مغالطات خطيرة
غالب قنديل
الحديث الذي ادلى به الرئيس تمام سلام لصحيفة الشرق الأوسط حفل بالاعتذارعن “اخطاء” في الموقف اللبناني الرسمي وقد غلبته لغة استرضاء الحكومات الخليجية والسعودية بالتحديد .
الأخطر هو تكرار الرئيس سلام لمعادلة قوامها نصح الحكومات الخليجية بتقوية الدولة اللبنانية في وجه حزب الله بينما قدم التعايش مع وجود الحزب في الحكومة وكأنه خيار قسري أرغم عليه مع آخرين واوحى بالاضطرار لقبول استمراره على مضض بفعل الفراغ الرئاسي في البلاد.
وضع الدولة في مواجهة حزب الله هو مضمون المطالب الأميركية والصهيونية المتكررة منذ اتفاق الطائف وأيا كان الشكل الذي قصده رئيس الحكومة فهو لم يكن موفقا في محاولة الالتفاف على الغضب السعودي إلى درجة الانخراط في حملة التحريض على المقاومة وهنا وقع في فخ اعتماد منطق خاطيء يخالف “المصلحة اللبنانية” شعار حكومته حيث لا بد من النظر في الاعتبارات التالية :
1- إن حزب الله بوصفه حركة المقاومة التي حررت الأرض المحتلة من قبل العدو الصهيوني هو قوة منشئة لسيادة الدولة اللبنانية ولولا تضحيات حزب الله وقتاله ضد الاحتلال لكان الصهاينة قوة احتلال ووصاية مستمرة يمسكون برقاب السياسيين اللبنانيين ويتحكمون بغرف نومهم .
2- حزب الله هو قوة الحماية الرادعة التي تمنع كيان العدو من شن حروب جديدة على لبنان وبالتالي فهو ضمانة قوية لاستمرار هياكل الدولة اللبنانية في وجه التحدي الصهيوني الدائم الذي شكل منذ عام 1948 خطرا نافيا للسيادة اللبنانية رضخ له حكام لبنان طيلة عقود ولم يفعلوا شيئا لمواجهته إلى ان ولدت المقاومة بينما كان النظام اللبناني خانعا وخاصعا للمشيئة الأميركية الغربية الصهيونية وتحت رعاية حكومات الخليج .
3- إن استحضار الوصفة الأميركية لتقوية الجيش وتبني مقولة اعتماده ضد المقاومة لا يخدم الوحدة الوطنية للشعب اللبناني وهو يسيء إلى التلاحم بين المقاومة الجيش الذي أقام السد المنيع لحماية لبنان من خطرين متربصين : إسرائيل والإرهاب التكفيري الذي ترعاه حكومات السعودية وبعض دول الخليج .
4- إن حكومات السعودية وقطر والإمارات والبحرين هي المطالبة بالاعتذار إلى لبنان على محاولاتها المستميتة طيلة أعوام لتحويل لبنان قاعدة للإرهاب التكفيري الذي جندته ودعمته في حربها لتدمير سورية وعلى دولة الرئيس ان يطلب إطلاعه على ما نشرته الصحف الأميركية عن الإرساليات الخليجية من السلاح والمال وحول غرف العمليات التي أقامتها الأجهزة السعودية والخليجية على الأرض اللبنانية في منظومة تشغيل الإرهاب في لبنان وسورية معا .
5- ما يقوم به حزب الله في سورية ساهم في ردع الإرهاب التكفيري الذي تمثله جماعات تدعمها حكومات السعودية والخليج لم تقصر في تدبير التفجيرات الإرهابية داخل لبنان وفي انتهاك السيادة اللبنانية واحتلال مساحات من الأرض اللبنانية وكان واجب حكومة لبنان لوم السعودية على حرمان الجيش اللبناني من العتاد المطلوب لدحر تلك العصابات ومطالبتها بالاعتذار إلى الشعب اللبناني على دمائه التي اهدرت على يد إرهابيين مولتهم وسلحتهم السعودية وقطر وحركتهم ودعمت نشاطهم الإجرامي على الأرض اللبنانية اوليس ذلك تدخلا موصوفا على الحكومة اللبنانية إدانته ومطالبة مرتكبيه من المسؤولين السعوديين والقطريين والخليجيين بالاعتذار والتعويض لأن مخابراتهم متورطة في تلك الجرائم .
نقول ختاما إن القوى اللبنانية الحليفة لحزب الله التي اعفاها السيد حسن نصرالله من عبء الدفاع عن المقاومة لا تعفيها مزاعمها الوطنية من ذلك وخصوصا اولئك الذين يرفلون بشهر العسل مع الشيخ سعد الحريري الذي يستظل علاقته بهم ليردد الشتائم ضد الرئيس بشار الأسد وليبث الأحقاد على المقاومة وقائدها وشهدائها ومناضليها.