التقرير الأسبوعي لمراكز الابحاث الاميركية 24/4/2015
نشرة اسبوعية دورية تصدر عن مركز الدراسات الأميركية والعربية
24 نيسان/ 2015
المقدمة
ابرز اهتمامات واشنطن والمؤسسات المنخرطة في صنع القرار تمركزت حول قضيتي دخول وزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون حلبة السباق الانتخابي للرئاسة، وتعثر تحقيق اهداف الغارات الجوية السعودية على اليمن وضرورة البحث عن مخرج مشرف .
يستعرض قسم التحليل العدوان السعودي على اليمن، واستقراء المرحلة القادمة بالاستناد الى المعطيات والتصريحات المتوفرة، والاشارة المركزة لدور مرئي للقوات الخاصة الاميركية بغية اطالة أمد المعاناة اليمنية واستثمار ما قد يترتب عليها من “انجازات” على طاولة المفاوضات التي لا غنى عنها في المحصلة النهائية.
ملخص دراسات واصدارات مراكز الابحاث
اضطراب الاستراتيجية الاميركية
حذر مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية من مظاهر الفوضى والتردد التي تميز الاستراتيجية الاميركية، على النطاق العالمي، خاصة ان “الولايات المتحدة ليس لديها استراتيجية واضحة للتعامل مع روسيا وكذلك في (البحار) الاسيوية،” وعوضا عن ذلك فانها “تبقى اسيرة رد الفعل التكتيكي لتحديات الاحداث الراهنة في الشرق الاوسط وافغانستان دون ادنى اهداف او وجهة واضحة.” ومضى في تحذيره لما وصلت اليه الاستراتيجية الاميركية من ان “ردود الفعل التكتيكية تنفصل باضطراد عن الحاجة لانشاء استراتيجية مدنية – عسكرية متداخلة،” واضحت منتشية “بالسيطرة على اي نمط من انتصار قصير الاجل وتفادي ضرورة الحاجة للتمسك والبناء.”
المملكة السعودية
وجه معهد واشنطن لدراسات الشرق الادنى نقدا لاذعا لصناع القرار في المملكة السعودية، معتبرا وزير الدفاع الصاعد، الامير محمد بن سلمان، مجرد “شاب عديم الخبرة .. ووجه الحرب السعودية مع اليمن،” جسده في المأزق الذي تواجهه “قواته” لا سيما ان اعلانه البدء بمرحلة اخرى، “اعادة الأمل .. فمن غير الواضح كيف لتلك ان تنسجم مع الاستراتيجية السعودية لاعادة” الرئيس السابق عبد ربه منصور هادي. بل “ويمكن أن تكون نتائج الأزمة، التي شهدت نشر وحدات من البحرية والجيش السعودي، مسألة حياة أو موت بالنسبة للسيرة المهنية للأمير الشاب .. المنفذ السياسي وعديم الرحمة.” واضاف ان السياسة السعودية في عهدة الامير الشاب “تغيرت من سياسة رباطة الجأش إلى سياسة همجية.”
كما قلل المعهد من اقدام السعودية على التدخل البري “على الرغم من اعلان مشاركة الحرس الوطني .. ومن غير المرجح وبصورة متزايدة شن غزو بري واسع النطاق، لا سيما في ضوء” امتناع باكستان ومصر ترجمة “دعمهما الديبلوماسي الى مساعدة عسكرية علنية.”
واعتبر المعهد انه يتعين على الملك سلمان “المريض” اتخاذ قرار بمعاقبة “القائد العسكري او وزير الدفاع اذ لم يحقق اي نتيجة (وعليه ان يصبح) ضحية سياسية” اسوة بتعامل الدول الاخرى والا “قد يجد نفسه تحت ضغط من كبار الامراء لاحداث تغييرات اكثر جوهرية.”
كما استعرض مركز الدراسات الاستراتيجة والدولية العدوان السعودي على اليمن وآفاق نجاحاته على المدى الطويل، مذكرا بأن “درس اليمن الرئيس – وهو ليس فريد من نوعه – يتطلب اما البحث عن حلول اشمل للتعامل مع بنى دول فاشلة، او الاقرار بحقيقة ان العمل العسكري وحده لايمكنه الا تحقيق اهداف محدودة ومؤقتة.” وحث الاطراف المعنية على “الالتفات للاسباب البعيدة التي ادت لفشل تلك الدول، او الدخول بمغامرة خطرة لمواجهة حروب فاشلة.”
