التقرير الأسبوعي لمراكز الابحاث الاميركية 13/5/2016
نشرة اسبوعية دورية تصدر عن مركز الدراسات الأميركية والعربية
13 أيار – مايو/ 2016
المقدمة
الصراعات الداخلية في الحزب الجمهوري وثبات المرشح دونالد ترامب تتصدر المشهد السياسي الاميركي، وتسجيل تراجع الاهتمام بالمرشحة هيلاري كلينتون قياسا بالفترة السابقة.
يتناول التحليل آليات الحملة الانتخابية لدونالد ترامب، والتي استهزأ بها الكثيرون في بداية الأمر، لكنها طغت على استراتيجيات الحملات الانتخابية التقليدية في الولايات المتحدة. محور “استراتيجية” ترامب هو استثمار حالة القلق والغليان الشعبي ضد رموز السلطة الحاكمة، المؤسسة السياسية بكافة اركانها، والتي قد تصبح مثالا يحتذى به في الحملات العالمية المقبلة. ايضا، سيتم استعراض مساعي ترامب “لتوحيد” صفوف الحزب الجمهوري وراءه بينما يرتبك منافسوه وخصومه الحزبيون لتعليل ما جرى والحد من سرعة اندفاعه.
ملخص دراسات واصدارات مراكز الابحاث
التدخل العسكري الاميركي
استعرض مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية تنامي الانتشار العسكري الاميركي والكلفة المتزايدة لبند ميزانية الدفاع “عمليات الطواريء الخارجية.” واعتبر ان العسكريين الاميركيين “يفتقرون التركيز على الاهداف المرسومة،” وذلك استنادا الى تقارير وزارة الدفاع المتتالية حول “الاداء العسكري الاميركي في حروب العراق وافغانستان، والتي شملت احيانا البعد المدني في تلك الازمات.” واوضح ان طبيعة تلك التقارير هي “بأثر رجعي، ولم تقدم صورة واضحة ابدا لمعالم الاستراتيجية الاميركية، بل احجمت عن ذكر التطورات السلبية بشي من التفصيل في اغلب الاحيان .. وفشلت ايضا في رسم صورة شاملة لمسار القوى المناهضة” للتدخل الاميركي.
http://csis.org/publication/overseas-contingency-operations-oco-and-uncertain-cost-us-wars
تناول صندوق مارشال الالماني الترتيبات الجارية لدول حلف الناتو عقد مؤتمر قمة في بولندا مطلع شهر تموز المقبل، واستعرض تقارير منفصلة اعدتها مكاتب الصندوق المنتشرة في سبعة عواصم “بروكسيل، باريس، برلين، وارسو، بوخارست، انقرة، وواشنطن العاصمة .. التي ناقشت اجندات الدول المعنية .. التي تشمل مروحة واسعة من الاولويات وقضايا متشعبة.” واوضح ان “التحدي المركزي يكمن في ابقاء دول الحلف في الشرق والجنوب متضامنة، وان اي مسعى لعقد توازن بينهما سيكون له انعكاسات على عدد من القرارات الفردية لتلك الدول.” واردف ان مجالات التعاون بين “دول الحلف والاتحاد الاوروبي .. قد لا تكون ميسرة” في نهاية المطاف.
http://www.gmfus.org/publications/national-priorities-nato-warsaw-summit
السعودية
اعتبر معهد واشنطن لسياسة الشرق الادنى صعود نجل العاهل السعودي بقوة الى صدارة القرار السياسي بأنه يرمي الى “اعادة تشكيل الحكومة بصورة جذرية .. جسدها في اصدار 51 أمرا ملكيا” دفعة واحدة “وتزيد من تهميش ولي العهد الحالي محمد بن نايف، المفضل لدى واشنطن،” مما حدى “بالاسواق المالية (العالمية) البحث في ثنايا القرارات للدلالة على اي تغيير في سياسة النفط السعودية،” لا سيما وان تعيين وزير النفط الجديد، خالد الفالح، يمكن الامير محمد بن سلمان “ان يضع استهداف ايران نصب عينيه.” واضاف المعهد ان الامير الشاب “قد يستهدف في المستقبل القريب الامير متعب بن عبدالله .. الحليف الوثيق لمحمد بن نايف، واستيعاب “الحرس الوطني” في وزارة الدفاع” التي يترأسها. وحذر المعهد من ان “السياسة العنيدة (لمحمد بن سلمان) ستؤدي لعواقب دولية كبيرة، فضلا عن انها ستقلص الى حد بعيد من نفوذ الولايات المتحدة في الرياض.”
بينما اعتبر مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية صعود الامير محمد بن سلمان قد حظي “بدعم وتأييد الجيل الناشيء الذي يعول عليه كأحد عناصر التغيير،” مستدركا ان النتائج الاولية تشير الى انه “لم يستطع ان يحقق اي نتائج ملموسة تضفي عليه بعض المصداقية.” واردف ان محمد بن سلمان اتخذ قرار الحرب على اليمن والتي “تدور رحاها دون افق واطول مما تكهن بها اي شخص مسؤول .. ما سيؤدي بكبار العائلة المالكة التوجه ربما لتقويض فرص نجاحاته.” وختم بالقول ان الخطة الاقتصادية الطموحة التي اعلن عنها محمد بن سلمان “مثيرة للاهتمام، بيد ان مهارة ادارة ابعادها السياسية ستشكل اختبارا حقيقيا.”
