بوتين والقرار الكبير
ناصر قنديل
– تكشف المعلومات الخاصة بالرسائل المتبادلة هاتفياً بين وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف والأميركي ريكس تيلرسون لأربع مرات خلال يومين على خلفية التهديدات الأميركية لسورية، بأنّ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أبلغ في الرسالة الأولى الرئيس دونالد ترامب أن لا مبرّر للقاء هامبورغ ما لم تتلقّ موسكو ما يؤكد الاتهامات الأميركية لسورية والتي تحوّلت تهديداً بضربة عسكرية أحادية، مبدياً استعداد موسكو في حال تلقي معلومات جدّية موثقة تستحق التحقيق اصطحاب محققين أميركيين إلى سورية ضمن وفد مشترك مع محققين روس لمعاينة الأمكنة الواردة في التقارير والتحقق منها بصورة مشتركة واتخاذ موقف موحّد تؤكد موسكو استعدادها للذهاب إليه بلا شروط إذا التزمت واشنطن بالمثل. فإنْ استدعى إدانة سورية فلن تتردّد موسكو، مقابل ألا تتردّد واشنطن إنْ استدعى الأمر تبرئة سورية ورئيسها وجيشها والاعتذار منهم.
– الجواب الباهت للبيت الأبيض بأن لا وثائق، لكن تقديرات استخبارية مبنية على مقارنات لتشابه تحركات سابقة دفع الأمور سلباً، فكانت الرسالة الروسية تحذيرية، مضمونها أنّ روسيا موجودة في سورية لغير أهداف السياحة وأنّ الحركة العسكرية بصواريخ وطائرات تخدم فيها قوات روسية يعني إهانتها والنيل من مهابتها وهو ما لا يمكن التساهل معه. وتتالت الحوارات الهاتفية الروسية الأميركية على مستوى الوزيرين لافروف وتيلرسون، وفقاً للمعلومات، حتى بلغت لحظة اتخاذ القرار الكبير، والسؤال هو ماذا لو تمّت الضربة الأميركية على خلفية معلومات لدى روسيا عن تحضيرات في درعا لحادثة تشبه خان شيخون؟ فكان القرار الذي اتخذه الرئيس بويتن بإبلاغ واشنطن أنّ أيّ عمل كيميائي بعد هذه التحذيرات سينظر إليه كعمل مفبرك لتبرير ضربة لسورية، منعاً لتقدّم قواتها على حساب داعش، وستتصرّف روسيا على اعتبار أنها تعرّضت لعدوان مقصود، وأنّ أميركا لم تعُد بنظرها جزءاً من الحرب على داعش، وهذا يعني إلغاء لقاءات الحوار والتنسيق من المستوى الرئاسي وما دون، ويعني تشغيل محطات الإنذار المبكر لمراقبة الصواريخ البالستية والطائرات المتطوّرة في سيبيريا وربطه بالقوات الروسية في سورية، وتشغيل شبكات الـ «أس 400» بجهوزية تامة للتصدّي لأيّ جسم طائر غريب في الأجواء السورية.
– جاء إعلان وزير الدفاع الأميركي مثيراً للسخرية عن امتثال سورية للتهديد وزوال خطر استعمال الكيميائي، ليستعيد ليلة مجيء الأساطيل الأميركية في عهد الرئيبس الأميركي السابق باراك أوباما، وإصرار الرئيس بوتين على إصدار الأوامر لإسقاط صاروخين اختباريين أطلقتهما البوارج الأميركية، ليتّخذ الرئيس أوباما قرار العودة بأساطيله طالباً البحث عن تسوية سياسية. واليوم تأتي رسائل الردع الروسية بالتزامن مع انتصارات الجيش السوري وتقدّمه الواسع في الجغرافيا السورية شمالاً وجنوباً وشرقاً، ومع تحرير الموصل وبدء العدّ التنازلي لوجود داعش، ليستشعر الأميركيون مخاطر زوال ذريعتهم ويشعر الروس بانتصار مشروعهم.
