نائب رئيس الأركان لشؤون المخابرات في افغانستان ينتقد نهج أوباما في الحرب على الارهاب: ستيفين هايس
انتقد اللواء مايكل فلين نائب رئيس الأركان لشؤون المخابرات في أفغانستان نهج إدارة أوباما في الحرب على الإرهاب وذلك في خطاب شديد اللهجة اطلقه خلال اجتماع لمسؤولي الاستخبارات.
قال فلين: “المخاطر التي تتعرض لها الولايات المتحدة لا تنشأ من غطرسة القوة الأميركية، ولكن من عدم الاستعداد أو عدم الرغبة في المحاربة بقوة اذا كانت هناك حاجة ضرورية لذلك”.
وقال فلين في انتقاد قاس نشرته الديلي بيست لأول مرة إن“إدارة أوباما لا تفهم التهديد، والمشرعون يرفضون استخدام مصطلح “المتشددين الإسلاميين” لوصف العدو”، وقال “لا يمكن هزيمة العدو اذا كنت لا تعترف بوجوده”.
غادر فلين منصبه في الصيف الماضي، قبل عام من الوقت المحدد لرحيله، ولم يذكر السبب الحقيقي لاستقالته المبكرة. وقالت مصادر مقربة منه إنه اضطر للخروج بعد مناقشات وجدالات بينه وبين ادارة اوباما التي لا تريد ان تسمع.
فلين، وكثير من المحللين الذي عملوا لديه، تحدثوا باستمرار عن الطبيعة العالمية للتهديد الجهادي والترابط بين المجموعات والقيادات المسؤولة عنهم. فهم يعاينون شبكات متداخلة من القاعدة وفروعها.
وقد نشرت الولايات المتحدة 17 وثيقة من بين أكثر من ستة آلاف تم العثور عليها في منزل زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن في أبت آباد بباكستان أثناء العملية التي قتل فيها يوم 2 مايو/أيار 2011. وتظهر إحدى الوثائق أن بن لادن كان يخطط لشن هجوم كبير في الولايات المتحدة.
وتكشف الوثائق رسائل داخلية ضمن تنظيم القاعدة ورسائل كتبها بن لادن وقادة تابعون للشبكة في اليمن، وإسلاميون في الصومال وباكستان، مع توجيه مجموعات تابعة للتنظيم إلى الابتعاد عن استخدام اسمه لئلا يستقطبوا كثيرا من الأعداء.
وتظهر إحدى الرسائل أن بن لادن كان يخطط لاستهداف طائرات تحمل الجنرال ديفيد بترايوس وحتى الرئيس الأميركي باراك أوباما، ويرى أن اغتيال أوباما سيفتح الطريق أمام نائبه غير المهيأ جوزيف بايدن لتولي منصب الرئاسة، وبالتالي إدخال الولايات المتحدة في أزمة.
عدم قدرة وكالة الاستخبارات المركزية على “استغلال” الوثيقة لم يسمح للوكالة بدراسة منهجية وتقنية للمعلومات المدرجة.
شكل فلين فريق عمل عرف باسم“وكالة الاستخبارات الدفاعية” او DIAللقيام بتحليل تلك الوثائق ولكن وكالة الاستخبارات المركزية رفضت تبادل الوثائق مع تلك المجموعة، ولكن بعد معركة بيروقراطية مطولة، حصل فريق الـ DIA على وثائق بن لادن وتعهد باستغلالها بشكل شامل.
بحسب فلين الوثيقة قدمت لحكومة الولايات المتحدة أفضل نظرة عن تنظيم القاعدة وعملياته، وكان هناك رسائل بين أسامة بن لادن وقادة الإرهاب الاخرين، عن الهجمات المستقبلية، ولكن الوثيقة لا تزال غير مستغلة حتى يومنا هذا.
وقال الكولونيل ديريك هارفي، الموظف السابق بجهاز الاستخبارات العسكرية، ان فريق الـDIAلم يقم بتحليل الوثائق بالشكل الكافي، وقال: “ربما تم اختبار 10 % فقط منها”.
مصادر مطلعة على الوثائق تقول انها تشمل معلومات مقلقة حول خطة تنظيم القاعدة لتمكين وتفعيل اجزائها، ومعلومات حول علاقتها مع المخابرات الباكستانية.
في تحليلات مبوبة تقومعلى أساس تلك الوثائق، واجهت الـDIAتحديات مباشرة مع ادارة أوباماالتي كانت تعتبر ان تنظيم القاعدة تضاءل وتلاشى. واوضح فلين في مقابلة أجراها مع جيمسكيتفيلدبعد وقت قصير من مغادرته الحكومة: “عندما قتل بن لادن كان هناك شعور بأن التهديد الذي تمثله مجموعته قد ذهب بعيدا. ونحن جميعاكان لدينا تلك الآمال، ولكن من خلال تجربتي في أفغانستان والعراق اقول: انه كلما قطعنا رأس قيادي في هذه المجموعة، تظهر رؤوس اخرى لتحل محلها، وانا ادرك اليوم أن قطع رأس القيادة هي “استراتيجية فاشلة“.
الطروحات التي قدمها فلين والمحللين التابعين له لم يكن مرحب بها في الادارة بحجة ان التهديدات تضاءلت والحروب انتهت، واولئك الذين تحدوا مطالبات الإدارة جرى تهميشهم كما في حالة فلين، وأجبروا على الخروج، ووصفت مصادر عدة تلك الجهود بأنها عملية “تطهير”، وحذرت من مخاطر عدم رغبة ادارة اوباما بسماع وجهات النظر الاخرى.
وبرز في خطاب الرئيس الأميركي باراك أوباما حول “حال الاتحاد”، غياب الإشارة إلى تنظيم القاعدة، رغم الإشارة للإرهابيين في حين حضر تنظيم “داعش”، وقال أوباما إن أعداء أميركا يرغبون في رؤيتها تنجر لصراعات عسكرية لا ترغب بها عوض التركيز على الاستراتيجية الأوسع مدى لضمان أمنها، معتبرا أن القيادة الأميركية تكون في أفضل حالاتها عندما “تمزج القوة العسكرية بالدبلوماسية الصلبة”
وقال فلين: “الاعتكاف، التقشف ونزع السلاح هي وصفة لكارثة تاريخية”.
ترجمة: وكالة اخبار الشرق الجديد
ناديا حمدان
http://www.weeklystandard.com/blogs/former-defense-intel-chief-blasts-obama_826593.html