http://csis.org/publication/saudi-change-slow
تونس
استعرض معهد كارنيغي مضمون “وثائق بنما” الخاصة بتورط عدد من “السياسيين ورجال الاعمال التونسيين .. في تهريب ثرواتها” خارج البلاد،” والتي تناولتها نحو 8000 وثيقة مفرج عنها. واوضح ان الشعب التونسي “لم يعر الأمر اهتماما في بداية الأمر .. نظرا لاعتبارهم آفة الفساد جزءا عاديا ومبتذلا في المعاملات اليومية مع بيروقراطية الدولة؛ واعتبر نحو 60% منهم ان الفساد ازداد خلال العام المنصرم.” بيد ان القوى السياسية الاخرى رأت ان الوثائق تشكل “فرصة للدفع باتجاه اجراء اصلاحات حقيقية،” في ظل الكشف عن سعي مدير حملة الباجي قائد السبسي الانتخابية، محسن مرزوق، تبادل رسائل مع شركة “موساك فونيسكا .. يستفسر فيها عن اجراءات تأسيس مصالح تجارية في الخارج،” مطلع شهر كانون الاول / ديسمبر 2014. كما اشار المعهد الى تورط حركة النهضة عبر “قناة تي ان ان التلفزيونية،” بالتزامن مع “تراجع راشد الغنوشي عن تصريحاته السابقة (للكشف عن التسريبات) بأنها سوف تغير المشهد السياسي في البلاد.” وأثنى المعهد على سعي “الهيئات الحكومية التونسية، ولجنة تقصِّ برلمانية، اجراء تحقيقات بهذا الشأن .. واستحضار كل من يثبت تورطه في المخالفات امام العدالة.”
ايران
عاينت مؤسسة هاريتاج “التداعيات الاقليمية الخطرة” الناجمة عن الاتفاق النووي مع ايران معتبرة “مشاعر الرضا السلبية” لعدد من السياسيين الاميركيين من شأنها “عكس مواطن الضعف في المواقف والتي قد تحفز معسكر المتشددين في ايران تقويض المصالح الوطنية الاميركية، وتحطيم معنويات حلفاء الولايات المتحدة في الاقليم.” ووجه سهام انتقاداته لسياسات البيت الابيض التي “تم تفسيرها بأنها تخلت عن حلفائنا العرب التقليديين، دون القدرة على انشاء منظومة أمنية موثوق بها في الاقليم لاحتواء وفرض التراجع على ايران.” واردف ان الاستراتيجية المقبلة بانتظار الادارة المقبلة لاتخاذ تدابير “تخفف من وطأة الخطر في الشرق الاوسط الذي ورثناه عن الادارة الراهنة.” وحثت المؤسسة الكونغرس الاميركي تصدر الجهود “لاقناع طهران وحلفاء الولايات المتحدة بأن ايران ليس لديها بطاقة دخول مجانية لبسط هيمنتها على الاقليم.”
التوتر في اوراسيا
حذرت مؤسسة هاريتاج من ان يؤدي اندلاع الاشتباكات المسلحة الاخيرة بين اذربيجان وارمينيا الى “زعزعة استقرار اوضاع هشة في الاقليم .. خاصة في ظل بروز ايران كاحدى القوى في منطقة اوراسيا، وتعتبر ان لديها خاصية فيي منطقة جنوب القوقاز.” واوضح ان الاتفاق النووي المبرم “سيترك بصماته مباشرة على السياسة الايرانية في المنطقة في مجالات اربعة: اولا، توفر امكانيات مادية كبيرة لديها؛ ثانيا، ستتمكن ايران من ممارسة درجة اكبر من الاستقلالية عن موسكو التي وفرت لها غطاء سياسيا على الساحة العالمية؛ ثالثا، تزهو ايران بانجاز الاتفاق النووي كانتصار ديبلوماسي، ويمكن تكراره لتعزيز المصالح الايرانية في مناطق اخرى من العالم؛ رابعا، شنت ايران سلسلة من الاجراءات الاستفزازية لاثبات عدائها للولايات المتحدة وحلفائها، وستبقى ايران مصدر قلق أمني كبير واشد عدوانية منذ توقيع الاتفاق.”
كما استعرض معهد ابحاث السياسة الخارجية تجدد الصراع المسلح بين اذربيجان وارمينيا، معتبرا ان “اسوأ نتيجة لذلك الصراع هو تقوقع قادة البلدين خلف اسوار خطابهم السياسي، والتشديد على وعودهم بتحقيق نصر مؤزر على الآخر لا يمكن تحقيقه في الافق المنظور.” واضاف ان الطرفين “استخدما الوضع الراهن المتوتر كسلاح لدرء الاجابة عن الاسئلة الصعبة حول مسألة الشرعية او لحرف انظار شعبيهما عن الازمات الاجتماعية والاقتصادية.” واردف ان عددا من المنظمات الاهلية والشخصيات الوطنية برزت في اذربيجان تنادي بتسوية سلمية للصراع “لكن الآلة الاعلامية حاصرتها واتهمتها بالحاق العار” في مسار البلاد.
http://www.fpri.org/2016/05/nagorno-karabakh-conflict-entrenched-nationalistic-propaganda/
تركيا
اعتبر معهد واشنطن لسياسة الشرق الادنى تقديم رئيس الوزراء التركي، احمد داوود اوغلو، استقالته بانها “تجسيد لتكثيف السلطات بين ايدي الرئيس اردوغان،” والذي من المتوقع ان يسعى لاستصدار قرار من المؤتمر العام المقبل لحزب العدالة والتنمية “لاعداد استفتاء يترجم رغبته في تعديل الدستور التركي يلبي طموحاته بتجسيد سلطة تنفيذية ورئاسة مطلقة .. محاججا ان جذوره تمتد عميقا في تاريخ البلاد.”
http://www.washingtoninstitute.org/policy-analysis/view/turkeys-king-erdogan-after-davutoglu