ناصر قنديل
– يبدو واضحاً أنّ التفويض الذي مُنح للسعودية بإدارة التفاوض حول سورية عبر واجهة مؤتمر الرياض قد نزع كلياً منها أميركياً، بمجرد الإعلان عن التفاهم بين الرئيسين الأميركي والروسي على خطة لجنوب سورية، بعدما كان نزع جزئياً مع رفض منح أيّ تشكيلات عسكرية تابعة لجماعة الرياض دوراً في معارك الرقة، وحصر الأمر بالجماعات الكردية التي جرى تظهيرها كحليف رئيسي لواشنطن بين الجماعات السورية تليها جماعات منتقاة من العاملين في الأردن الذين أنيطت بهم معارك التنف. وهذا تحوّل كافٍ للقول إنّ جماعة الرياض المعارضة التي بقيت منذ وصول الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى البيت الأبيض تصرّح علناً بأنها تنتظر تبلور الاستراتيجية الأميركية الجديدة التي تعوّل عليها بالكثير من التغييرات، تكتشف اليوم أنها خارج هذه الاستراتيجية
ناصر قنديل
– بغض النظر عن الدرجة التي سيُحسب فيها تأثير موقف رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري على شرعية الرئيس السوري، خصوصاً بعدما يعلن الاعتراف بها والتعامل معها رؤساء أميركا وفرنسا وسواهما، لكن من حق اللبنانيين أن يتساءلوا عن كيفية تصرّف رئيس حكومتهم تجاه تغيير بحجم من هذا النوع يبدو متسارعاً مع التفاهم الروسي والأميركي والإعلان الأميركي الفرنسي. وليس خافياً أن في كليهما كلمة مفتاحاً هي أن لا بند تفاوضي في جدول أعمال الحل السياسي لسورية عنوانه مصير الرئيس السوري، خصوصاً أنه رغم التوازنات الداخلية المحيطة بعمل الحكومة اللبنانية وآلية اتخاذ القرار دستورياً فيها، إلا أن الناطق بلسان الحكومة يبقى هو رئيسها، وفقاً لنصوص الدستور
ناصر قنديل
– يقول المبعوث الأممي في سورية ستيفان دي ميستورا إنه متفائل بعد التفاهم الروسي الأميركي بالتوصل إلى تفاهم سياسي بين الحكومة والمعارضة في سورية قبل نهاية العام، ومضمون التفاهم كما نشرت جريدة «الحياة» التي تموّلها وتشغّلها السعودية، يقوم على تسليم أميركي ببقاء الرئيس السوري. ووزير الخارجية الأميركي متفائل بخطوات متدرّجة لإنهاء الأزمة الخليجية قبل نهاية العام، والمبعوث الأممي لليمن ومثله لليبيا متفائلان بالتوصل لتفاهمات قبل نهاية العام ووزير خارجية اليابان يتوقّع التوصل لتفاهم ينهي التصعيد حول الأزمة الكورية قبل نهاية العام ومثله وزير الخارجية الألماني يتوقع نهاية الإجراءات التنفيذية للأزمة في أوكرانيا مع نهاية العام
ناصر قنديل
– لم يكن للسعودية وتركيا و«إسرائيل» رغم المال والسلاح والاستخبارات القدرة على شنّ حرب تستهدف سورية ورئيسها، الذي صارت إطاحته شعار الحرب وهدفها، لولا التغطية الأميركية والأوروبية ممثلة خصوصاً بفرنسا التي يسلّم لها حلفاؤها الغربيون بخصوصية الدور التاريخي في سورية ولبنان. وقد صار واضحاً أنّ الحرب بما هي مال وسلاح وإعلام، هي رجال أيضاً وأنّ تركيا والسعودية و«إسرائيل» قاتلوا بتنظيمي القاعدة والإخوان المسلمين ومتفرّعاتهما وصولاً لداعش، وما كان هذا ليتمّ لولا التغطية الأميركية الفرنسية
ناصر قنديل
– لا يشبه الإعلان عن تقبيل يد السيد نصرالله من الجنرال قاسم سليماني إعلان السيد نصرالله عن تقبيل رؤوس وأيدي وأقدام المقاومين في حرب تموز، إلا بطهر المقصد وقداسة الموقف، ففي الحالتين وجد ووجدان ومعرفة وعرفان، ويقين بأنّ التقبيل لا يطال مادة ولا يعني ضعفاً وخنوعاً، بل هو اندماج حتى الذروة بالقيمة التي يمثلها موضوع التقبيل، فعل صلاة وعبادة وتقديس لتضحية وعطاء وإعلان ولاء ووفاء، أما الفارق فهو فارق تقبيل الأب لرأس ويدَي وأقدام مولوده شكراً للهبة الإلهية، وتقديراً لقيمة الخلق والوجود. وفي المقابل تقبيل رأس ويد الوالد والأخ الأكبر بعد الفوز شكراً للعناية الإلهية وللرعاية والعناية وتقديراً لقيمة الحضور والوجود. وكما كانت الحالة الأولى تعبيراً عن عظمة تواضع السيد نصرالله وعظيم ما يبذله ويمثله المقاومون، جاءت الثانية تعبيراً عن عظمة وتواضع الجنرال سليماني وعظيم ما يمثّله السيد نصرالله ومهابة المكانة التي يختزنها