عارض معهد كارنيغي التدخل العسكري السعودي كونه “مضاد لنمو الديموقراطية عبر العالم .. وان سياستها الخارجية اضحت معادية للديموقراطية بالمجمل.” واوضح ان اغداق السعودية اموالا على قوى واطراف اقليمية يعكس “جذور الاستراتيجية السعودية في الاقليم منذ انتفاضات عام 2011 ليس كمقدمة لربيع عربي بل كمتاعب عربية” اسفرت عن “حضور الصراعات الطائفية .. وتبوأ الاخوان المسلمين مكانة بارزة جديدة.”
واوضح في تغطية منفصلة ان “انهيار العملية السياسية في اليمن مرده سلسلة من القضايا المحلية والاقليمية والدولية المتداخلة .. بما في ذلك الصراع السعودي – الايراني، والصراع الاقليمي مع وضد الاخوان المسلمين.” وذهب لتحميل المسؤولية الاكبر في الفشل الى “المبادرة الخليجية .. وقصور خريطة الطريق التي فرضت اقامة مؤتمر حوار وطني دون اي تحضير فعلي له.”
مصر
اعتبر معهد كارنيغي ان التغيرات السياسية التي تشهدها مصر “منذ احداث الربيع العربي .. تشير الى تحول مضاد بمعدل الضعفين عن الفترة 2011-2012.” واوضح ان قانون الانتخابات الجديد “يقيد حرية الاحزاب السياسية .. ويقلص مساحة التعبير في الساحات العامة، خاصة للحركات العلمانية والمعارضة.”
ايران
حذرت مؤسسة هاريتاج من مضي الولايات المتحدة في المفاوضات والتوصل لاتفاق نهائي مع ايران الذي من شأنه “ان يسفر عن صفقة محفوفة بالمخاطر ولن تفضي الى وقف ايران لجهودها النووية.” واوضح ان الخشية تكمن في “السماح لايران الابقاء على نحو ستة آلاف جهاز فاعل للطرد المركزي لعشر سنوات، ومن ثم تصبح طليقة اليدين لانشاء برنامج نووي اكبر مرارا” من البرنامج الحالي. ووجه المعهد انتقادا قاسيا للادارة الاميركية التي “قبلت بادعاء ايران وحقها في تخصيب اليورانيوم .. التي اعتبرتها ضرورية، وهو ادعاء مشبوه في افضل الاحوال.”
تناول معهد واشنطن لدراسات الشرق الادنى تصريحات القادة الايرانيين، بالبحث والتمحيص، فيما يتعلق باهداف السياسة الخارجية. واوضح ان “مدير اجهزة الاستخبارات القومية” الاميركية يقدم تقريرا سنويا يوضح فيه “حجم التهديدات الأمنية التي تواجهها الولايات المتحدة،” كان احدثه في شهر شباط من العام الجاري. وسعى المعهد الى اجراء مقارنة بما تضمنته التقارير الرسمية السابقة في تقييم “الدور الاقليمي لطهران وكذلك لوكلائها” المحليين.
السباق الانتخابي الاميركي
منذ اعلان وزيرة الخارجية السابق، هيلاري كلينتون، عن ترشحها رسميا لمنصب الرئيس لاحقتها حملة جدل متنامية بغية اثبات تلقيها تبرعات مالية من “دول اجنبية في الشرق الاوسط” خلال شغلها منصبها الرسمي، وما يترتب عليه من توفير تسهيلات مزعومة.
واوضح مركز السياسة الأمنية ان ما اسماه “الفضيحة قد تترك تداعيات كبيرة على الانتخابات” الرئاسية المقبلة. واشار الى ما رشح من معلومات اولية تفيد بتلقي “مؤسسة كلينتون،” التي تديرها بالشراكة مع زوجها وابنتها، تبرعات مالية كبيرة وهي لا زالت في موقعها بوزارة الخارجية، “والدور المحتمل لتلك الاموال في التأثير على السياسة الاميركية.” ومضت الاتهامات الى التلميح باضرار قد تسببتها تلك الاموال على “الأمن القومي الاميركي.” في هذا السياق، اوردت صحيفة “نيويورك تايمز،” مطلع الاسبوع، تحقيقا يزعم بأن بعض الاموال كان مصدرها شركة “يورانيوم ون” الكندية، والتي اشترتها وكالة الطاقة النووية الروسية لاحقا. وذهبت الصحيفة الى القول ان السيطرة الروسية على الشركة “تضعها في مرتبة السيطرة التامة على نحو 20% من كامل انتاج الولايات المتحدة من اليورانيوم .. ”