضية قيام “حزب الله بشن حربً أخرى .. ضد إسرائيل والولايات المتحدة وحلفائهما؛ وستشعر إسرائيل بأنها مجبرة على الرد بعدوانية وقوة وسرعة كبيرة.” وأضاف الفريق أن الرد “الإسرائيلي سيوقع أعدادً كبيرة من الضحايا بين المدنيين، وسيلجأ الحزب لتحريض المجتمع الدولي ضد إسرائيل واتهامها بارتكاب جرائم حرب. ولهذا السبب بالذات، من غير المرجح أن تنظر إسرائيل في شن حملة إستباقية كبرى في لبنان.” واعتبر الثلاثة ان حزب الله راكم خبرات قتالية وقدرات استراتيجية وأصبح “الآن أقرب الى قوة عسكرية موحدة مع هيكلية وتسلسل واضح للقيادة .. ولدية نحو 25 ألف مقاتل ناشط و 20 ألف مقاتل احتياطي.” وشدد الثلاثي على أنه يتعين على “الغرب ادراك أن حزب الله أصبح يشكل تهديداً كبيراً، ليس على إسرائيل فحسب، بل على الشعب اللبناني أيضاً.” وحذر الثلاثي دول الغرب مجتمعة بأنه آن الآوان لتعديل سياساتها نحو لبنان والإقرار بأنه “لم يعد منفصلاً عن حزب الله، وإذا فشل في ذلك فإن الخطر سيزداد سوءاً .. وينبغي على إدرة (الرئيس) ترامب التصريح بأنه يحق لإسرائيل الدفاع عن نفسها في أعقاب هجمات حزب الله؛ وعلى الدول الاوروبية ادراج (الحزب) بكامله ككيان إرهابي.”
http://www.washingtoninstitute.org/policy-analysis/view/hezbollahs-terror-army-how-to-prevent-a-third-lebanon-war
تونس
اعتبر معهد كارنيغي أن “عدوى الفساد في تونس تشكل زعزعة لاستقرارها، وتلوث كافة المستويات الأقتصادية والأمنية والنظام السياسي.” وزعم المعهد ان نظام زين العابدين بن على “شدد قبضته على ظاهرة الفساد آنذاك بيد أنها أضحت مرضاً مستوطناً .. وباتت أكثر انتشاراً اليوم.” وشدد على أن نجاح البلاد في التصدي لتلك الظاهرة “وضمان استمرارية الانتقال الديموقراطي، يتعين على تونس شن حرب متزامنة على جبهتين: البيروقراطية القديمة والفساد المستشري.” وأضاف أن على المجتمع الدولي تقع مسؤولية توفير الدعم لذلك الجهد “بمساعدات وتقديم التمويل المركز.”
https://carnegieendowment.org/2017/10/25/tunisia-s-corruption-contagion-transition-at-risk-pub-73522
“إسرائيل“
استعرض معهد أبحاث السياسة الخارجية تداعيات حرب أكتوبر 1973، التي شكلت “أدنى مستوى في تاريخ دولة إسرائيل السبعين، وجاءت بعد 7 سنوات من الانتاصار الباهر في حرب الأيام الستة.” وأوضح أن الهجوم السوري المصري المنسق “استطاع تدمير أو القاء القبض على القوات الإسرائيلية المنتشرة، تحت غطاء مظلة من الصواريخ المتحركة المضادة للطائرات والتي كادت أن تعطل سلاح الجو الإسرائيلي.” ومضى المعهد باستعراض “قدسية” المناسبة التي حدثت في “يوم الغفران، أقدس يوم عند اليهود ..”
https://www.fpri.org/article/2017/10/israels-national-security-since-yom-kippur-war/
إيران
رحبت مؤسسة هاريتاج بإعلان الرئيس الأميركي “استراتيجيته الجديدة للتصدي لايران كونها توفر قدرٍ يسيرٍ من الأمل عن استعداد الولايات المتحدة” لللانخراط في الدفاع عن منطقة الخليج؛ مستدركة بالقول أن ذلك “يتطلب إدراك الساسة (الاميركيين) أن الإتفاق النووي لم يكن يرمي لكبح جماح إيران؛ بل لكبح جماح الولايات المتحدة.” واستطرد بالقول ان الاتفاق النووي “وفّر لإيران نجدة فورية من العقوبات الغربية المفروضة عليها مقابل تعهد إيران بحسن السلوك في المستقبل.” وشدد على أن إعادة تفعيل نظام العقوبات، بعد الاتفاق النووي، يتطلب “مساندة الدول الاوروبية، لا سيما وأن الأموال الإيرانية في طريقها للتدفق على الصناعات الأوروبية، ومن غير المرجح ان نحصل عليها.”
http://www.heritage.org/middle-east/commentary/iran-deal-was-not-about-iran
أثنى المجلس الأميركي للسياسة الخارجية على قرار الرئيس ترامب الخاص بالاتفاق النووي “إذ انتهج طريقاً وسطياً رمى لممارسة نفوذ أميركي أكبر على برنامج إيران النووي” وعدم خضوعه لأهواء فريقي إلغائه أو الإبقاء عليه. وأوضح أن إحجام الرئيس عن “المصادقة” ينبغي أن ينظر إليه في إطار أن “الأمر ليس جزءاً من الاتفاق الرسمي؛ بل شرط منفصل أضيف عام 2015 بقرار من الكونغرس لتعزيز قدرته الإشراف على المفاوضات التي كانت تجريها إدارة الرئيس اوباما.”
http://www.afpc.org/publication_listings/viewArticle/3640
أفغانستان
رحبت مؤسسة هاريتاج بقرار إدارة الرئيس ترامب الخاص بأفغانستان كونه “يختلف جوهرياً وبايجابية عن سياسة الرئيس اوباما .. ويشكل تحولاً ضرورياً ومرحباً به كونه يعكس واقع الأمر الراهن في أفغانستان الذي يختلف عما كان عليه عام 2001 أو حتى عام 2009 حينما وافق الرئيس اوباما على إرسال قوات جديدة هناك.” واوضح المعهد أبرز مزايا قرار الرئيس ترامب “… إذ أشّر على الإنتقال من استراتيجية تستند إلى جداول زمنية واستبدالها بأخرى تستند إلى شروط يتم تحقيقها؛ تتفادى الإعلان المسبق عن تاريخ محدد للإنسحاب ..” وشدد على أن الرئيس ترامب “أحجم عن رسم جدول زمني للإنسحاب التام، قائلاً أن الولايات المتحدة ينبغي أن تركز أنظارها على التطورات الميدانية ..”
http://www.heritage.org/middle-east/commentary/trumps-afghanistan-strategy-breath-fresh-air