– غرب آسيا الممتدّ من البحر المتوسط وصولاً إلى الصين يثبت كجغرافيا فرضت روسيا موقعها فيها كقوة ترسم المعادلات، وليست كشريك للاعب الرئيسي الذي كانت تمثله أميركا قبل حربيها في العراق وأفغانستان وبعدهما، لترتسم معالم النظام العالمي الجديد، كما قال الرئيس بوتين ذات يوم، من بوابة الحرب السورية.- تكشف المعلومات الخاصة بالرسائل المتبادلة هاتفياً بين وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف والأميركي ريكس تيلرسون لأربع مرات خلال يومين على خلفية التهديدات الأميركية لسورية، بأنّ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أبلغ في الرسالة الأولى الرئيس دونالد ترامب أن لا مبرّر للقاء هامبورغ ما لم تتلقّ موسكو ما يؤكد الاتهامات الأميركية لسورية والتي تحوّلت تهديداً بضربة عسكرية أحادية، مبدياً استعداد موسكو في حال تلقي معلومات جدّية موثقة تستحق التحقيق اصطحاب محققين أميركيين إلى سورية ضمن وفد مشترك مع محققين روس لمعاينة الأمكنة الواردة في التقارير والتحقق منها بصورة مشتركة واتخاذ موقف موحّد تؤكد موسكو استعدادها للذهاب إليه بلا شروط إذا التزمت واشنطن بالمثل. فإنْ استدعى إدانة سورية فلن تتردّد موسكو، مقابل ألا تتردّد واشنطن إنْ استدعى الأمر تبرئة سورية ورئيسها وجيشها والاعتذار منهم.
– الجواب الباهت للبيت الأبيض بأن لا وثائق، لكن تقديرات استخبارية مبنية على مقارنات لتشابه تحركات سابقة دفع الأمور سلباً، فكانت الرسالة الروسية تحذيرية، مضمونها أنّ روسيا موجودة في سورية لغير أهداف السياحة وأنّ الحركة العسكرية بصواريخ وطائرات تخدم فيها قوات روسية يعني إهانتها والنيل من مهابتها وهو ما لا يمكن التساهل معه. وتتالت الحوارات الهاتفية الروسية الأميركية على مستوى الوزيرين لافروف وتيلرسون، وفقاً للمعلومات، حتى بلغت لحظة اتخاذ القرار الكبير، والسؤال هو ماذا لو تمّت الضربة الأميركية على خلفية معلومات لدى روسيا عن تحضيرات في درعا لحادثة تشبه خان شيخون؟ فكان القرار الذي اتخذه الرئيس بويتن بإبلاغ واشنطن أنّ أيّ عمل كيميائي بعد هذه التحذيرات سينظر إليه كعمل مفبرك لتبرير ضربة لسورية، منعاً لتقدّم قواتها على حساب داعش، وستتصرّف روسيا على اعتبار أنها تعرّضت لعدوان مقصود، وأنّ أميركا لم تعُد بنظرها جزءاً من الحرب على داعش، وهذا يعني إلغاء لقاءات الحوار والتنسيق من المستوى الرئاسي وما دون، ويعني تشغيل محطات الإنذار المبكر لمراقبة الصواريخ البالستية والطائرات المتطوّرة في سيبيريا وربطه بالقوات الروسية في سورية، وتشغيل شبكات الـ «أس 400» بجهوزية تامة للتصدّي لأيّ جسم طائر غريب في الأجواء السورية.
– جاء إعلان وزير الدفاع الأميركي مثيراً للسخرية عن امتثال سورية للتهديد وزوال خطر استعمال الكيميائي، ليستعيد ليلة مجيء الأساطيل الأميركية في عهد الرئيبس الأميركي السابق باراك أوباما، وإصرار الرئيس بوتين على إصدار الأوامر لإسقاط صاروخين اختباريين أطلقتهما البوارج الأميركية، ليتّخذ الرئيس أوباما قرار العودة بأساطيله طالباً البحث عن تسوية سياسية. واليوم تأتي رسائل الردع الروسية بالتزامن مع انتصارات الجيش السوري وتقدّمه الواسع في الجغرافيا السورية شمالاً وجنوباً وشرقاً، ومع تحرير الموصل وبدء العدّ التنازلي لوجود داعش، ليستشعر الأميركيون مخاطر زوال ذريعتهم ويشعر الروس بانتصار مشروعهم.
– غرب آسيا الممتدّ من البحر المتوسط وصولاً إلى الصين يثبت كجغرافيا فرضت روسيا موقعها فيها كقوة ترسم المعادلات، وليست كشريك للاعب الرئيسي الذي كانت تمثله أميركا قبل حربيها في العراق وأفغانستان وبعدهما، لترتسم معالم النظام العالمي الجديد، كما قال الرئيس بوتين ذات يوم، من بوابة الحرب السورية.