تقارير ووثائق

التقرير الأسبوعي لمراكز الابحاث الاميركية 20/11/2015

 

نشرة اسبوعية دورية تصدر عن مركز الدراسات الأميركية والعربية

20 تشرين2 – نوفمبر/‏ 2015    

   المقدمة    

     سارعت المؤسسات الفكرية والاعلامية الاميركية المختلفة الى تناول هجمات باريس من نواحي متعددة. سيكرس قسم التحليل جهوده لبحث تلك المسألة وتداعياتها على المشهد السياسي الاميركي، بشكل خاص، وما اثارته مسألة استقبال اللاجئين السوريين من معارضة شديدة وواسعة في عموم الولايات المتحدة.

       توقيت التفجيرات وابعادها الداخلية لم تخدم سياسة الرئيس اوباما، خاصة لاشاعته نية ادارته باغلاق معتقل غوانتانامو وتسليم معظم نزلائه لدول اقليمية؛ فضلا عن اعلانه الاستعداد لاستقبال نحو 10،000 لاجيء سوري العام المقبل. خصومه في الحزبين استغلوا المخاوف الشعبية للادلاء بتصريحات معادية ومناهضة لاستقبال لاجئين جدد، بل واغلاق ابواب الهجرة وتحميل المصنفين بمهاجرين غير شرعيين على حافلات تلقي بهم على الجانب الآخر من الحدود المشتركة مع المكسيك. الرابح الصافي من الحملة الحالية هو المرشح الجمهوري دونالد ترامب الذي يجاهر بعدائه لكافة اصناف المهاجرين.

       كذلك حشد الحزب الجمهوري حكام عدة ولايات للتصريح بمناهضة استقبال لاجئين سوريين داخل اراضيهم، والذين بلغ عددهم نحو 37 حكم ولاية. استيعاب المهاجرين وتوطين اللاجئين هي من ضمن صلاحيات الحكومة المركزية، وفق نصوص الدستور. بيد ان الأزمة الحالية تنذر بفتح جبهة جديدة بين الحزبين واستغلالها الى اقصى الحدود في الحملات الانتخابية الجارية.

  

ملخص دراسات واصدارات مراكز الابحاث

سوريا

       حذر معهد كاتو المتشائمين من المغالاة في التطرف ضد ايواء اللاجئين السوريين الذين “لا يشكلون تهديدا ارهابيا جديا.” واوضح ان عناصر داعش خبروا طرقا افضل وميسرة للهجرة الى الغرب بعيدا عن الاجراءات الاميركية المتشددة، بل توصلوا الى سبل “اسهل وارخص واسرع .. من قضاء فترة زمنية طويلة في مخيمات اللاجئين طمعا في الحصول على نسبة ضئيلة للغاية لبلوغ سواحل الولايات المتحدة لا تتعدى 0.042 في المائة.” واردف ان الاجراءات الاميركية المعتمدة تطال “واحد من بين 450 لاجيء” قد تنطبق عليه شروط الهجرة، بيد انه سيخضع لنظام تدقيق شامل من شأنه “استثناء اي عنصر ارهابي محتمل .. اما الارهابيون من مواليد خارج الحدود يميلون لدخول الاراضي الاميركية وفق الفوز بتأشيرات دراسية، وسياحية، او لاغراض تجارية، او لديهم طلبات للجوء السياسي قيد البحث، او انهم من ضمن فئة المواطنين المهاجرين ملتزمون بضوابط القانون.” وشدد تحذيره بالقول ان “كافة التصنيفات لفئات المهاجرين من غير اللاجئين تخضع لاجراءات أمنية مخففة وتدقيق متواضع في الخلفية مقارنة بما ينطبق على اللاجئين من شروط.”

http://www.cato.org/blog/syrian-refugees-dont-pose-serious-security-threat

       حث معهد كارنيغي المتوجسين من استقرار اللاجئين السوريين على الاراضي الاميركية على النظر الى “عمق مأساة اللاجئين غير المسبوقة التي تسبب بها تنظيم داعش، وما رافقها من اضطرابات سياسية واسعة، مما يؤشر على بلوغ نقطة تحول تاريخية في المنطقة لم نشهدها منذ الحرب العالمية الاولى.” واوضح ان التنظيم لا يعترف بالحدود الاقليمية القائمة بين الدول مما اسفر عن تهجير واسع للسكان “وتحولات ديموغرافية تعيد تشكيل ليس المجتمعات السورية والعراقية فحسب، بل الدول المجاورة لا سيما لبنان والاردن .. وبدء تفكيك التنوع العرقي والطائفي الذي ساد المنطقة لالآف السنين.”

http://carnegie-mec.org/2015/11/09/refugees-and-making-of-arab-regional-disorder/ilb0

       ذكّر مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية كل ما يعنيه الأمر ان اميركا منخرطة في “حرب طويلة الأجل ضد الدولة الاسلامية والمجموعات الارهابية الاخرى .. مما يستدعي ديمومة تصويب البوصلة ضدها.” واوضح ان “التطرف الاسلامي لا يشكل سوى احد العناصر التي تغذي مصادر الارهاب والتمرد من قبل اطراف غير رسمية، وما داعش الا احد تلك المكونات .. التي تضم تنظيم القاعدة في وسط باكستان، وجبهة النصرة في سوريا، وتنظيم القاعدة في الجزيرة العربية في السعودية واليمن.” واردف ان “تنظيم الدولة الاسلامية يشكل اكثرها نجاحا واشدها خطورة، نظرا لطموحه الارتقاء الى دولة قيد التشكيل في اجزاء من العراق وسوريا.”   http://csis.org/publication/paris-isis-and-long-war-against-extremism

