سورية تكسر التحدي الأميركي
غالب قنديل
أحيا أبطال الجيش العربي السوري والمقاومة ذكرى رحيل الرئيس والقائد الخالد حافظ الأسد بتحقيق إنجاز نوعي قاهر للغطرسة الأميركية الصهيونية في الشرق بالشراكة مع الحشد الشعبي العراقي الباسل ومع إيران القوية الصامدة والحليف الروسي الشريف ومزقوا خرافات كثيرة ترددت علانية في الفترة الماضية عن القدر الأميركي القاهر وعن الاتفاقات المزعومة التي أراد مروجوها النيل من عزيمة الجنود والمقاومين الذين واصلوا القتال والتقدم رغم وابل الغارات الأميركية والتهديدات الصهيونية الرجعية من جبهة الأردن التي تقدم عليها الجيش العربي السوري متوغلا في اكثر من اتجاه وعلى مسافات معتبرة من خط الحدود.
ربحت سورية وقائدها الصلب الرئيس بشار الأسد ومعها محورها الإقليمي والدولي جولة حاسمة ومهمة في اختبار الإرادات مع بلوغ جنودها الأبطال نقطة التنف الحدودية الحساسة لملاقاة الحشد الشعبي العراقي حيث يسقط المقاومون خطوط التقسيم الوهمية ويدحرون مشاريع التفتيت والتفرقة البغيضة ويقيمون مرتكزات للتواصل الإقيمي والشراكة رغم انوف الأميركيين والصهاينة وعملائهم واعوانهم .
سقط الخط الأحمر الافتراضي الذي سعت الولايات المتحدة لإقامته لكن القيادة السورية وحلفاءها فرضوا إرادتهم بالقوة فثابروا على التقدم في الميدان رغم التهديدات المتواصلة والعربدة المستمرة وقدم الجيش العربي السوري ورفاقه المقاومون تضحيات جليلة في معركة الإرادات ودمروا كثيرا من الأوهام التي روجها البعض عن اتفاقات وتفاهمات مزعومة أرادوا بها هز صورة الحليف الروسي الشريف ومصداقيته لكن الحقيقة فرضت نفسها اخيرا.
جرى تقدم قوات الجيش العربي السوري وحلفائه تحت التغطية الجوية الروسية بينما كانت القيادة الإيرانية توجه الرسائل القاسية عن عزمها على تصعيد انخراطها في المعارك التي تهدف لوصل أطراف محور المقاومة من إيران إلى سورية مرورا بالعراق وصولا إلى السواحل الللبنانية.
هذه النقلة النوعية الكبيرة التي فرضها محور المقاومة أسقطت الخطة الأميركية السعودية القطرية التركية الأردنية التي انطلقت بانتشار داعش في العراق وتمدده إلى سورية ليقيم منطقة عازلة تمنع التواصل السوري العراقي الإيراني وكانت مهمة الجيش العربي السوري والمقاومة والحشد الشعبي العراقي والحرس الثوري الإيراني مزدوجة وهي تحرير مساحات شاسعة من سيطرة داعش وكسر الخطوط الأميركية الحمراء واقتضى كسب المعركة دماء غالية وعزيزة وجهودا جبارة وإرادة وطنية وقومية صلبة في خوض التحدي المصيري.
ستدشن بعد تثبيت هذه الخطوة مسيرة انطلاق العمل لوصل لبنان وسورية اقتصاديا بالعراق ولمباشرة السعي إلى تنفيذ خرائط التغيير الأوسع اقتصاديا في الشراكة مع إيران وروسيا والصين بمشاريع النقل العابرة للحدود وخطوط نقل الطاقة الكهربائية وانابيب النفط والغاز التي ستتحرك مع استرجاع الحدود السورية العراقية وتثبيتها بعد دحر عصابات الإرهاب ولي الذراع الأميركية كليا وثنيها عن التدخل وهو ما تتحضر له آلة ردع محور المقاومة وحلفائه الكبار بقدرات قاهرة.
التصميم السوري والعراقي على الإنجاز نال دعم الحلفاء والشركاء ويحق للمقاومين الأبطال أن يعقدوا المقارنة بين محورين واحد يتفكك ويتناحر وينكفيء بانهزام أدواته الإرهابية المجرمة ومحور يتقدم ويزداد تماسكا وصلابة ويغير الجغرافية والتاريخ معا بقوة الإرادة وبجزالة التضحيات … ختاما المجد للشهداء وإلى الأمام سننتصر.