بشهادة العالم أجمع إن أميركا ترامب تلفظ أنفاسها الأخيرة، ويقودها رئيسها الأرعن بسرعة كبيرة نحو الهاوية أو هي سقطت في الهاوية ولم يبقَ إلا ارتطامها بالقاع لتتهشم إلى غير رجعة حتى مع إدارة جديدة ومحاولات بائسة لانقاذ ما يمكن انقاذه.
الذين يعتقدون أن انتفاضة الشعب الاميركي على حكومة ترامب جاءت كرد فعل على المقتل المأساوي البشع للاميركي - الافريقي جورج فلويد تحت ركبة ضابط شرطة من جماعة " الكلوكلكس كلان " الفاشية ، ويعتقدون انها ستنتهي بإنزال عقوبات اقرب الى رفع العتب القضائي ، هم مخطئون في توصيف الواقع ولا يرون حتمية التطور التاريخي الذي توقعه معظم المفكرين الغربيين وغيرهم والتي تؤكد بدء نهاية العهد الاميركي .
المسألة ما زالت في بدايتها وتتكشف يوماً بعد يوم على لسان كبار المسؤولين وخصوصاً الصينيين والروس الذين وجهوا اتهاماً صريحاً وواضحاً لا يخلو من التهديد الى ترامب المجنون الذي لا يتورع عن القيام بأي شيء في سبيل انقاذ الاقتصاد الاميركي الذي يتهاوى امامه بفعل سياسته الرعناء وبفعل الاجتياح الصيني لمعظم الاسواق التي كانت حكراً على اميركا.
Read more: كورونا.. بداية تشكل نظام جيوسياسي جديد د. عبد الحميد دشتي
كان من المتوقع - وهذا ما تعرفه القيادة السورية جيداً - ألا يلتزم الأُلعبان أردوغان بالهدنة التي منحه إياها بوتين بعد أن مسح بكرامته الأرض، لأن مثل هذا الكائن الذي كان رأس الحربة في العدوان الكوني على سورية لا يؤتمن جانبه ولن يتوقف عن عدوانيته وأطماعه ظناً منه أن هذه فرصته الأخيرة لتحقيق مشروعه التوسعي.
إذا كانت معركة تحرير حلب المدينة الصناعية لسورية هي معركة تمريغ أنوف الأتراك كما وصفها القائد بشار الأسد بعد تحريرها بالكامل وتشغيل مطارها الدولي، وعودة الحياة إليها بكل معانيها السياسية والاقتصادية والاجتماعية ، فإن معركة تحرير إدلب ستكون بالتأكيد معركة تكسير عظامهم وستكون نهاية الحرب الكونية على سورية ودورها في المنطقة، مع تحرير بعض الجيوب في شرق الفرات الغنية بالنفط والتي سيتم تحريرها من الاحتلال والإرهاب وإعادتها إلى حضن الدولة.