أكاذيب لا تحجب الحقائق
غالب قنديل
منذ انطلاق الحرب الاستعمارية ضد سورية عام 2011 شكل الكذب والتضليل اخطر الأدوات المستخدمة للنيل من وعي الشعب العربي السوري ومعنوياته وقد حشدت إمبراطوريات إعلامية ضخمة على الصعيد الكوني لتضخ على مدار الساعة أخبارا وتعليقات وتحليلات وإيحاءات تخدم خطة تدمير الدولة الوطنية السورية وتأليب السوريين ضد جيشهم ورئيسهم.
بعد ست سنوات من عمل مصانع الكذب وورش التضليل العربية والأجنبية بات الرأي العام في سورية وخارجها يمتلك قدرة لايستهان بها في تبين الحقائق وجلاء الالتباسات بل إن شخصيات برلمانية وسياسية من دول منخرطة في العدوان على السورية ومتورطة في قيادته من ساعاته الأولى كالولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وشخصيات اخرى من إيطاليا وأسبانيا باتت تظهر براعة لافتة بتقديم عروض متماسكة عن حقيقة ما يجري في سورية بوصفه خطة دولية إقليمية محكمة للنيل من استقلال سورية اوكل تنفيذها لجيوش الإرهاب والتوحش التي حشدت من جميع انحاء العالم وقد انشغلت الصحافة الغربية في اليومين الماضيين بتصريحات السيناتور الديمقراطية السيدة دولسي غابارد التي زارت سورية مؤخرا وجالت في دمشق وحلب والتقت الرئيس بشار الأسد وقالت الكثير عن حقيقة ما يجري في سورية.
رغم الانتصار المدوي الذي حصدته الرواية السورية عن الأحداث ورغم تفكيك البيئة الافتراضية بجهود مركزة سياسية وإعلامية سورية وعربية ودولية شارك فيها الحلفاء والأصدقاء بدون استثناء يستمر التصميم على الفبركة والكذب وتعمم روايات وشائعات غايتها النيل من الحالة المعنوية التي ولدتها إنجازات الجيش العربي السوري والقوات الحليفة والرديفة على الأرض ولاسيما في عملية تحرير مدينة حلب عاصمة البلاد الثانية وبينما ترتد التحولات تناحرا في صفوف الجماعات المسلحة اختارت الجوقة المعادية لسورية فبركة شائعة عن صحة الرئيس بشار الأسد ليست الأولى من نوعها فقد روجت خلال هذه السنوات اخبار كثيرة كاذبة سرعان ما افتضح امرها وانجلى الغبار عن مصدرها السعودي والصهيوني والتركي والقطري فقد تنقلت الشائعات حول صحة الرئيس وتحركاته بمواضيعها وتفاصيلها من مكان تواجده إلى كيفية متابعته لسير المعارك إلى وضعه الصحي إلى موكبه ومنظومة القيادة السورية وتكفلت صحف ومواقع منفوطة وموبوءة بترويج ذلك كله فلم يوفر المتآمرون سبيلا للتشويش على هذا الرئيس المقاوم الذي تعرض لأخطر حملات الشيطنة ومرد ذلك التوحش الإعلامي مكانة الرئيس بشار الأسد وموقعه كقائد وكزعيم شعبي وسياسي في منظومة صمود سورية ومقاومتها للعدوان ودور الرئيس المحوري في قيام شبكة تحالفات دولية وإقليمية أثبتت قوتها وجدواها في تحصين سورية وصمودها.
الشائعات والأكاذيب لا تستحق الرد واتفه من مطلقيها وناشريها ومروجيها وهي تكشف مأزق حلف العدوان وإفلاسه السياسي كليا وعجزه عن تحدي توازن القوى الجديد الذي فرضه الصمود السوري وثبات الحلفاء الكبار : حزب الله وإيران وروسيا وشبكة الشراكات الاستراتيجية السورية الممتدة حتى الصين والهند وأميركا اللاتينية وخطوط الاتصال المستعادة مع بعض الدول التي شرعت تفك ارتباطها بحلف العدوان بعد اتضاح النتائج والتبعات عليها وعلى العالم بأسره .
كشفت الانتخابات الرئاسية الأميركية حقيقة الخداع الكبير الذي تقوم عليه لعبة الإعلام واستطلاعات الرأي التي تعد من أمضى الأسلحة الغربية في توجيه الرأي العام وتكوين قوى الضغط في المجتمعات وتأليب الجمهور في الداخل والخارج والتحكم بمشاعره وتوجهاته وهي حقيقة ليست محصورة بالدول القائدة لمعسكر الهيمنة الغربية على العالم بل هي واقعيا جوهر نظام إعلامي دولي يقوم على الاختراع والكذب والشيطنة والترويج والإيحاء واستباحة العقول ودس المعلومات الخاطئة وهذا النظام هو الذي صور العدوان الاستعماري على سورية بقيادته الأميركية على انه دعم لثورة شعبية ديمقراطية مزعومة وهو الذي أطلق صفة الثوار على جنود التوحش ومقاتلي القاعدة الدوليين الذين جرى تجميعهم وتدريبهم وتسليحهم بإشراف الاستخبارات الأميركية والتركية والقطرية والسعودية والبريطانية والفرنسية وسواها من اجهزة التحكم والسيطرة المذعورة اليوم من خطر ارتداد الإرهابيين على مشغليهم.
ما أشيع حول صحة الرئيس بشار الأسد كذبة سخيفة ورخيصة لا تستحق الرد وسوف يخترعون غيرها بينما هم غارقون في حلقة القلق والخوف من التحولات التي ترجح انتصار سورية وشعبها العظيم بقيادة هذا الرئيس الذي بات رمزا أمميا لمقاومة الاستعمار والهيمنة ولمواجهة الإرهاب والتكفير.