القدس عروس عروبتنا …
غالب قنديل
ما من صرخة ابلغ واقوى من ابيات الشاعر الثائر مظفر النواب التي خاطب بها الحكومات العربية التي استسلمت للصهيونية بقيادة المملكة السعودية وارتضت الرضوخ لاغتصاب فلسطين ولهيمنة الكيان الصهيوني
.
ينبغي اليوم بالذات يوم القدس العالمي ان تنشر ابيات شاعر العروبة المقاوم على اوسع نطاق وان تتحول الى شعارات تهز اسماع العرب من المحيط الى الخليج وتنهضهم من سبات مشين …
قال شاعر المقاومة العربية
القدس عروس عروبتكم؟
فلماذا ادخلتم زناة الليل الى غرفتها
وجلستم خلف الابواب
تسترقون السمع
لصرخات بكارتها
وتنافختم شرفا وطلبتم منها ان تصمت
اولاد القحبة هل تصمت مغتصبة؟
ابيات بليغة في وصف ممالك العار وحكومات الذل منذ احتلال القدس الشريف الذي مثل برمزيته تجسيدا لهيمنة الكيان الصهيوني ولفجور الاستعمار الغربي بقيادة الولايات المتحدة في دعمه للكيان الذي يريد له المخططون في الغرب حتى اليوم ان يكون القوة الاقليمية المهيمنة في كل مجال وهو المحتوى الفعلي لاتفاقيات الاذعان المذلة التي وقعتها حكومتا مصر والاردن ومنظمة التحرير الفلسطينية ودعمتها مملكة الرمال جاهدة لجر لبنان اليها بالسابع عشر من ايار الذي اسقطته المقاومة الشعبية والعسكرية بالنيران والدماء وبفضل الدعم الايراني الكبير ولان المقاومة اللبنانية التي يقودها حزب الله وشارك فيها العديد من التيارات والاحزاب اللبنانية الاخرى حظيت بدعم ايراني غير محدود وبالحضن القومي للجمهورية العربية السورية التي تبنت استراتيجية تحويل سورية الى قلعة تدعم المقاومة اللبنانية والفلسطينية وتعطل التسويات الاميركية الصهيونية السعودية الهادفة لكسر الارادة العربية .
كالأرض العطشى للمطر تلقت الجماهير العربية وشعوب العالم الاسلامي خطب الزعيم الثوري التحرري الامام آية الله الخميني عن فلسطين وعن القدس وقد جاء نداؤه التاريخي في ذروة ذلك العطش واضعا ثقل ايران الدولة الكبرى الى جانب معسكر الصمود بقيادة سورية والى جانب المقاومة اللبنانية والفلسطينية التي دعمتها الجمهورية الاسلامية ولا تزال وهي لم تطلب شيئا ممن دعمتهم سوى مواصلة الكفاح لتحرير القدس وكل فلسطين .
يوم القدس بات بفضل المقاومة وايران الثورة محطة سنوية لإحياء الذاكرة العربية التي تسعى الحكومات التابعة لمسحها كما تسعى لتأليب الشارع العربي بالتحريض المذهبي وبالاحقاد الشوفينية وبالتآمر ضد ايران وهي تحرض حزب الله المقاوم وضد سورية التي يحاربها حكام الردة كما اسماهم مظفر النواب بكل وسائل التآمر والتخريب المتاحة لصالح الصهيونية والاستعمار.
نداء الخميني ورفيق دربه الخامنئي وجمهوريته الصامدة الحرة ما يزال يتردد كل عام في يوم القدس العالمي ولم تسكت المغتصبة ويزداد صوتها ارتفاعا بحناجر الشعب الفلسطيني وبصوت قائد المقاومة سماحة السيد حسن نصرالله وصرخة القدس هي نداء الصمود السوري الشعبي والسياسي والعسكري بقيادة الرئيس بشار الاسد ضد حرب استعمارية ضارية لصالح اسرائيل والغاية الفعلية لتلك الحرب هي تدمير الحصن السوري لتصفية قضية فلسطين .
عهد القدس في يوم القدس هو عهد مقاومة وحرية وستبقى القدس عروس عروبتنا التي يفتديها المقاومون بالدم الذي يغسل الاقصى والقيامة من ذل حكومات العمالة والنذالة والتآمر وحيث تولد ارادة المقاومة في كل ارض عربية ضد الاحتلال الصهيوني وضد الهيمنة الاستعمارية وعملائها وضد الارهاب والتكفير يدق المزيد من المسامير في نعش الصهيونية وشريكتها الرجعية العربية وتقترب عروس العروبة من ساعة حريتها وستزهو روح الامام الخميني بالمزيد من انجازات يوم القدس العالمي كما اراده اداة توليد لوعي مقاوم ينهض المزيد من شباب العرب الى معارك الوجود والمصير …. ويرددون مع الخميني وعبدالناصر وحافظ الاسد …لبيك فلسطين .