داعش والقاعدة أدوات أميركية صهيونية
غالب قنديل
حصدت سورية والعراق مزيدا من الانتصارات في اليومين الماضيين نتيجة المعارك الضارية التي يخوضها الجيشان السوري والعراقي بمؤازرة القوى الشعبية المقاتلة وحلفاء محورالمقاومة والشريك الروسي وبينما حررت القائم الحدودية على المقلب العراقي حررت دير الزور المدينة السورية المهمة ومركز المنطقة الشرقية وخزان المحاصيل والنفط والغاز.
الأحداث الهامة التي وقعت خلال يوم أمس كانت صاخبة ومهمة للغاية ففي سورية فضح تحرير دير الزور مبلغ الاحتضان اﻷميركي لداعش بصورة سافرة عندما اتجهت فلول داعش المندحرة الى مواقع تسيطر عليها القوات العميلة للولايات المتحدة المسماة قوات سورية الديمقراطية وهذا ما يستكمل حلقات متصلة من عمليات اﻹخلاء اﻷميركية لمجموعات وقيادات داعشية بطوافات عسكرية أميركية بينما ذكرت تقارير صحافية أن المخابرات المركزية اﻷميركية نسقت خطوط انسحاب لحشود داعشية مهزومة في كل من العراق وسورية في اتجاه كل من تركيا واﻷردن والمعلومات المتداولة تقول ان واشنطن تنسق جداول اعادة استخدام وتوجيه لفلول داعش نحو اماكن جديدة في آسيا الوسطى وأفريقيا حيث ساحات التكليف الجديدة لخدمة خطط الهيمنة اﻷميركية.
تحرير دير الزور يمثل إنجازا مهما للجيش العربي السوري وحلفائه والقوات الرديفة وهو يتيح لقيادة القوات المسلحة السورية ان تحرك نحو أهداف جديدة وحدات كبيرة كانت منصرفة لمجابهة داعش في دير الزور ومحيطها طيلة السنوات الثلاث الماضية.
على مسافة بعيدة من دير الزور في أقصى الشرق السوري تحركت قوات العدو الصهيوني في أقصى الجنوب بالقرب من سفوح جبل الشيخ لتدعم قوات منظمة القاعدة اﻹرهابية في هجوم على بلدة حضر صده الجيش العربي السوري واﻷهالي بينما شهد الجولان العربي المحتل انتفاضة شعبية ومحاولة ابناء الجولان لتجاوز خطوط انتشار قوات العدو وحواجزها على خط الاشتباك لمؤازرة اهلهم وقواتهم المسلحة وبقدر مافضح الحدث علاقة الصهاينة بالقاعدة ودعمهم لها لوجستيا باﻷسلحة والذخائر وبالتغطية النارية فإنه أظهر تناغما أميركيا صهيونيا في تدعيم جبهة اﻹرهاب المتصدعة ومحاولة تنشيطها لمشاغلة الجيش العربي السوري وتشتيت جهوده لكن الوقائع القائمة والمحققة تجزم بأن الجيش العربي السوري يواصل مع القوات الحليفة والرديفة حملته الوطنية لتحرير كل حبة من التراب الوطني دون أي تردد بينما أظهر الحلفاء في الساعات الماضية مزيدا من التصميم والعزم على تحقيق اﻷهداف المقررة من القيادة السورية العليا وهذا ما حملته الطائرات الروسية الضخمة والصواريخ المجنحة في تجسيد حي وسريع لحاصل زيارة الزعيم الروسي فلاديمير بوتين إلى طهران.
ساد الوهم سنوات طويلة حول عداء اسرائيل والولايات المتحدة للجماعات المتطرفة الحاضنة للإرهاب التكفيري بينما يبرهن الميدان السوري على العكس تماما حيث تثبت الوقائع ما ذهبنا إليه قبل سبع سنوات باعتبار الحرب على سورية حربا أميركية صهيونية بالوكالة تشن بواسطة جماعات تكفيرية ارهابية متعددة الجنسيات حشدتها الوﻻيات المتحدة وحشدت لها الدعم بالسلاح والمال من خلال ثلاثي الحكومات التابعة في السعودية وقطر وتركيا وبالطبع بالشراكة مع دول الناتو … اليوم نتيجة ساطعة … الصمود السوري أفشل المخطط وهبة حلفاء سورية ترسم أفق انتصار كبير يقرع أبواب العالم.