       نهج معهد واشنطن لدراسات الشرق الادنى منحى وعظيا للقارة الاوروبية وتذكيرها بأن “استهداف اللاجئين السوريين لا يشكل حلا لاوروبا،” محذرا من جهوزية الجمهور الاوروبي تحميل “اللاجئين مسؤولية الهجمات الاخيرة في باريس .. بل ينبغي الحذر من جهود داعش لتوظيف تلك الهجمات وتأجيج التوترات بين مختلف الاغلبية العرقية الاوروبية والاقليات المسلمة وموجات اللاجئين الحديثة.” ومضى منبها من تداعيات “ردود الفعل المعادية للاجئين، والتي لا تسهم الا في تعزيز مزاعم داعش وتنذر بتأجيج التوترات المستقبلية التي يمكن تفاديها.”

http://www.washingtoninstitute.org/policy-analysis/view/targeting-europes-refugees-is-not-the-answer

       اشاد مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية “بالانتصار الاستراتيجي للجيش السوري باستعادته قاعدة كويريس الجوية،” بالقرب من مدينة حلب. واستدرك بالقول انه في المنظور “السياسي، سجل استعادة كويريس نصرا صغيرا (للرئيس) الاسد والروس لكنه لا يزال بعيدا عن تحقيق انتصار هام ضد الدولة الاسلامية.” اما “عسكريا، فقد يؤدي الى تعقيد عمليات المجموعات الجهادية في ريف حلب الشرقي، وقد يسهم في دعم قوى المعارضة المدعومة من الولايات المتحدة المتواجدة شمالي حلب، في منطقة مارع، وقلب الطاولة ضد المجموعات الجهادية.” واوضح ان الولايات المتحدة “ليس بوسعها الاقرار العلني بأهمية العامل الروسي وتحقيقه تقدما ضد الجهاديين .. بيد انه من المرئي تشكيله افق تعاون مشترك مثير للاهتمام بين اميركا وروسيا، من ناحية، والنظام والمعارضة، من الناحية الاخرى، في شمال سوريا.

http://carnegieendowment.org/syriaincrisis/?fa=61941

مستقبل الصراع مع داعش

       حذر معهد كاتو معسكر انصار الحرب من الاستمرار “بالمطالبة انتهاج سياسة اشد عدوانية ضد تنظيم الدولة الاسلامية .. لا سيما وان اي تصعيد عسكري جديد ينذر بمخاطرة تكرار الاخطاء السابقة.” وصعد تحذيره الى ما حصدته الولايات المتحدة من “بيئة يحركها الخوف بعد هجمات 11 أيلول والتي اسهمت دون شك بغزو الولايات المتحدة للعراق .. تلاه عقد من عدم الاستقرار وبروز التمرد وحمامات الدم التي وفرت ارضية خصبة لنمو مجموعات مثل الدولة الاسلامية.” ومضى منبها صناع القرار من الانصياع وراء مشاعر التحريض والغضب من هجمات باريس “ويتعين عليهم التريث قبل التصرف .. وتبقى سوريا مستنقع انخراط مضطرب .. ليس بوسع عمل عسكري بمفرده ارساء حل.”

http://www.cato.org/publications/commentary/force-against-isis-wrong-tactic

       اعرب مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية عن اعتقاده بان “الغرب يخسر حرب السيطرة على القيم والعقول في حربه ضد الدولة الاسلامية .. وما ينبغي فعله انشاء تحالف من نمط جديد.” واوضح ان المطلوب انجازه “مواجهة مباشرة لمصادر وتجليات الايديولوجية المتطرفة. عناصر متشددة سابقة حشدت جهودها لمواجهة جهود التجنيد ونشر الايديولوجية المتشددة في الشوارع والجامعات وفي الفضاء الالكتروني؛” مؤكدا ضرورة “تعزيز تلك المحاولات وتشجيع اصوات اخرى موثوقة واتاحة المجال لانشاء مواقع للتعبير وبلورة هوية انتماء جديدة لا تحتكم للقوى الارهابية.” http://csis.org/publication/winning-war-ideas

تونس

       ناشدت مؤسسة هاريتاج رؤوس الاموال الاميركية الاستجابة لجهود وزير الخارجية جون كيري خلال زيارته الاخيرة لتونس ووعده لها “بدعم الولايات المتحدة لجهود الاصلاح.” واوضح ان تونس “هي الدولة الوحيدة بين مجموع دول الشرق الاوسط وشمال افريقيا استطاعت تحقيق تقدم مضطرد نحو ترسيخ نظام ديموقراطي منفتح.” وحث اولي الامر الاقتداء بتقرير مؤسسة “فريدوم هاوس” الاخير حول تونس والذي “رفع شأنها الى مرتبة “الحرة،” وما يتعين عليه من فرادة تونس بين دول المنطقة في تلك الميزة بالاضافة الى اسرائيل.”

http://www.heritage.org/research/reports/2015/11/tunisia-deserves-americas-concrete-and-committed-support

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى